معرض المواضيع

الأحد، 26 أكتوبر 2014

المقاتل الداعشي ناكح الشرف الإجتماعي “قراءة لظاهرة جهاد النكاح "

بعد مرور مدّة زمنية لم يذكر فيها جهاد النكاح في الإعلام التونسي طفت على السطح هذه القضية من جديد بعد عودة أبو نضال المقاتل التونسي من سوريا صحبة زوجته أم أسماء التي قامت بجهاد النكاح مع مقاتلي تنظيم داعش الدموي في مدينة حلب السورية وذلك قبل هروبهما نحو تركيا ثم إلى تونس .
نذكر أنّ السلط الرسمية نفت تماما هذه الظاهرة وإعتبرتها تهمة وجهت إلى الحكومة التونسية ” الداعمة لما سميّ ثورة هناك ” من طرف النظام السوري ويأتي ذلك ضمن الحرب الإعلامية التي شنّها ضدّ أعداءه ورغم ذلك يعود عدد محدود من الفتيات إلى تونس من سوريا بعد قيامهن بجهاد النكاح وهو ما يؤكد صحة الإتهامات التي وجهها النظام السوري إلى حكومة التونسية وتأتي ظاهرة تصدير الشباب التونسي شبابا وفتيات بعد تسهيل منافذ الإرهاب بعد 14 جانفي بتغذية مشاعر الكره بين العلمانيين والإسلاميين وبإستضافة شيوخ التطرف في منابرنا ومساجدنا وبعد التراخي في ملاحقة أصحاب التصريحات المتشنجة والمشحونة بالعنف لقادة سياسيين يعتبرون قدوة لبعض الشباب .
لنحاول قراءة جهاد النكاح من زاوية أخرى كيف يمكن لفتاة إجتهدت في التديّن تقربا لله وطمعا في جنته أن تقدّم جسدها مضغة سائغة للرجال هكذا بسهولة ودون خوف من العقاب الأخروي !!! .. قبل هذا كلّه أسبغ الدين الإسلامي على الجسد الأنثوي قداسة حرم المرأة من التمتع به فهو ليس ملكها بل ملك الدين والعادات والتقاليد إذ يحكم كلّ هذا نظرة أخلاقية تقدّس الجسد العذري وتدنّس الجسد المجرّب الذي نال متعا كثيرة خارج إطار الدين والمجتمع .. إذ تحرص الفتاة المسلمة على عذريتها كحرصها على حياتها وتحرص الزوجة على صيانة عرضها المتعلق أساسا بجسدها , هذا حال النساء المسلمات في مجتمعاتنا إذ يرتبط الجسد الأنثوي بمضامين الشرف والكرامة وحمايته حماية للمجتمع كله وليس مجرّد حماية شخصية لأحد أفراده فالجسد في المجتمعات الإسلامية لا يحمل قيمة وجوده المتحرك في الفضاء الإجتماعي بل يحمل قيمة أخلاقية أوّلا قبل كلّ القيم الأخرى ، فإخلاص المرأة لزوجها فرض ديني على المرأة فكيف قبل وتقبل المقاتل التونسي خيانة زوجته أمّ أسماء .. ؟
إنّ ظهور داعش في المشهد الحالي ونجاحها في إستقطاب الشباب والرجال إلى درجة التفريط في شرفهم حسب القيم الإسلامية أي تسليم زوجاتهم للنكاح مع بقيّة المقاتلين كما فعل أبو نضال التونسي في مدينة حلب السورية يدعو إلى الريبة والشك في هذا التنظيم الذي قطع مع أخلاق الوعي الجمعي رغم أنّه يدعي الإسلام منبع هذه الأخلاق الجمعية المتعلقة بالشرف المناط بعهدة الجسد : إذ يصبح القتال وليمة لإراقة الدماء ولو كانت دماء الأطفال والنساء والمدنيين العزّل وأيضا لتنظيم حفلات جنسية يتشارك الجميع في جسد أنثى واحد فقط تنظم أوقات دخولهم عليها .. إنّ وجود داعش في المشهد الديني يسيء إلى مليارات المسلمين الذي يخشون مواجهتها جهرا بالتبرأ منها وبتنظيم مظاهرات وبقطع المدّ عنها لأنّ أغلبهم يحملون مشروع داعش : إراقة الدماء لمن لا يوافقهم الرأي للكفار خاصة ولإشباع نزواتهم الجنسية التي لا تشبع أبدا … فالداعشي يظهر في صورة الناكح الذي فقد عقله بعد أن فقد قيمه وأخلاقه بالقتل والإغتصاب والسرقة فقد أهدر الداعشي كلّ الأخلاق وأسس لأخلاق الغاب في القرن ال21 من يملك السلاح يعيش ومن لم يملكه ينكح ويموت … فمن يشجع داعش ويبرر أعمالها بعد ثبوت اخر جرائمها جهاد النكاح هو مجرم أيضا يؤسس لمشهد سوداوي غارق في أوحال الدماء والسائل المنوي لذكور لم يستسيغوا بعد أن العالم يتقدّم ولا يرجع إلى الوراء أبدا وأن الدولة الإسلامية حلم بالنسبة لهم لن يتحقق وكابوس للعقلاء سيظلون يحاربونه بكلّ ما أوتوا من قوّة .
كتبت خولة الفرشيشي



اقرأ المزيد Résuméabuiyad

السبت، 18 أكتوبر 2014

القحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــريفة


القحريفة هي إمرأة ليست قحبة تماما ولا شريفة تماما هي تتوسط الحالتين لتكون بينهما فلا يستطيع أحد من المجتمع إثبات عهرها أو شرفها وهذه المرأة في المجتمعات العربية المحافظة نموذج ناجح وينال ما يريده ويتغلب على تسلط العقلية الذكورية التي تحدّ من حريته وطموحاته أيضا ليس بمواجهتها بل بمناورتها والكذب عليها .
تتساءل أحيانا بعض النساءمن نحن حقا : هل نحن قحريفات أم ماذا .. حتى وإن كنّا عاهرات لأننا نمارس حريتنا فنحن لا نتقاضى مقابلا ماديا لحريتنا التي تسمى عهرا إذن نسقط الصفة الأولى ” العهر “عن هذه الفئة من النساء الواتي يعشن حريتهن بعيدا عن مخالب الندم والتبرير واللواتي إقتنعن بنمط عيشهن حتى وإن نلن عضب المجتمع ونبذه لأنّهن كفرن بقوالبه .. إذن من هن القحريفات حقا ؟
القحريفة هي التي تحافظ على مكانتها في العلن تلبس وتتصرف وفق ما يقننه المجتمع لا تخرج عنه في العلن أبدا تبدي إستعدادها للطاعة العمياء ولكن أول ما يغفل عينه عنها تتصرف وفق أهوائها الشخصية وتنزع عنها ثورب الورع لتلبس غيره أثوابا أخرى من الحرية وصولا حتى المجون ولكن بعيدا عن العين الرقيبة التي ستسقط عنها صفة الشرف والطهر إن تفطنت لأعمالها الخارجة عن النمط الإجتماعي السائد .. القحريفة تفعل ما تحبذ خفية عن الكل ولها وجهين وشخصيتين تتحرك بهما في فضاءات مختلفة لكل فضاء منها شخصية تتصرف بها حتى تكسب ودّ الكلّ دون أن تفكر إن كانت قد كسبت رضاء نفسها أوّلا .
القحريفة هي التي تمارس الجنس خارج الأطر الجنسية من كلّ المواضع ولكن لا يجب أن تتخلى عن عذريتها التي تعتبر في هذه المجتمعات المحتفظة دليل شرف بل وقيمة إقتصادية تعلي من قيمة المرأة في سوق الزواج .. القحريفة هي التي تمارس الجنس لإرضاء الرجل لا لإشباع رغباتها ولا تؤمن أنّ ذلك حقها طالما أنّها شريك في العملية الجنسية لا مفعول به وهي التي تبكي إن نال منها رجل وطره وتركها وكأنّها بضاعة فاسدة قبل أن تتحمل مسؤولية أفعالها بل دائما ما تعيش دور الضحية وترمي المسؤولية على الرجل وكأنّها في حالة قصور فكري .
القحريفة هي التي تترك الذكور يخططون تصورات الحياة التي لا تنجح خارج معتقداتهم وإعتقاداتهم في هذه المجتمعات المحافظة والقحريفة هي التي لا تخرج إلى العمل من أجل لقمة عيشها ولكنّها تترك نفسها عالة على الذكور وهي التي تؤمن بقوامة الرجل عليها دون أن تقيم حدّا للإرتهان السلبي الذي تعيشه … والقحريفة هي التي تتقن “تكسير الخلايق ” وهو ما يعتمد أساسا على إستنزاف الرجال ماديا دون النيل منها جسديا أو النيل منها تحت مسميات الحبّ المبطن بالمقابل وكأنّها متحيّل درس ضحيته جيّدا فأطاح بها ونال منها والقحريفة هي التي تعيش حياتها بالطول والعرض وقبل أن يتقدّم بها العمر تضع الحجاب للستر وللإيقاع برجل طالما أنّه مجتمع يعشق اللحم المغطى .
تتقن مجتمعاتنا وصف النساء بالعاهرات فهي أسهل الصفات والتهم التي ترمي بها النساء ولكنّها تتساهل مع عاهرات حقيقيات لأنّها لم تراجع بعد قيمة الشرف والعهر من داخل السياق الإجتماعي وكم من عاهرة في نظر المجتمع كانت شريفة لم تأكل مال أحد ولم يصرف عليها رجل بل تشتغل بعرق جبينها وتمارس حريتها الكلية دون أن تنتظر من أحد شهادة تأهيل إجتماعية أو شهادة شرف تثبت بها وجودها في هذا المجتمع وكم من شريفة في نظر هذا المجتمع أكلت على كّل الموائد ومستعدّة أن تبيع كلّ كل شيء جسدها وفكرها وقيمها من أجل المال أو رضى المجتمع الذي فسد حقا ولم يعد يرضى الأحرار. 

خولة الفرشيشي

اقرأ المزيد Résuméabuiyad