معرض المواضيع

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

“حـان وقت الإقلاع” مع عادل قسطل في رحلة كتاب


كتيّب صغير الحجم لا تتجاوز صفحاته ال150 صفحة تحاول أن تسرع في قراءته لصغره ولكن ما تلبث أن تتوقف في صفحات وعند جمل إستوطنت كيانك .. تكمل القراءة ثم تعود لبعض الصفحات لتعيد القراءة .. هذا ما يفعله بك كتاب “حان وقت الإقلاع” للكاتب الصحفي عادل قسطل كبير المراسلين بقناة فرنسا 24 والصادر عن دار الشروق سنة 2014 .
ليس من السهل أن تمرّ بتجربة عادل قسطل الصحفية والإنسانية في صفحات الكتاب دون أن تستخلص بعض العبر والحكم ، فهو يحرّضك على المغامرة والطموح وكأنّه يهمس لك : إحتضن حلمك الجامح وإيّاك أن تروضه فهو على حق وما عليك سوى أن ترافقه في خطوات الجنون .. إيّاك والإنحياز لسلطة الواقع والمجتمع فهناك حسابات أخرى لا يتقنها الواقع أبدا .
على ظهر الكتاب كتب قسطل رسالته للإنسان في مجتمعات الجنوب : قبل ربع قرن, كنت أتمنى السفر ولو برا من الجزائر إلى تونس، آمنت بمهنة الصحافة وتمسكت بهارغم تكويني الأصلي كمهندس معماري. تمنيت زيارة بلدان كثيرة وتحقق لي ذلك. أهم درس تعلمته من هذه المغامرة الطويلة و الشيقة, هو قدرة الإنسان الجزائري على الإقلاع. لماذا ينجح الجزائري في الخارج و يتعب في بلاده؟ هل الحل هو الهجرة؟ التجربة الجزائرية توفر لأبنائها وقودا, و لكن من يشغل المحركات؟
من يشغل المحرّكات يقصد قسطل محركات الأمل والطموح والمثابرة للفرد في مجتمعات الجنوب التي تعلمه التواكل والإستسلام والخوف من كلّ جديد والتمسك بالأشياء السهلة ويحاول الكاتب في ثنايا الكتاب أن يجيب عن أسئلة الإنسان في هذه المجتمعات كيف أنجح وأحقق ما أريد بعيدا عن القوالب الجاهزة وعن الوصايا والحكم المتداولة عن القضاء والقدر ربّما الهجرة في أوطان تسلبك الحرية يقول عادل قسطل في أول الكتاب : ” الهدف في الحياة هو السعادة والبحث عن السعادة يبدأ بالبحث عن الحرية ، يهجر الناس أوطانهم لأنّها تسجنهم ، يخال للقارئ لأول وهلة أنّ الكاتب قد يئس من الإصلاح في هذه المجتمعات ولكن حين تكمل الكتاب تتأكد من رسالة الكاتب في تحريضه الإيجابي على التغيير من داخل البلدان والتحرر من القوالب الجاهزة ومن سلطة المجتمع .
في رسالته التوعية يمارس قسطل فعل الجلد على الإنسان الجزائري بقسوة أحيانا ربما لتصل رسالته بشكل أقوى وأنجع ، لعلّ الجزائر تنهض من سباتها ومن كبريائها بنقد موجوع بهموم البلد والمواطن وكأنّ الكاتب يطرح تساؤول شكيب أرسلان من جديد في القرن 21 بصياغة جديدة ومواكبة للعصر لماذا تقدّم الغرب فيما بقينا نحن على ما هو عليه : نجترّ الماضي ولا نعيش الحاضر ولا نفكر في المستقبل ؟؟
رواح قسطل بين تجربته في الصحافة وبين تنقله في العالم وبين أعلام الجزائر وشخصياتها التي ساهمت في تحريرها من الإستعمار الفرنسي وبين حالة الإنسان الجزائري في المهجر وما يعانيه من الإهمال يستعرض حوادث العنصرية والإغتصاب في الأحياء الفقيرة وحالة التشرذم العاطفي بين فرنسا البلد الحاضنة والجزائر البلد الأصل وتأثيراته على شخصية المهاجر الجزائري وكأنّه يعلن ضمنيا : الهجرة دون هدف ودون ثقافة وإنتماء حقيقي ليست الحلّ إنّ الحلّ الحقيقي هو أن تؤمن بنفسك بحلمك ببلدك وأن تغيّر من الداخل لا من الخارج.
كما يقف عادل قسطل وقفة ناقد موضوعي في حالة الجزائر اليوم ، وكأنه يختزل حالة الجزائر وحالة شقيقاتها في شمال إفريقيا وما تعيشه هذه الأقطار من حال التخلف والركود دون تغيير ودون إرادة حقيقية سياسية أو إجتماعية في التغيير .
رغم صغر حجم الكتاب إلا أنّه يظل عميقا إذ إحتوى تجربة إنسانية واعية بهموم الوطن والإنسان في مجتمعات الجنوب فهو ليس مجرّد كتاب بسيط تمرّ عليه وينسى إنّه مضاد للإكتئاب لتؤمن بما تفعل وتهمس سرّا أو جهرا : سأصبح ما أريد .. سأحقق حلمي !
كتبت خولة الفرشيشي
kastal
اقرأ المزيد Résuméabuiyad

السعودية تواصل انتهاكات حقوق الإنسان وتصدر حكم الإعدام ضدّ قاصر


ما تزال المملكة العربية السعودية مستمرة في خروقاتها لمنظومة حقوق الإنسان ، إذ تتخذ من الإسلام ذريعة لتطبيق عقوبات محطة بالكرامة الإنسانية كالجلد وقطع الرأس والرجم وخلافه ، دون أن يحرّك المجتمع الدولي ساكنا إذ يكتفي في أقصى الحالات بإصدار بيانات شديدة اللهجة أحيانا دون خطوات إيجابية للحدّ من معاناة الإنسان السعودي ويرجع هذا إلى المصالح التي تربط بين القوى العالمية والمملكة العربية إذ تعتبر هذه الأخيرة رابع ميزانية عسكرية في العالم ويذهب جزء كبير من الميزانية السعودية لإقتناء السلاح من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا .
قبل أشهر تحديدا يوم 16 جانفي 2015 ، طبق النظام الوهابي على مرأى من المجتمع الدولي فعل الجلد ضدّ الناشط السعودي رائف بدوي المحتجز بشأن اتهامات تتعلق بانتقاد موقعه لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجال الدين السعوديين الحاكمين الخفيين للمملكة السعودية رغم إستنكار المنظمات الحقوقية وبعض الدول الديمقراطية إلا أنّ رائف مازال حبيسا إلى يومنا هذا رغم توقف الجلد .
لم يكن الناشط السعودي رائف بدوي الضحية الأولى للنظام الوهابي وتحديدا للمؤسسة الرجعية : هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد سبقه ولحقه إلى السجن اخرون كثر لم تعرف قضاياهم بإستثناء قلائل كحمزة كشغري ووليد أبو الخير وسعاد الشمرى وغيرهم من المفكرين والنشطاء السعوديين والتي تتعارض أفكارهم مع الهوية المحافظة بل الرجعية للنظام الوهابي هناك .
وفي سابقة فريدة من نوعها ستنفذ المملكة العربية السعودية حكم الإعدام قطع الرأس ضدّ أحد الشباب المعارض علي محمد النمر والذي يبلغ من العمر ٢١ عاماً ، وستكمل العرض التراجيدي في الحط من الكرامة الإنسانية هناك بصلب جثة المعدم وعرضها على العامة وتعود قضية النمر إلى ما قبل ثلاث سنوات إذ يقول النظام الوهابي إنه أنّ النمر إقترف جرمه قبل بلوغ السنّ القانونية وهو ما عطل حكم الإعدام ضدّه ا هذا وقد إتهم النمر بالانتماء إلى خلية إرهابية والتحريض على الفتنة والقيام بأعمال الشغب، حمل السلاح واستهداف رجال الأمن والمنشآت الحكومية، والمشاركة في المسيرات و المظاهرات المناوئة للسلطات” بالقطيف سنة 2012 وقد تمّ إصدار أحكام قاسية على كل ّ الموقوفين في تلك الأحداث التي تتسم بغطاء طائفي : المعارضة الشيعية ضدّ النظام السنيّ السلفي الوهابي .
إعتقل النظام السعودي النمر في ظروف قاسية إذ تمّ دهسه بالسيّارات صحبة العشرات من المتظاهرين وإنتزعت الإعترافات تحت التعذيب والإنتهاكات الجسدية ضدّه حسب ما ورد في بعض بيانات الحقوقيين في الداخل السعودي وخارجه .
وفي تعليق أولي علق والد الشاب المحكوم بالإعدام محمد باقر النمر وهو أحد أبرز النشطاء بالقطيف والمعروفين بمعارضته للنظام السعودي على حكم الإعدام الصادر ضدّ ولده على مواقع التواصل الإجتماعي “كم هو عار على القضاء أن يلوِّح ويهدد وينفِّذ إعدامات بحق الأطفال بعد أن نفَّذ إعدامات في الشوارع، وعلي النمر ليس الأول وليس الأخير في عالم الأحكام الجائرة لكن هو الأول في العالم الذي يحكم عليه كطفل بحكم قراقوشي. كم هو انحطاط وعار عندما يكون القضاء في أيّ دولة في العالم تابع لجهاز الأمن ويكون القاضي عسكرياً بلحية ولباس مدني! ” . يحدث كل هذا بالمملكة السعودية في ظلّ تواطؤ الأجهزة الرسمية مع الجرائم التي ترتكب بإسم القانون ضدّ الإنسان السعودي الذي مازال يعيش تحت القهر المسلط من العائلة الحاكمة ورجال الدين المحافظين .
ورغم بشاعات النظام الوهابي ضدّ المواطنين في المملكة تم اختيار السعودية مؤخراً لرئآسة لجنة خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة على مراى من أنظار المجتمع الدولي الذي قبل أن يكون شريكا في الإساءة للمواطن السعودي مرّة بإسم الدين ومرّة أخرى بإسم القانون وأخرى ثالثة بإسم حقوق الإنسان .
كتبت خولة الفرشيشي


اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الأحد، 20 سبتمبر 2015

فــــــنار: شمعة الشباب في وجه الظلام


فنار تجربة موسيقية تونسية إختارت الفنّ الملتزم نهجا لها تقارع به الاستبداد بكلّ أشكاله ، وتحاول أن تزرع الأمل في صفوف الشباب وتنشر الحبّ والحياة والفرح في تونس وشعبها ، بين نغمات العود وأغنيات الشيخ إمام وسيّد درويش وبين كلماتهم الخاصة تعلو أصواتهم بالغناء ، خمس فتيات وشابين جمعهم الفنّ الملتزم وميولات أخرى كالرسم والنحت والكتابة ، هؤلاء هم مجموعة ” فنار” إسم ذو رمزية وكأنّهم يعلنون أنّهم سيكونون شمعة تسقط الظلم كالتي بدأت تخيّم على أجواء البلاد .

هم مجموعة من الشباب جمعتهم دار الثقافة بن رشيق بالعاصمة وفي نادي الشيخ إمام كانوا يلتقون ويغنون منذ ثلاث سنوات ، خرجوا من النادي وأسسوا فرقتهم الخاصة ووصل إنتاجهم إلى حوالي ستة عشر أغنية و2 فيديو كليب ،كما شاركت هذه المجموعة في تأثيث الأمسيات الثقافية بالأوساط الطلابية والنقابية وكان أول ظهور رسمي لهم في حفل القبة يوم 7 فيفري 2014 التي كانت تواصلا بين الأجيال وأخذا للمشعل من فرقة ” جيل جيلالة ” المغربية .
غنّت مجموعة فنار للحبّ والوطن والمرأة التونسية وللشهداء ، لشكري بلعيد وللبراهمي في الذكرى الثانية لإغتياله ، تحمل أغانيهم روح التمرّد والتحرر بنفس شبابي يعكس تطلعات الشباب إلى حياة كريمة في تونس ما بعد الثورة .


لا تخفي مجموعة فنار خلفيتها اليسارية و التي تجلت بصورة واضحة في الأغنية المهداة إلى روح الشهيد شكري بلعيد وأخرى للمرأة التونسية ، في هذا السياق يصرّح الفنان عمر بن براهيم أحد أعضاء فرقة فنار أنّ تجربته في الجرافيتي سابقة للموسيقى ضمن مجموعة أهل الكهف والتي تحمل عشرات الجدران رسومات من توقيعهم وأنّ إلتزامه بالوطن أولى إهتماماته فالوطن لم يحرر بعد حسب قوله ، وأي فعل مدني سلمي بالكلمة بالرسم يساهم في تحرير الإنسان والوطن ، فقبل تأسيس فنار كانت المجموعة تغني على رصيف المسرح البلدي وداخل القطارات وفي الشوارع ، فحن نؤمن أن دورنا مهم وليس وقتيا ، فرسالتنا رسالة فنيّة ونضالية أيضا نحن نؤسس لوعي مجتمعي يأخذ على عاتقه أهمّ قضيّة ” الحرية ” .

وعن أغنية المرأة التونسية يواصل عمر بن براهيم حديثه ، فيقول جاءت هذه الأغنية كردّ على الجدل الحاصل تحت قبة البرلمان أيام المجلس التأسيسي، والمتمحور حول دور المرأة في المجتمع، والتي اعتبرها البعض مجرد ملحق ومكمل للرجل، في نظرة ذكورية مازالت تهيمن على جزء كبير من المجتمع وافرازاته السياسية ، لكن تصورنا لمبني على فكرة المساواة، جعلنا نناضل جنبا إلى جنب كفتيات وشبان ورجالا ونساء بلغة عالمية إسمها الموسيقى ، بل تجاوز الأمر عندنا فصارت المرأة هي الطليعة داخل فرقتنا والعنصر المهيمن عليها .
عن إجابته لسؤالنا لماذا يعيش الفنّ الملتزم في أوساط اليسار والنقابيين ولا يخرج بعيدا إلى عموم الجمهور يجيبنا عمر بن براهيم ويقول ليس هناك فنّ ملتزم هناك فنّ يلبي طموح الإنسان في التحرر والأغاني البديلة هي بديلة للسائد ونحن لا ننفي يساريتنا لأننا لا نخجل منها فهي ليست تهمة ، نحن نحرض الإنسان على الحبّ والحياة والأمل والنضال أيضا لإفتكاك حقوقه ونغني من أجل الوطن وحريته .
هذا وقد شاركت مجموعة فنار ضمن فعاليات المهرجان الموازي للفنّ البديل يوم السبت 5 سبتمبر بقابس والذي جاء بمبادرة من بعض الفرق الملتزمة و المعروفة قبل الثورة التونسية كردّ فعل على تجاهل إتحاد الشغل لهم وإستضافة الفنان لطفي بوشناق المصنف كمغني بلاطات وأنظمة والذي مازال إلى اليوم مقربا من بعض الشخصيات المتنفذة والمحسوبة على النظام القديم .
وفي هذا الإطار يقول عمر بن براهيم نحن لسنا ضدّ المنظمة الشغيلة ستظل مظلتنا الدائمة ضدّ ديكتاتورية الأنظمة ولكن نشارك في هذا المهرجان كموقف ضدّ المنظومة القديمة ، فنحن مناضلون وفنانون و نريد أن نواجه الرداءة وننصف الفنّ الملتزم والقضايا النبيلة من المتربحين بها وكما غنينا للمنظمة الشغيلة في عدّة محطات نضالية، سنعود إليها فهي بيتنا وبيت كلّ التونسيين وحمايتها حماية لتونس ولثورتها ، فقط إختلفنا هذه المرة وسنشارك مع فرق مناضلة دافعت بشراسة ما قبل 14 جانفي عن قيم الحرية وما تزال إلى اليوم على موقفها .
هذا وتعتبر فنار وبعض المجموعات الشبابية من شبيهاتها طليعة للحلم التونسي وتطورا في التعبير الفني الموسيقي، دون قطيعة مع الأجيال السابقة من الفرق المناضلة، مع تميّز وتطور في الجملة الموسيقية وحرفية أعلى وتجديد في أشكال التعبير و التسويق .
كتبت خولة الفرشيشي

اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الجمعة، 28 أغسطس 2015

جولة داعشي في جنــــــــان الخلد

horria
اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الخميس، 2 يوليو 2015

عين على الجنس في الغرف المغلقة

يحظى الجنس بمكانة هامة لدى الفرد في مجتمعاتنا ، يولد وتكبر معه الهواجس والهوامات الجنسية ، دون تفسير أو إحاطة عائلية، فالجنس في هذه المجتمعات يتناول بنوع من التخويف والتقديس والتحقير أيضا، يمكن للرجل أو للمرأة أن يهدد صديقه أو صديقتها بقول : سأنكحك ويمكن أن يصف الفرد يومه قائلا : كان يوما منكوحا .. وهكذا يعيش الفرد في هذه المجتمعات لا يعرف ما معنى الجنس وهل هو مقدّس أو مدنس وهل هو عقاب أم متعة ..
ولأنّ الجنس موضوع غامض ومحرّم ،في هذه المجتمعات ، يمكن للمرأة المحافظة والمتدينة أن تبقى عذراء ،حتى في عمر التسعين دون أن يطمثها رجل ، ودون أن تعرف لذّة المتعة الجنسية ، لذلك تجتهد المرأة في الإبقاء على بكارتها كشرط الزواج ، وأن تعيش تهويماتها الجنسية في الخيال ، أو من خلال أحاديث النساء المتزوجات ، أو في لقطة عابرة في فيلم يجمع البطلين في لحظات حميمية …
ويبقى الرجل يتنقل في اللحظات العابرة ، بين النساء العابرات في فراشه ،يتعلم معهن وفيهن تمارين الجنس ، فكلّ إمرأة تمرين لإمرأة قادمة ، فيتعلم الرجل الجنس دون أن يتعلم الحبّ ،وكيف تتماهى مشاعره مع لذّة الجسد ، وكيف أن الجنس تتويج لمشاعره ، وليس مجرّد إشباع للغرائز ونشاط قضيبي فرجي ينتهي بقذف .
يتزوّج الفرد في مجتمعاتنا رجلا أو إمرأة لأنّ أغلب الشروط متوفرة في الطرف المقابل يتزوّج الفرد ويظل طول عمره يبحث عن الحبّ في الواقع والخيال … وليلة الدخول مازالت تحظى بالقداسة والإهتمام الكلّ يهتم بالتفاصيل وهل تمّ الهناء أي إفتضاض البكارة فيثبت أهل البنت شرفهم وأهل الرجل فحولته .. يمارس الرجل الجنس مع زوجته في الواقع ولكن خياله يرحل مع نهدي هيفاء وهبي ومؤخرة جنيفر لوبير وثغر إليسا وقوام نانسي عجرم … أو ينام معها كأنّها تلك الفتاة التي مرّت أمام المقهى أو نادلة الحانة التي أدارت رقاب الزبائن فيغرق في ظلام الغرفة التي تخفف عنه وطأة الواقع …
تحلم المرأة وهي تمارس الجنس مع زوجها بحنوّ مهند بطل المسلسلات التركية وبقبل براد بيت وهي ترحل بخيالها بعيدا عن التمارين الجامدة دون روح ودون حبّ فيتهيأ لها زوجها رجلا من الرجال الذين تحبّ وتحلم فتفتح فخذيها وفرجها ولكنّ قلبها وخيالها لرجل اخر غير ذلك على السرير فتمرّ العملية الجنسية بينهما مع طرف متخيل حيث يكون كل واحد منهما مع الشخصية التي يحلم بمجامعتها ويصبح الجنس واجبا لا مفرّ منه يجب أن ينفذ حتى لا تفقد مؤسسة الزواج إحدى ركائزها المهمة : الجماع .
يخون الرجل زوجته والزوجة زوجها ،دون أن يعرفا ، حقا طرفا ثالثا على أرض الواقع فلحظة الجنس بينهما معبر كل واحد منها إلى متخيل في فيلم أو عند منعطف أو ذات نظرة شبقة عابرة ، ولكن خيانة الفكر والقلب أشدّ وطأة من خيانة الجسد فهي تهبه جسدها دون روح فهي الجسم المستهلك اليومي في السرير العائلي فجسدها مستعص عليه كقلبها وخيالها تماما هو كذلك فهو جسم دون روح وشهوة وشبق .
يمارس الرجل الجنس مع زوجته ، ويتمنى أن تفعل ، كما كانت تفعل عشيقاته ، قبل أن يتزوّج ولكن لا يحاول فتح الموضوع معها ،حتى لا يفقد هيبته وإحترامه، وتتمنى الزوجة أشياء في العملية الجنسية ،لا تقدر على المطالبة بها ، حتى لا تفقد حياءها ، وحتى لا تتهم بالفجور ، فتمرّ طقوس الجنس في الغرف المغلقة والمحروسة والمظلمة ، مملة رتيبة لا روح فيها ولا حبّ فتموت الأرواح ، وتذبل الأجساد ، ويصبح الجنس واجبا يوميا متكررا .
حين يتحرر الفكر في مجتمعاتنا ،ويتحرر العقل، سيتحرر الجسد ،وقتها لن تكون الخيانة ميزة الغرف المغلقة والمحروسة بالعادات والتقاليد ، وسيقبل الفرد على الجنس، كطقس من طقوس الحياة والحب والفرح يؤكد عشقه وحبه للطرف المقابل …
ستنتهي الخيانة ،وسيعمر الحبّ هذه المجتمعات، وسيكتفي الطرفان الرجل والمرأة بجعل كل طرف منهما ، نبعا متجددا ومراة عاكسة لإهتزازات الروح وتوجسها .
فيكون الجسد صدى للروح في إعتمالاتها الباطنية السرّية جدّا ، فأن يتحابا بعد غياب ،فيهدى الجسد للحبيب على إيقاع اللقاء ، أو أن يتحابا في لحظة غيرة أو بعد لحظة مهيئة على ضوء الشموع ، فيصبح الجنس قصيدة لها إيقاعها وبحرها وتفعيلتها ورائحة اللحظة التي تتغير بعد فراق ،خصام، غياب، غيرة ،إنسياب، وجموح شهوة .
الجنس هو صهيل الروح في الجسد وهو إنحراف جسدين نحو نجمة واحدة ينصهران في في شعاع ضوء .
كتبت خولة الفرشيشي



اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الحــــــورية والجهــــــادي

وعد الله المسلمين في النص المقدّس ” سكان شبه الجزيرة العربية ” أوّل من أمن بالرسالة المحمدية بنكاح الحوريات اللواتي لم يطمثهن جان ولا إنس واللواتي تتجدد بكارتهن بعد كل عمليه إيلاج كمشهد يصوّر الغزو المستمرّ وقد عرف عن سكانّ شبه الجزيرة العربية إفتتانهم بالنساء والجنس والحرب وقد تخصصت بعض الأحاديث النبوية في صلب موضوع النكاح واداب معاشرة الزوجة ، وكان النبيّ محمد قدوة حسنة لأتباعه في سلوكه الجنسي تجاه زوجاته وجواريه ، لم يكن الجنس مرتبطا بالدنس الذي يبعد العابد عن المعبود بل بالعكس كان مرغبا فيه وقد حثّ عليه النبيّ في عدّة أحاديث أشهرها : ” تناكحوا تناسلوا” هذا وقد وقع تنظيم الجنس في الإسلام فله ادابه ومحرّماته كباقي العبادات والأخلاق والعلاقات الإجتماعية .
وصف النص المقدس عملية نكاح الحوريات بكثير من الترغيب والتشويق في مشهد فنيّ بونوغرافي حلال يجمع بين الحورية والخمرة والرجل الناكح الفائز بالجنّة التي صورت قبل 14 قرنا بما يحلم به هؤلاء الذكور المؤمنين انذاك فتحبيب ذكور المسلمين في الجنة إقترنت بطموحاتهم الحسيّة والتي كانت من ضمن الأسباب الأساسية في الإنصياع الى سلطان محمد النبي ومحمد الحاكم السياسي وهو ما يضمن لذاتّ الجنة وخيراتها فخرج المؤمنين للقتال طامحين في السبايا والغنائم أو في الإستشهاد لنيل نكاح الحوريات والتمتع بأنهار الخمر الحلال الذي حرّم في الدنيا وحللّ في الاخرة .
بعد 14 قرنا تجددت مقولة الجهاد ونشطت الهوامات الجنسية حول الحوريات ليس لدى عرب الجزيرة فقط لتنتقل العدوى حتى إلى ابناء المغرب الكبير الذين شكلوا رقما مفزعا في نسبة المقاتلين لدى تنظيم داعش فكان ما يسمى بالجهاد في سوريا والعراق مرتبطا بحضور الأنثى التي تسبى لتكون في الخدمة الجنسية للمقاتلين كما حضرت الحوريات في خطب الشيوخ لترغيب الشباب في الذهاب إلى البؤر الساخنة للقتال هناك فكانت من نقاط جذب المقاتلين “الجنس” فإرتبطت قداسته بقداسة الجهاد وكان الوجه المخفي له والأكثر إحتفاء ومتعة من بدلة القتال وسلاح الكلاشنكوف ، فالجهاد ليس الموت في سبيل الشهادة بل هو أيضا متعة التمرغ في اللذة الدنيوية من نكاح النساء (اللواتي لم تتغير وضعيتهن منذ 14 قرنا فهن من كماليات الحياة الذكورية في الدنيا والاخرة) والتنقل بالسيارّات الفارهة وسبي النساء والأكل الجيّد قبل المتعة الأخروية في التمرّغ على أجساد الحوريات اللواتي ينتظرن المجاهدين لإفتضاض بكارتهن على أبواب الجنّة حسب المخيال الإسلامي .
تدفقت اللذّة الحسيّة بغزارة في مناطق الجهاد والذي وظفّ القائمين عليه الجنس كأحد أهمّ عناصر إستقطاب الرجال والشباب الذي يعيش حرمانا وكبتا لخيالاته وهواماته الجنسية سواء لإعتبارات قانونية كمنع الزواج بأربع أو لإعتبارات إقتصادية لعجز توفير المطالب المادية لضرورة النكاح ، فلعبت السبايا من مختلف الجنسيات بالإكراه واللواتي وقعن في أسر تنظيم داعش وحوريّات الجنّة دور فتاة الاشهار على الطريقة الاسلامية التي لا يراها المجاهد ولا يتأكد من حسنها ولكن يسمع عن جمالها وسهولة ممارسة الجنس معها فإكتشفت الأذن قبل العين جمال سبايا الجنس في أراضي ما سميّ بالجهاد إنقلبت كلّ الأشياء والمعايير الأخلاقية والتي وظفت أساسا لمصلحة الديني السياسي المسلح بتواطؤ الشيوخ الذين لعبوا دور القائم على بيوت الدعارة لجذب سيّاح الجنس بطريقة تجارية تحت غطاء دينيّ بالحديث عن الحوريات اللواتي تنتظر المجاهدين على أول عتبات الجنّة .
يطرح موضوع علاقة الجهادي بالحورية وبالجنس أسئلة حارقة أولها هل مازال الوعي الجمعي الإسلامي في نفس مرحلة ما قبل 14 قرنا يطمع بحورية بل بالالاف منها رغم تحرر المجتمعات وتحرير الجنس ونسبة الحرية التي يعيشها هنا وهناك وهل مازالت الحورية تشكل مطمعا كبيرا للجهاديين وسببا في إستشهادهم طبعا بعد حلمهم ببناء الدولة الإسلامية ترى لو عشنا ثورة الجسد كما عاشتها أوروبا هل سيكون الان جهاديون وخطاب حول حوريات العين ؟
كتبت خولة الفرشيشي


اقرأ المزيد Résuméabuiyad

مكانة الأنثى في المجتمعات الذكورية


الصورة الأولى :  
كان شعرها أسود فاحما وناعما يغطي كتفيها العاريتين … كانت تثير كل العيون المتطفلة وتدير كل الرقاب … صوت كعب حذاءها يمكن أن يحدّد إتجاه كل الرجال فالكل معدل على صوت الكعب العالي كانت تتقن الإبهار الجسدي كما تتقن الراقصة إدارة خصرها وهي تستمع بتهييج الذكور وعشقهم لها .
الصورة الثانية :
كانت محجبة تستفيق أول إنبلاج الفجر مع صوت المؤذن الذي يعلو كلما تأكدّ أنّ الناس نيام ولم يسمتع أحدهم إلى نصيحته الخالدة : الصلاة أفضل من النوم .. حيّ على الصلاة .. حيّ على الفلاح .. تخاف من كشف زينتها للغرباء تهرول في مشيتها وتقرأ القران طول الوقت … تعتقد أنّها فتنة الشيطان على الأرض فتقربت إلى الربّ بالصلوات الكثيرة والتي عجزت عن عدّ ركعاتها فهي لا تتوقف عن السجود والركوع إلا حين يأخذها التعب وتقرّبت لذكور عائلتها بالطاعة أباها وأخاها وأخوالها فهم كلّ القوامين عليها .
الصورة الثالثة :
 بنتين متشابهتين في الأفكار إحداهما لبست الحجاب والأخرى كشفت شعرها .. يدرسان ويطالعان ويناضلان ضدّ الهيمنة الذكورية في البيت والشارع والدولة … إختلفتا في الهندام وإتفقتا في الأفكار.
الصورة الرابعة :
يحاول أن يكون مثقفا عن بني جنسه تقدميا ليس كذلك السلفي الذي أقرّ بعهر النساء التونسيات أو كذلك الليبرالي الذي إختزل ليبراليته في العلاقات الجنسية المتحررة .. يحاول أن يؤمن بأنّ المرأة شريك في العلاقة وليس مجرّد كائن وتابع ولكنّه يفشل حين يفكر أن للمرأة ماض سبقه إلى جسدها تتقن ممارسة الحبّ كم تتقن الخطابة والفصاحة والحديث في الفلسفة والأدب … يقول أنّ كل هذا رائع وجيّد ولكنه لم يقبل إلى الان إمرأة جربت كلّ الأشياء قبله .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما تزال المرأة في هذه المجتمعات ذات الغالبية المسلمة بين فكرتين فكرة المرأة العورة والفتنة والتي يجب حصارها أو فكرة المرأة الشبه عورة ويمكن التضييق عليها قليلا دون محاصرتها كليّا رغم أن الفكرة الثالثة وهي أنّ المرأة شريك فاعل وليس تابعا خاضعا لإملاءات الذكورة مازالت هذه الفكرة تحاول أن تولد في مجتمع قاس كهذا … مخاضها صعب يقتنع بهذا كل من امن بها .
تولد النساء في هذه المجتمعات ذات الغالبية المسلمة في صيغة رقيق يحدّد قوانين إسترقاقه ذكور العائلة والقبيلة فهم من وضعوا القوانين العامة والمحدّدة لمكانة المرأة داخل المجتمع وتبقى مفردات الشرف العائلي والأخلاق الحميدة عنوانا كبيرا لضبط تحرّك المرأة في الفضاء الإجتماعي فقد إتفق المخيال الجمعي بضرورة قبرها ولو صوريا قبرها في البيت أو في الشارع وبكمية القوانين والأخلاق الزجرية التي تكبّلها وتعطل مسيرة تحررها .
نعود إلى الصور الأربع الأولى بعض النماذج في هذه المجتمعات ذات الغالبية المسلمة والي أفرتها هذه البيئات المثالية على المستوى الظاهر والمعقدّة والمريضة باطنا ، صحيح أن المتأمل في مجتمعاتنا هذه سيجد أن هناك السافرات الجميلات اللواتي يشبهن نجمات هولييود لا ينقصهن شيء عنهن سوى أصولهن العربية أو الإفريقية والأمازيغية .. فالواقع في هذه المجتمعات لا ينفصل كثيرا عن الواقع العالمي وترويج صورة مستهلكة عن النساء كأيّ بضاعة تخضع لشروط العرض والطلب لذلك لم يشّذ النموذج الأول عن هذه القاعدة وبقي فيّا لأخلاق الرأسمال العالمي الذي روّج للمرأة في المجتمعات الإستهلاكية وسلعها ونزع عنها قيمتها الإنسانية .
وفي أوساط كثيرة من مجتمعاتنا الهشة فكريا والشعبية رغم تحدثها الظاهر إلا أنّها مازالت تعاني أزمة الإنتقال إلى الحداثة وقيمها وعدم الإكتفاء بمظاهرها المريحة والمرفهة فقط وقد إنعكس هذا على وضع المرأة في الصورة الثانية الذي أبدّه منذ قرون خلت فالمعايير القروسطية هي التي جعلت من المرأة كائنا شيطانيا عليه التطهر امن بهذا الرجال وإستبطنته النساء رغم محاولات جيل كامل من الصورة الثالثة المضي في مسيرة التحرر سواء من داخل المنظومة الرسمية أقصد هنا الثقافة الأصولية التي مازالت تنتعش في حاضرنا كالبحث عن الجوانب المشرقة والمضيئة فيها أو القطع معها والإنصهار في القيم الكونية والعالمية التي تحفظ المرأة من تبعات الإستغلال الذكوري .
تبقى الصورة الرابعة هي صورة الرجل في هذه المجتمعات وهو في مسيرة الشبه تحرر وهي مسيرة شاقة جدّا وسيأتي يوم ما وستتخلص الأجيال القادمة من تبعات الأخلاق الذكورية التي طبعت على جسد المرأة وعنونت بها حضورها وإعتبار المرأة كلا لا يتجرّا وأن جسدها ليس كيانا قائما بذاته .
النضال من أجل حقوق المرأة مسيرة شاقة ولكنّها تستوجب التضحيات حتى تتقدّم مجتمعاتنا فبتقدم المرأة تتقدم المجتمعات وكلما لمت وإنتهكت حقوقها ينعكس هذا جليا على ظاهر وباطن المجتمعات .
كتبت خولة الفرشيشي 









اقرأ المزيد Résuméabuiyad