معرض المواضيع

الأربعاء، 14 يناير 2015

كسرّوا أسوار الصمت في المملكة السعودية !!

تعيش المملكة السعودية كغيرها من الدول العربية صراع الهوية الواحدة التي تشكلها الثقافة الرسمية “الإسلام” ولكن بدرجة أكثر صرامة إذ يعتبر الدين المشرّع الأساسي الذي ينظم الحياة السياسية والإجتماعية في الدولة في إلغاء واضح للحريات الفردية والسياسية التي يضمنها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ومنذ سنوات لاحظنا قلق المنظمات الدولية من وضعية حقوق الإنسان بالمملكة رغم أنّها قد وقعت عدّة إتفاقات حقوقية منها الإتفاقية الخاصة بمناهضة التعذيب والتي أمضتها سنة 1997 ، رغم إمضاء الدولة السعودية هذه الإتفاقية إلا أنّها مازالت تمارس التعذيب ضدّ النشطاء والمواطنين أيضا واخرها جلد معتقل الرأي المدّون السعودي رائف بدوي والذي وجهت له تهمة الإساءة للدين الإسلامي بعد إنتقاده مؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ودعوته بإلغاءها ومحاكمة رئيسها في محكمةالعدل الدولية وهو ما أثار حفيظة العقلية المتكلسة الحاكمة مما أقرّ سجن رائف بدوي في 2013 .
في هذا الصدد سنشير بعجالة إلى وضعية حقوق الإنسان في المملكة السعودية في محاولة لتسليط الضوء على الإنتهاكات التي تحصل هناك تحت مسمى حماية المقدّس .
مؤسسة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر :
يتميّزالمشهد السعودي بخصوصية بالغة إذ تحكمه عقلية قروسطية محافظة تمعن في تخلفها عن ركب القرن لواحد والعشرين وهي التي أعطت صلاحيات واسعة لرجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في ملاحقة المواطنين السعوديين والتجسس علي حياتهم الخاصة كمراقبة البيوت وإقتحامها والتدخل في المظهر العام ومعاقبة من يرون أن ملابسه خارجة عن اللباس الإسلامي خاصة الإلتزام بغطاء الرأس للنساء أول المستهدفات وضحايا هذه الهيئة التي لا تلتزم بأيّ قانون ولا يسيّر عملها دستور بقدر ما تسييرها فتاوي شيوخ الوهابية ويتميّز أداء هذه الهيئة بالقسوة المفرطة ا تصل أحيانا إلى قتل بعض المتهمين حتى قبل إثبات إدانتهم سواء أثناء مطاردتهم أو إحتجازهم .
وضعية النساء بالمملكة السعودية :
تعيش المرأة السعودية أبشع أوجه التمييز ضدّها بموافقة ومباركة الدولة السعودية الضامنة والحامية للدين والتي يرى شيوخه أنّ المرأة فتنة وعورة مكانها البيت وأنّ خروجها مفسدة في الأرض لذلك نظمّ إقصاء المرأة من الحياة العامة تحت مبدأ الفصل بين الجنسين ومنع الإختلاط لذلك تعدّ النساء العاملات بالمملكة أضعف النسب من بين الدول العربية .
نشير إلى أنّ المرأة السعودية تحرم من قيادة السيّارة وقد أثار هذا ضجة كبيرة بعد مطالبة عدد من الناشطات السعوديات مؤخرا بقيادة السيّارة وإلغاء هذا النظام الجائر ضدّ إنسانيتهم وهو ما خلق جدلا كبيرا بالمملكة وقد إتهم التيّار المحافظ هؤلاء الناشطات بتغريب المجتمع ومحاولة إفراغه من هويته الإسلامية المحافظة .
وضعية الأقليات تحت سيادة النظام السعودي :
أشرنا في بداية المقال إلى أنّ المشهد السعودي يتسم بخصوصية بالغة فهو نظام مغلق يستند على الإسلام في تسيير الحياة العامة وينهل أساسا من العقلية الوهابية التي تتميّز بإتغلاقها وجمودها ورفضها للإجتهاد والتطوّر إذ تحسب هذه المصطلحات ضربا من ضروب البدع التي تفسد الدين وتسيئ إليه .
في هذا الإطار تعيش الأقليات الدينية وضعية صعبة خاصة وأنّها إختلفت عن الثقافة الرسمية التي تتعامل مع هذه الأقليات بمنطق التمايز والتفاضل والحطّ منها وإزدرائها نشير إلى أن الطائفة الشيعية بالمملكة مازالت تحرم من التمثيل الرسمي داخل هياكل الدولة إضافة إلى قمع تحركاتهم من أجل تحسين عيشهم وصيانة حقوقهم بالممكلة .
حقوق الإنسان بالمملكة بين أحكام السجن والجلد :
يعيش المدافعين عن حقوق الإنسان بالممكلة ظروفا صعبة إذ من السهولة توجيه لهم تهما خطيرة والتنكيل بهم جسديا في هذا الإطار نعود إلى قضية رائف بدوي القضية الأشهر خاصة بعد إقدام النظام السعودي على جلده يوم 9 جانفي الفارط على مرأى ومسمع العالم وقبل رائف كان العديد من النشطاء الذين سجنوا وتهمتهم حرية التعبير التي تخرج عن ما يريده النظام السعودي كسجن الناشط ولد أبو الخير والناشطة الأشهر سعاد الشمري وقبلها سجن حمزة كشغري وسلطان صلال وغيرهم من النشطاء الذين دفعوا ضريبة الدفاع عن حقوق الإنسان في دولة تستبيح الإنسان .
إنّ تسليط الضوء على المملكة السعودية هو إنتصار لإنسان كقيمة ثابتة في هذا الكون وصون كرامته وحرمته الجسدية في دول تحكمها العقلية القروسطية التي تعتبر أنّ المقدّس أقدس وأهمّ من كرامة الإنسان فالله قادر على حماية نفسه من المسيء والإنسان قادر على حماية أخيه الإنسان من التنكيل والتعذيب بالقوانين والدساتير .

كتبت خولة الفرشيشي



اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الأحد، 4 يناير 2015

داعـــــش تهدّد العقل : الحرية لمحمد الشيخ ورائف بدوي

يعتبر كل من رائف بدوي ، حمزة كشغري أشهر ضحايا النظام الوهابي الذي عاقبهما على ملكة النقد والتفكير هناك في تلك الأراضي يجب أن تكون عبدا تابعا خاضعالا تملك من حرية نفسك سوى أن تشهد بأنّك ملك للحكومة جسدا وفكرا .. جسد تلبس ما يرضي هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفكر يسجن في أحكام ما قبل 14 قرنا فلا تحاول أن تقترب من المنطق كأن تحاول أن تنتقد أفكار الثقافة الأصولية بما يتناسب مع الظروف الموضوعية الحالية … نسيت أن أشير إلى أنّ المنطق والتمنطق زندقة وهرطقة في عرفنا الإسلامي وضحايا التمنطق كثيرون منذ قرون من عبد الله المقفع إلى فرج فودة في سنة 1992 .
مؤخرا أصدرت محكمة موريطانية بحقّ الكاتب الصحفي محمد الشيخ بن محمد ولد امخيطير بسبب مقال رأي حول الطبقية في الإسلام حسب وقائع تاريخية مثبتة لا غبار عيها وقد أكدّ الصحفي على نزعة القرابة والمحاباة التي حكمت الرسول في حكمه على أهله في مكة وتملصه منها في حكمه على بني قريظة وقد أدان الصحفي لعب رجال الدين كل الأدوار في كلّ القضايا الإجتماعية مما أدّى إلى تدهور واقعنا .
نلاحظ أننا في القرن الواحد والعشرين مازال النظام العربي وهو ليس مجرد نظام سياسي بل هو نظام أبوي ثقافي ديني يتغطى بالسياسة مازال يمارس الوصاية على الفرد العربي الذي يعتبره قاصرا ولا يميّز بين الخير والشر بين الكذب والحقيقة وبين الدين والكفر ..
مازال النظام العربي نظاما أبويا حتى وإن قدّم نفسه ديمقراطيا وشهد ثورة ، هنا أذكركم بمحاكمة جابر الماجري في تونس التي شهدت ثورة على الديكتاتورية السياسية ولكنّها لم تؤمن باليمقراطية التي تضمن حقّ التعبير وكأنّ قدر هذه البلدان تفصيل الديمقراطية وفق أهواء نظامها الذي لن يقبل أن يتصرف الفرد وكأنّه مالك قراره بل يجب أن يظل قاصرا يراقب ويعاقب إن أخطأ .
يتصرف الحكام العرب وكأنّ الإسلام في خطر لأن مطرقة النقد طالته ربما هم خائفون على عرشهم من الإنهيار فهم يعرفون جيّدا أن نقد المؤسسة الدينية وأفكارها هو أول نقرة فأس لزعزعة بنيانهم فتحرر الفرد يبدأ من تحرره من القوالب الجاهزة وبحثه عن الحقيقة بإعمال العقل لا عن طريق التلقين وهو ما يحدث في نقده للتراث الإسلامي الذي يحيله على رفض الواقع الحالي لذلك يستميت النظام العربي في قمع ملكة النقد والتفكير لدى الأفراد وهو ما يحيلنا إلى مقولة شهيرة : ” كلما زادت الفكرة هشاشة كلما ازداد الدفاع والإستماتة في تقديسها ومنع نقدها” في الحقيقة هذه المحاولات ليست إلا محاولات تأجيل لفعل النقد الكبير الذي سيطيح بالنظام العربي الذي يرتكز أساسا على الدين وستشهد دول المنطقة بناء يمقراطيات حقيقية تستميت في الدفاع على الإنسان لأنّها ذاقت من ويلات داعش التنظيم السلفي الدموي ومن أفكار داعش التي تسكن الفيلات والقصور والبرلمانات العربية والدساتير العربية والبيوت العربية والثقافة العربية حتى وإن تطورت قليلا ببساطة داعش هي العقلية العربية .
الحرية لرائف وحمزة وولد محمد الذين فضحوا النظام العربي وإزدواجيته في تناوله مع مسألة الديمقراطية وحرية الضمير .
كتبت خولة الفرشيشي


اقرأ المزيد Résuméabuiyad

المومس : جيــــــــــبي ملكـــــي وجســـــدي للجميـــــــــع

تتفنن الروايات العربية في وصف المومسات وبائعات الهوى وعن مغامرات الأبطال معهن … أحيانا يتجاوز الكاتب اللحم الفاني حسب عبارة مظفر النواب ليغوص في أعماقها ليتحدث عن معاناتها وعن أحلامها وأحيانا كثيرة تظل بائعة الهوى رجسا ونجاسة على جسدها يوشم المجتمع معاييره الأخلاقية فيرفضها ويلفظها خارجه .
كانت ظاهرة البغاء موجودة منذ القدم وقبل أن تسمى البغي بالقحبة يجب أن نعرّج إلى حكاية هذا المفهوم قبل أن يصبح شائعا ومتفقا عليه يقال قديما : قحب الرجل أي أعلن صوته بالسعال عاليا ليعلن أهل بيته بمجيئه كما كانت البغايا في الجاهلية يسعلن لإعلان الزبون بجاهزيتهن لقبوله من ذلك الفعل السعال سميّت البغي هكذا رغم أنّ فعل يقوم به الرجل أو المرأة ولكن سعال المرأة قحب أخلاقوي وسعال الرجل سلطة وحظوة .
في العصور الغابرة كانت المرأة تجوع فتأكل بثدييها من أجل سدّ الرمق فقط وذلك لشدّة الفقر الذي حرمها العيش بكرامة رغم ما أحاطه التراث والمجتمع العربي الإسلامي من قوانين صارمة لحماية الجسد الأنثوي من الفساد والعهر ولكنّ الفقر والفاقة أكثر سلطة وتأثيرا من القيم والأخلاق .. حين يجوع الجسد تصبح الأخلاق اخر همّ الجائع فالجوع إلى الخبز أشدّ من الجوع إلى الله هكذا تحدّث راهب ذات مرّة .
أصبحت صورة الجسد في واقعنا الراهن المتسم أساسا بالإستهلاك تمثل قيم المجتمع فالميثولوجيا الحديثة ليست أقلّ أهمية وقيمة من الروح فهو أكثر مادية من الروح فهو شيء حقيقي وفعلي وإمتياز مضاعف يجب أن يستمثر بشكل جيّد حسب ما بيّنه جون بودريار .. إذ أصبح الجسد قيمة إجتماعية إلى جانب قيمته الأخلاقية ويحمل الجسد الوجاهة أو الفقر فالجسد ليس بقيمة ثابتة بل متحولة في سياقات إجتماعية مختلفة .. هناك بعض النساء اللواتي لا يرضين بأوضاعهن الإقتصادية والتي تكشفها أجسادهن خاصة وأنّ من تعيش خارج عالم الموضة واخر الصيحات ترفض إجتماعيا أو تستهجن سواء كان برغبة منها مبدئية منها أو غصبا عنها لفقرها فتلجأ بعض النساء إلى بيع أجسادهن أو إعارتها أو التربح منها لا للأكل وسدّ الرمق فقط بل أيضا لمواكبة تطوّرات المجتمع التي يعشن به .. لا تمارس المرأة الجنس بمقابل في عصرنا الحالي من أجل الأكل فقط أصبح هذا في حكم المطلق بل أيضا من أجل الملبس الجيّد ومن أجل مسك هاتف جوّال والتنقل داخل العلب الليلية والمطاعم الفخمة ولم تعد المومس الفقيرة التي تبيع نفسها بملاليم قليلة من أجل مساعدة عائلتها الفقيرة حكاية مومس اليوم التي تسكن الأحياء الفخمة وتصطاد الأغنياء من الجالية الليبية المقيمة بتونس بعد الحرب القائمة هناك .
مومس اليوم تطرح تساؤولات عديدة حول الجسد الخاص الذي تطبع به وجوده في العالم إذ يشكلّ بطاقة هويتها في المجتمع والجسد الحميمي الذي تعيش تفاصيل مشاعرها وتمثلاتها والجسد العام الذي يتشارك فيه الجميع ليس بالنظر والإشتهاء فقط بل لمن يدفع أكثر فعمل المومس اليوم عمل قائم على الربح فهي تملك رأسمال لا يمكن التعويل عليه كثيرا في البقاء بكامل لياقته وجماله خاصة وأنّ أجساد هذه الفئة هي أجساد ستسقط صريعة المرض والشيخوخة أكثر من أجساد النساء الأخريات لأنّهن يعملن بالليل يشربن الكحول ويدخنّ بشراهة .. مومس الرصيف واللتي تعمل أساسا في قاعات السينما لم تعد تغري الزبائن لتعوّضها عاملة الجنس التي تمارس الجنس بمقابل محدد سلفا أو مومس الفنادق خمس النجوم والتي تتقاضي أجرتها هدايا فاخرة وشبكة علاقات تمنحها حظوة إجتماعية لا تحصل عليها مومس الرصيف و عاملة الجنس … جسد المومس وتمثلاته ودلالاته موضوع يجب أن يحظى بالإهتمام في عصرنا الحالي دون أن نذهب لتحليله بمقاييس الدين أو أخلاق المجتمع .
خولة الفرشيشي

اقرأ المزيد Résuméabuiyad