معرض المواضيع

الأحد، 12 أبريل 2015

كيف يصبح الرجل مومسا ؟!

إرتبط مفهوم العهر بالنساء إذ حمل المجتمع قيمه الأخلاقية ومضامينه على جسد المرأة فإن خرجت على المحاذير أصبحت عاهرة وتنزع عنها صفة الشرف ويمكن أن تسقط فتشتغل بجسدها وتصبح مومسا .. أغلب المومسات بدأن مشوارهن المهني بغدر رجل وموت أحلامهن فأصبح التربّح من الجسد حرفة من لا حرفة لها .. لا تبحث المومس عن النشوة والمتعة بل عن من يدفع أكثر فالجسد للجميع والمال لها وحدها .. منذ القدم كان البغاء يوفر فرص عمل للنساء اللواتي رفضهن المجتمع ولفظهن فإخترن الدعارة والإشتغال بها يدير أعمال المومسات مومس متقاعدة أو قوّاد يتربح من شغله معهن بعض الأموال ولم يسبق أن إشتغل رجل بجسده في الدعارة وأطلق عليه لقب مومس … ؟!!!
في السنوات الأخيرة ظهر جيل من الرجال يعمل مومسا عن قصد أو دون قصد .. هؤلاء الذين يبيعون شبابهم لعجائز أوروبا من أجل الهرب من جحيم الفقر والفاقة من بلدانهم الأصلية فلم يعد يهتم بفارق السنوات وبشبابه وجسده الغضّ الذي باعه لجسد مغضن بالتجاعيد والأمراض مقابل ورقة العيش في أوروبا .
وبعد ظهور الفيسبوك والشبكات الإجتماعية أصبح بعض الرجال يتصيدون فرائسهم كمومس محترفة تعرف الزبون الغنيّ من الزبون الفقير .. في أغلب الأحوال يكون هؤلاء من ذوي المظهر الوسيم وذوي اللسان اللبق الذي يستطيع أن يوقع بأجمل النساء وأكثرهن تمنعا … يتقن هذا الرجل المومس البحث عن فريسة ويدرس تفاصيلها جيّدا ويعرف أبواب الدخول إلى قلبها … يحادثها حسب إهتماماتها يرسل لها نكتا وقصائدا ويتواصل معها يوميا حتى يستطيع الإيقاع بقلبها … كثيرات من الفتيات اللواتي جربن الحبّ الإفتراضي وجرّبن لهفة علامة اللايك والتعليق .. كثيران هنّ من تعلق قلوبهن بشبح رجل إستطاع أسر أنظار الفتيات برشاقة تعليقاته وخفة روحه الإفتراضية وكثيرون هم يستخدمون هذه الأساليب للإيقاع بإمرأة .
يبدأ الحبّ إفتراضيا ليتوّج على أرض الواقع بحوالة مالية بعد إصرار كبير في أول الأمر على رفضها فهو السيّد ولكن إصرار الحبيبة أخجله وقبلها بشرط إرجاعها حالما يتوفر على المال الكافي … يبدأ في إثقال كاهل الحبيبة بالطلبات غير المباشرة أنا أحبّك ولكن لا مال لي حتى اتيك بالياسمين والنجوم … حين يفتحها الله عليّ سنبني عشّا جميلا نملأه بالأطفال والورود وغيرها من الوعود الوردية التي تتبخر حين تنتهي المرأة عن إرسال المال وهدايا الماركات العالمية أومضايقته بسؤال متى سنتزوج ؟؟
وفي أنحاء أخرى من العاصمة وتحديدا في المقاهي والحانات الفخمة يتواجد نوع من الشباب الوسيم والأنيق الذي يجلس ليصطاد إحدى الزبونات من النساء اللواتي يعانين من المشاكل الجنسية مع أزواجهن أو العازبات اللواتي فاتهن قطار الزواج فلم يرضين بحكم المجتمع وأخترن الحصول على اللذة ولو خارج الأطر الشرعية وبطريقة غير مباشرة تحصل عميلية العرض والطلب تبدأ بقهوة على الطاولة إلى الجنس على الفراش بمقابل يحدد سلفا تعطيه المرأة للمومس الذكر الذي لا يدرك أنّه يشتغل بجسده بل بالعكس فهو حسب وجهة نظره ذكي وقادر على جلب المال بأسهل الطرق وأصعبها أيضا .
هذه عينة صغيرة من الدعارة الذكورية التي تنشط على الشبكات الإجتماعية وفي الواقع ولكن لا أحد يجرؤ على تسميتها كما يجب فالرجل منزه عن فعل الدعارة في ذهن المجتمع وخاصة في أذهان النساء ولكن هذه العينة تستحق لقب مومس عن جدارة .
كتبت خولة الفرشيشي


اقرأ المزيد Résuméabuiyad

إنتحار الأطفال بتونس يفضح حيف الدولة

عمل المشرّع التونسي على صون حقوق الأطفال وحمايتهم من العنف والإستغلال ويعتبر المشرّع التونسي من أكثر المشرّعات تقدمية في المغرب الكبير والعالم العربي ولكن يبقى التباين شاسعا بين القانون والواقع فمازال إلى اليوم عدد كبير من الأطفال ينقطع عن الدراسة لقلة الموار المالية ويلتحق بمهن شاقة لا تتناسب مع بنيته الصحية ومازال عدد كبير من الأطفال يمارس ضدّه العنف داخل العائلات والمؤسسات التربوية ومؤخرا في سنة 2014 شكل إنتحار الأطفال ظاهرة مفزعة إذ بلغ عدد حالات الإنتحار إلى 18 حالة وتواصلت مع السنة الجديدة إذ أقدمت خمس فتيات هذا الأسبوع من منطقة بازينا من ولاية بنزرت على محاولة الإنتحار .
يطرح السائل كيف يمكن لطفل أن يقبل على الإنتحار كحل لحياته هل وصل الطفل إلى مرحلة الوعي والنضج بما يعيشه مثله مثل البالغ العاجز الذي ترك كل شيء وراءه خوفا وعجزا وإختار الموت ليريحه من المشاغل والمسؤوليات … ؟ هل كبر الطفل في تونس إلى درجة أنّه لم يعش طفولته في اللعب والبراءة والحلم بل أجبر على تعويضها باليأس والحزن ؟.
المتأملّ في حالات الإنتحار يرى أنّها حدثت بأشدّ المناطق فقرا بتونس وهو ما يحمّل الحكومات المتعاقبة بعد 14 جانفي المسؤولية قبل غيرها نذكر أن حراك 17 ديسمبر إنطلق أساسا من حادثة إنتحار محمد البوعزيزي بعد تعرّضه للظلم والمهانة بعدها إنطلقت المسيرات والإحتجاجات تحت راية الشعارات الإجتماعية وأولها العدالة الإجتماعية ، بعد خمس سنوات من إسقاط رأس النظام مازالت المناطق الفقيرة فقيرة ومازالت المناطق المترفة غنيّة ومازال الفقير يعيش غربته في بلاده يعمل ولا يفي أجره بمتطلبات أدنى الحياة الكريمة .
لماذا تحملّ الدولة المسؤولية في حالات الإنتحار ربما يتبادر هذا السؤال إلى ذهن أحدكم لسبب بسيط لأنّها جعلت من الحيف شعارها وطبقته بين مناطق البلاد فخلقت من ظلمها مناطق الرفاه الإجتماعي ومناطق الفقر والقهر .. مناطق تنتج كبار الموظفين لأنّهم تمتعوا بفرص التعليم والصحة ومناطق أخرى تنتج الخدم وعمال الحضائر لأنهم حرموا من التعليم نذكر هنا حادثة إنتحار فتاة الثانية عشر شيراز بمنطقة العلا من ولاية القيروان هربا من ظروف المبيت القاسية ومن ظروف أهلها المادية حتى لا تحملهم ما لا طاقة لهم نحن لا نتحدث هنا عن دولة إشتراكية بل نتحدث عن دولة ديمقراطية تطبّق مبدأ تكافؤ الفرص في الصحة والتعليم بين جميع أطفال الجمهوية كالشمال والجنوب كما الوسط فمسؤوليتها أخلاقية تجاه مواطنيها دافعي الضرائب ولكن يبدو أنّ الأمر في تونس مختلف فأطفال بعض المناطق أقلّ درجة من المناطق الأخرى رغم أنّ أوليائهم من دافعي الضرائب أيضا نكر هنا معاناة أهالي بعض ولايات الجنوب في مجال الصحة إذ تفتقد ولاياتهم على مؤسسات صحية جيّدة تمكنهم من العلاج دون الحاجة إلى النقل مئات الكيلمترات إلى ولايات أخرى .
إنتحار الأطفال بتونس يفضح بؤس واقعنا وما وصلنا إليه من إنهيار القيم وتردّي الأوضاع الإجتماعية بعد غلاء المعيشة وإرتفاع نسب البطالة وغياب شعور الأمان في الوطن وتفشي ظاهرة العنف اللفظي والمادي داخل المؤسسات التربوية كل هذا يجعلنا أن ندقّ ناقوس الخطر ألف مرّة والعمل على تعديل المناهج التعليمية من التلقين إلى التفكير والنقد والإعتماد على الأسلوب التفاعلي قبل أسلوب الحفظ والخوف ومتابعة الإعلام ومضامينه خاصة تلك الرسائل السلبية والتي ظهرت مؤخرا فيما يخص إضراب الأساتذة إذ عمدت بعض الوسائل الإعلامية على حشد الكره الشعبي للمربين والعمل على إصلاح الأسرة التونسية التي تعاني من التفكك الأسري وغياب التواصل بين أفرادها .. كلّ هذا مسؤولية الجميع من أفراد ومؤسسات وعلى الجميع أن يتحملها خاصة الدولة التونسية التي عليها اليوم النظر بعيدا عن مناطق الساحل والشمال إلى مناطق أكثر بعدا وبؤسا والعمل على الإصلاح الجذري على أرض الواقع لا في وسائل الإعلام .
كتبت خولة الفرشيشي

اقرأ المزيد Résuméabuiyad