معرض المواضيع

الأحد، 15 فبراير 2015

الإرهاب لا زمن له : حين ترث داعش إرهاب الحجاج

ساعد الحجاج في إضفاء الإرهاب بنسبة أكبر ومنع الحديث عن سيرة الخلفاء الراشدين ابو بكر وعمر بن الخطاب حتى لا ينشغل الناس بالماضي ولمقارنة حاضرهم في حكم الأموين الذي اشتهر بالقسوة والقمع الحكومي .
تنقل الحجاج في مناصب متعددة حتى إستقرّ به المطاف واليا على العراق أيام كانت المعارضة مستعرة ضدّ الإرهاب الصادر عن الأمويين فقام الحجاج بقمعها بنزعة دموية ومتسلطة وقد وصل عدد ضحايا حكمة إلى مئة وعشرين قتيلا ضربا بالسيف يذكر التاريخ أنّه أثناء دخوله العراق دخل الكوفة وقصد مسجدا وخطب في الناس مزمجرا ساخطا قائلا مقولته الشهيرة : أما والله إنّي لا أحتمل الشرّ بحمله وأحذوه بنعله وأجزيه بمثله وإنّي أرى رؤوسا قد أينعت وحان قطافها وإنّي لصاحبها وإنّي لا أنظر إلى الدماء ترقرق بين العمائم واللحيّ فهو شخصية دموية يظهر حبها للدم وإسالته والتمتع بهذا الفعل الإجرامي وكأنّه فعل طبيعي لا ينتقص من إنسانيته بل يزيد من بطشه وعظمته خاصة وأنّه موكل من طرف الخليفة عبد الملك بن مروان في فترة شهدت معارضات ومحاولات للخروج عن حكم الأمويين .
كما مارس الحجاج التعذيب بطريقة الضرب والجلد وإستعمل اليات مستحدثة كوضع الضحية عاريا على قصب مشقوق ويذر فوقه الملح ليزيد من درجة الالام التي تحدثها جروح القصب كما إستعان بحيوانات مفترسة لإيذاء الضحية ولزيادة وسائل التعذيب كما أعدم النساء اللواتي نشطن بالمعارضة إقتداء بزياد بن أبيه الذي لا تقل سيرته إرهابا عن سيرة الحجاج .
وقد توفيّ الحجاج تاركا بسجونه ما يقارب خمسين ألف رجلا وثلاثين ألف إمرأة ولم يعرف عن الحجاج ذنوب كالزنا وشربه الخمر بل عرف أنّه حافظ للقران خاصة تلك الايات التي تحث على القتل والقتال
خلنا أن إرهاب الحجاج قد ولى وقد وثق في حوادث تاريخيةوصارت سيرته من حكم الماضي الذي إنتهى وأنهى مأساة ضحايا الحجاج إلا أنّ الحجاج يعود بعد 13 قرنا إلى عصرنا الحديث هذه المرّة ليس وحيدا بل صحبة حجاجين اخرين يظهر هذا في أبشع تنظيمات العصر الحديث تنظيم داعش الإرهابي الذي إستمد من سيرة الحجاج ركائز ومقومات ممارساته اليومية .
لا يختلف عاقل أن تنظيم داعش فاق بشاعة حكم هتلر والحجاج طالما أن الفضائيات والتقنيات الحديثة وثقت هذه الجرائم حتى لا يستطيع فرد منّا نسيانها من رجم المرأة بموافقة ومباركة أبيها المتدين والمتهمة بالزنا بأحد أرياف سوريا في مشهد تراجيدي أو إعدام 150 مرأة بالموصل بعد رفضهن لجهاد النكاج مع هؤلاء الدواعش وصولا لما فعله هذا التنظيم في حق نساء كوباني وحمل رأس المقاتلة التي إستشهدت قبل أن يغتصبها داعشي تنفيذا لما كان يفعله أسلافه مع السبايا هذا ولا ننسى بيع النساء في سوق للنخاسة وأذكركم هنا أن الأزيدية وصل سعرها إلى 15 دولارا وصولا إلى جريمة العصر حرق الطيّار الأردني حيا إستنادا على سيرة أبي بكر الصديق الذي أحرق قبائل الردة حسب ما وثقه أكثر من مصدر تاريخي وهو ما ينسف حرية الإنسان وقيمته مع هذه التنظيمات البائسة والتي عزز بؤسها تنظيمات أخرى تدعي الوسطية والإعتدال كالأزهر الذي دعا الى صلب وقطع أوصال هؤلاء المجرمين فهم يؤكدون أن حدود الإسلام منافية لقيم الحرية .
حين نقول أنّ داعش وريث شرعي لإرهاب دولة صدر الإسلام وجلاديها ومن بينهم الحجاج لا نظن أننا أخطأنا فقد أثبت هذا التنظيم أنّه عار القرن الواحد والعشرين ليفرض من جديد على المسلم الحصار داخل منظومته التي يحاول رتقها من الداخل رغم معرفته الأكيدة أن التاريخ أثبت قمع وتسلط الدولة الإسلامية التي قتلت وتفننت في التعذيب بأسم الدين .. من واجبنا اليوم أن نرفع راية الإنسان فالإنسان أقدس مقدسات العصر الحديث ومن واجبنا الدفاع عنه والتصدي لهذه الهجمات الإرهابية التي تستبيح الإنسان .
كتبت خولة الفرشيشي

اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الجمعة، 6 فبراير 2015

أبو بكر الصدّيق مجرم حرب ؟!

يعتبر التعذيب أحد أشكال القمع الإجتماعي وتسلط طبقة على طبقة دون منها مستوى سواء لمصالح إقتصادية أو اجتماعية او سياسية تضمن بممارسة التعذيب على الطبقة الأضعف للمحافظة على مكاسبها ومصالحها.
ويندرج التعذيب في الإسلام ضمن ما سلف أي تسلط طبقة على طبقة دونها مستوى : ولكن هل عبّر الجلادون عن مسلك ديني في ممارسة التعذيب أي هل أنّ الدين منظومة قيمية تبيح التعذيب ؟
سنختار في نص هذا المقال الخليفة الراشد أبي بكر الصدّيق وحادثة حرب الردّة نموذجا لمقاربة لتعذيب ولكن قبل الوصول إلى الحادثة وتحليلها سنتعرّض إلى المقتربات الدينية للتعذيب في الأديان بصفة عامة حسب ما ورد في كتاب التعذيب للمفكر العراقي هادي علوي .
اقترن الدين في بدايته بالقربان وكان في الأول تقدّم الحيوانات ثم مع ظهور المجتمع الطبقي أصبحت سنة ذبح البشر سواء عبيدا أو جواري أو فتيات جميلات يقدمن للنهر الهائج وتواصلت نزعة القربنة في الأديان الوثنية وتولي رجال الدين تقديم القرابين البشرية ومع التطور الوعي البشري توقف تقديم القربان البشري ومع ظهور الأديان السماوية حافظت هذه الأخيرة على نزعة القربنة ولكن مع الحيوان .
وترجع القربنة إلى الفداء ويرجع أصلها إلى أسطورة إبراهيم وإبنه إسحاق وهو منسك توراتي ويوجد أيضا في القران وهي تقديم الرجل التقي الذي يرضى بحكم ربّه دون جدال أو نقاش فجزاه الله بكبش بدلا من إسحاق وبذلك تمّ إنقاذ الاباء من سنة ذبح أبنائهم وهو ما يعكس النزعة الدموية في الأديان حسب المفكر العراقي هادي علوي وترتبط هذه النزعة الدموية بعقيدة العقاب الأخروي وهي مستندة على مبدأ الإبادة الجماعية وهي تسمى عذاب الإاستئصال ،إستئصال الكافرين جزاء تكذيب الأديان كحادثة الطوفان نموذجا .
يتضمن جزاء الكافرين أصنافا بشعة من التعذيب أداتها الرئيسية النار وعقاب الكفرة الخلود في جهنم جزاء لأفعالهم في الدنيا .
مبدأ الإبادة الجماعية أو التعذيب يقترن بالإيمان المطلق والكلي ليستلزم موافقة المؤمن على التعذيب .
ومن هنا يمكن أن نستخلص دموية وفاشية الشخصية الدينية خاصة عندما تكتسب سلطة سياسية بإسم الدين يمكن أن تنتهك كرامة الإنسان ويمكن أن نوضح هذا من خلال شخصية نموذجية من هذا النمط : أبي بكر الصدّيق .
لا أحد ينكر إنضباط أبي بكر للشريعة بإعتبارها مصدرا دستوريا وتديّنه وتواضعه إلا أنّه زكى جرائم وإنتهاكات جنوده أثناء الحروب حرب الردّة .
بعد مبايعة أبي بكر خليفة للمسلمين واجه الخليفة مسألة الردّة إذ إعتبرت بعض قبائل العرب دفع الزكاة للخلبة مذلة فإنتهزوا موت الرسول ورفضوا دفعها وقد هدد هذا ميزانية الدولة الناشئة والخروج عن طاعتها وهو ما يجب فرض هيبة الدولة الإسلامية بصرامة وقد كتب أبي بكر لخالد بن الوليد قائد حروب الردّة يقول :” فمن إستجاب أي لدفع الضريبة وأقر له وعمل صالحا قبل منهم ومن أبى يحرقهم بالنار ويقتلهم .. وأن يسبي النساء والذراري ولا يقبل من أحد إلا الإسلام فمن إتبعه فهو خير له ومن تركه فلن يعجز الله ” هنا تخلى أبي بكر عن تدينه ووداعته لتعوضهاالقسوة المفرطة وهو يعود إلى قمعية الشخصية الدينية التي ترتهن بوعائها السيكولوجي بالمكونات الثلاث : نزعة القربنة وعقيدة الإبادة الجماعية وعقيدة العذاب الأخروي على حدّ تعبير المفكر العراقي هادي علوي .
عيّن أبي بكر الصدّيق خالد بن الوليد قائدا على الجيش لمواجهة الردّة فكانت الحصيلة جرائم حرب بشعة إستعملت النار وعقوبة الإحراق علما وأن هذه العقوبة محرمة وقد ورد في تاريخ الطبري في الجزء الثالث أمثلة عن إستعمال هذه الاليات خلال ذلك الصراع حيث قام بن الوليد بمعاقبة قرة بن هيبرة ونفر معه ” ومثل بالذين عدوا على الإسلام فأحرقهم بالنار ورفضهم بالحجارة ورمى بهم في الجبال ونكسهم في الابار وخزقهم بالنبال ” مر وهي أعمال إبادة جماعية لم تحترم فيها حرمة الجسد البشري الذي شوّه بأقصى الات القتل وأبشع أساليب التعذيب وقد كان ذلك بمباركة أبي بكر الصدّيق والذي أمر بإعدام كل من إياس بن الفجاءة وشجاع بن الورقاء حرقا .
لقد قام أبي بكر بتأسيس العنف المشرعن وتحليل ممارسته وقد أخذت ممارساته أبعادا أخرى بل وأصبحت القاعدة العامة التي تقوم على قمع المخالفين لرأي الحاكم .
نتبين أن الإلتزام الديني للحاكم لا يعكس إلتزامه بالمبادئ الضامنة للحرية وكرامة الإنسان فمهمته أساسا هي التأديب السياسي لا الديني حسب شعارات الدين وحين يختلط الدين بالسياسة ينزع عنه قدسيته ويصبح وسيلة لشرعنة القتل والتعذيب .

كتبت خولة الفرشيشي


اقرأ المزيد Résuméabuiyad

ياسين العيّاري… وقتلت حرية التعبير من جديد في تونس

تعتبر حرية التعبير أهمّ مكسب في تونس بعد 14 جانفي لم يحدث أن سجن ناشط عقابا على رأيه الشخصي في الرئيس أو في الحزب الحاكم أو في أحزاب السلطة حتى وإن لم تكن في الحكم هنا نقصد بعض الأحزاب المعارضة القوية في عهد الترويكا .
تعود تفاصيل قضية ياسين العيّاري إلى موفى شهر ديسمبر 2014 حيث قامت السلطات التونسية بإيقاف المدون التونسي ياسين العيّاري من المطار بعد عودته من فرنسا وإيداعه السجن تنفيذا لحكم غيابي صادر ضدّه بثلاث سنوات نافذة بتهمة الإساءة للجيش التونسي وقد خففت المحكمة العسكرية بتونس في طور الإستئناف الحكم الغيابي بسنة سجن نافذة .
قام ياسين العيّاري بإنتقاد وزير الدفاع و ضباط سامين في الجيش والتشهير بفسادهم كما أنّه قام بإنتقاد الرئيس المنتخب الباجي قايد السبسي بشدّة وهو شيء لم يستسغه بعض الموالين والمحسوبين على النظام الحالي رغم أنّ الإنتقادات ضدّ الرئيس المنتهية ولايته محمد منصف المرزوقي كانت الخبز اليومي للإعلام التونسي في عهده .
تعتبر قضية ياسين العيّاري مقتلا لحرية التعبير في تونس إذ عرض مواطن مدني في عهد الديمقراطية الناشئة على المحكمة العسكرية التي كانت الخصم والحكم في قضية معقدّة بعض الشيء فالمحكمة لم تتحقق من إدعاءات العيّاري بقدر ما عاقبته على أقواله دون التثبت منها ودون فتح تحقيق رسمي في الإتهامات التي وجهها المدون التونسي ضدّ فساد وزير الدفاع وبعض الضباط .
مرّ الحكم الجائر ضدّ ياسين العيّاري في صمت حقوقي مريب ربما لأنّ العيّاري لم يترك حبيبا أو صديقا فقد أطلق نار نقده على الكلّ يسارا ويمينا وهو اليوم يعاقب على حرية التعبير التي ناضل من أجلها منذ عهد النظام السابق يعاقب ياسين بنفس عقلية النظام القديم وبأيدي بعض رجاله .
للأسف المتأمل في قضية ياسين العيّاري وملابساتها بقطع النظر عن إختلافاته الفكرية والسياسية مع العيّاري يعلم جيّدا أن الضحية في هذه القضية هي حرية التعبير التي يحاول رجال النظام الجديد تدجينها وتطويعها حتى لا تخرج عن سطوتهم وسلطتهم ربما تم إنتقاء ياسين العيّاري كبش فداء للنظام الجديد لأنهم يعلمون أن الكثير سيضحون به وسيرغمون لحكم المحكمة العسكرية الجائر لأنّ مواقفهم تغلب عليهم الإنطباعية والإنفعال ضدّ شخص ياسين العيّاري ولن يتناولوا القضية في سياقها العام وما تمثله من دلالات سلبية بشأن ملاحقة الرأي المخالف والزج به في السجون أو في المنافي وأيضا تقديم المؤسسة العسكرية كذات قدسية لا تقبل النقد ولا الشك في مصداقيتها متناسين أن حراك 17 ديسمبر قد قام أساسا دفاعا على كرامة بائع متجول إنتهكت كرامته من طرف ممثلة عن السلطات الرسمية وقد رفع شعار الكرامة الوطنية شعارا مركزيا لحراك 17 ديسمبر فلا قدسية هنا سوى الإنسان وحريته وكرامته.
من المفروض أن نطالب بلجنة تحقيق رسمية وبإدارة شخصيات مستقلة تفتح التحقيق في الإتهامات التي أصدرها ياسين العيّاري بشأن المؤسسة العسكرية وإعادة الملف إلى المحكمة المدنية حتى يضمن للمتهم حق الدفاع دون أن يكون تحت رحمة الخصم والحكم في ان واحد .

 خولة الفرشيشي 


اقرأ المزيد Résuméabuiyad

أبو ذر الغفاري إشتراكي في زمن الإقطاع

بدأت الدعوة الإسلامية في بدايتها قبل فتح مكة بنشر شعارات المساواة والعدل بين سادة قريش ومستضعفيها سواء كانوا من العامة أو من العبيد ،بهذه الشعارات تم حشد العديد من الصحابة المدافعين عن جوهرها وقيمها من عدل ومساواة وعدم إكتناز الأموال وإسعاف للمساكين والتواضع لهم .
بعد الفتح تخلى قادة الإسلام عن هذه الشعارات لصالح بناء الدولة والتوسع لنشر رسالة الإسلام وحتى بعد الفتوحات المتواصلة تجاهل القادة هذه الشعارات ويظهر هذا خصوصا في عهد “عثمان بن عفان ” بعد إستئثار بني أمية قبيلة الخليفة الثالث في عهد الخلافة الراشدة بأموال المسلمين وقد إتسمت سياسة بن عفان بمحاباة أهل القرابة .
تحولت هذه الفتوحات عمليا لتكديس الثروات التي حجبت عن معظم جماهير الدولة الناشئة لصالح الطبقة الأرستقراطية القريشية ، فخلق هذا الوضع تناقضا طبقيا بين أقلية تملك الثروات الفاحشة وأراض تتعدى حدود الجزيرة العربية وبين أغلبية تعيش على الكفاف .
كل هذه التناقضات مع جوهر الإسلام خلقت معارضة تشكلت من وجوه الصحابة رفضت ما إنساق إليه القادة المسلمين من بذخ وإستئثار على حساب شعارات الإسلام الناشئ .
هذه المعارضة مثلت النخب الرافضة التي إختارت المقاطعة السياسية والإبتعاد عن الشأن السياسي إقتناعا منها بقيمة المبادئ والقيم التي تعتنقها وتصديا معنويا لتحريف شعارات العدل والمساواة لصالح الأقلية الحاكمة ، من بين الصحابة المقاطعين لطبيعة الحكم القائم على التفريق والإنحياز لطبقة دون أخرى : عمار بن ياسر وعبد الله بن مسعود وأبو ذر الغفاري وسلمان الفارسي في نص هذا المقال سنتعرض للشيوعي الأول قبل أن يخترع ماركس نظريته ” أبو ذر الغفاري” .
كان بدويا من منطقة كنانة ويعتبر من أتباع النبيّ الأولين إبتدأ نشاطه المعارض مع خلافة عثمان بن عفان وما إعتراها من مظاهر الفساد المالي والإداري الذي لم يكن معهودا خلال العهد النبوي وفي عهد أبي بكر وعمر بن الخطاب من هنا نتبيّن خلفية أبي ذرّ الفكرية التي تقطع مع الإنتهازية الحاكمة لصالح العدالة الإجتماعية أو مجتمع الفقراء .
كان أبو ذرّ الغفاري وفيّا للتراث النبوي ويظهر ذلك في مواقف متعددة مثل هجرته من المدينة نتيجة للتوسع البناء والعمران فهرب أبو ذر الغفاري من المدينة مردّه حديث منسوب للرسول ” إذا بلغ البناء سلعا فالهرب ” .
من أقواله المنددة بالفروقات الطبقية “بشر الذين يكتنزون الذهب والفضة بمكاو من نار ” ، ” يا معشر الأغنياء واسوا الفقراء ” ، ” عجبت لمن لا يجد القوت في بيته خرج ولم يشهر سيفه ” .
يعتبر أبو ذرّ الغفاري الصوت الأكثر بروزا في معارضة عثمان بن عفان وسياسته التي كانت حسب رأي أبي ذر غاشمة ولا ترضي الله من بذخ زائد وأموال توزع على أقربائه ومواليه .
لعب أبي ذرّ دور المعارض الفاعل ولم يكتف بالمقاطعة والصمت إذ خاطب رؤوس السلطة الحاكمة ليبيّن مساوئ حكمهم منها موقفه من معاوية وإنتقاده في بناء قصر الخضراء بدمشق وموقفه من عثمان في محاباته لبني أميّة رغم قتلهم لعدد من المسلمين في بدايات الدعوة الإسلامية .
من الأحاديث التي تندرج ضمن معارضته للأمويين حديث عن ال أبي العاص ” إذا بلغ ال أبي العاصي ثلاثين رجلا جعلوا مال الله دولا وعباده خولا ” وهو ما يفيد سرقة أموال المسلمين والإستئثار بها وتشريع الإستبداد في حكمهم .
لم يحاول أبو ذر الإستفادة من الأموال التي كانت تعرض عليه سواء من عثمان أو معاوية لثنيه عن المعارضة ونقد السلطة القائمة وقد أورد هادي علوي في كتابه ” المستظرف الجديد ” بعض مواقف أبي ذر الغفاري التي تقطع مع الإنتهازية الحاكمة من ذلك ما ورد أنّ عثمان أرسل ثمانين ألف دينار إلى أبي ذر مع أحد عبيده وقال له : إن قبلها منك أبو ذر فأنت حرّ ” فذهب العبد إلى أبي ذر وعرضها عليه قائلا ” يا أبا ذر إقبلها فإنّ فيها عتقي ” فأجابه أبو ذرّ : إم كان فيها عتقك إن فيها رقي .
فضل أبو ذر الغفاري التعايش مع هموم الفقراء والتشفع لهم إذ يقول المفكر التونسي هشام جعيط عنه : قدم أبو ذر الغفاري بمنفاه وبعذاب وحدته وبإحتجاجه شهادة رائعة على رفضه الغنى وحبّه للعدل والإخاء .

كتبت : خولة الفرشيشي

اقرأ المزيد Résuméabuiyad