معرض المواضيع

الثلاثاء، 6 أكتوبر 2015

“حـان وقت الإقلاع” مع عادل قسطل في رحلة كتاب


كتيّب صغير الحجم لا تتجاوز صفحاته ال150 صفحة تحاول أن تسرع في قراءته لصغره ولكن ما تلبث أن تتوقف في صفحات وعند جمل إستوطنت كيانك .. تكمل القراءة ثم تعود لبعض الصفحات لتعيد القراءة .. هذا ما يفعله بك كتاب “حان وقت الإقلاع” للكاتب الصحفي عادل قسطل كبير المراسلين بقناة فرنسا 24 والصادر عن دار الشروق سنة 2014 .
ليس من السهل أن تمرّ بتجربة عادل قسطل الصحفية والإنسانية في صفحات الكتاب دون أن تستخلص بعض العبر والحكم ، فهو يحرّضك على المغامرة والطموح وكأنّه يهمس لك : إحتضن حلمك الجامح وإيّاك أن تروضه فهو على حق وما عليك سوى أن ترافقه في خطوات الجنون .. إيّاك والإنحياز لسلطة الواقع والمجتمع فهناك حسابات أخرى لا يتقنها الواقع أبدا .
على ظهر الكتاب كتب قسطل رسالته للإنسان في مجتمعات الجنوب : قبل ربع قرن, كنت أتمنى السفر ولو برا من الجزائر إلى تونس، آمنت بمهنة الصحافة وتمسكت بهارغم تكويني الأصلي كمهندس معماري. تمنيت زيارة بلدان كثيرة وتحقق لي ذلك. أهم درس تعلمته من هذه المغامرة الطويلة و الشيقة, هو قدرة الإنسان الجزائري على الإقلاع. لماذا ينجح الجزائري في الخارج و يتعب في بلاده؟ هل الحل هو الهجرة؟ التجربة الجزائرية توفر لأبنائها وقودا, و لكن من يشغل المحركات؟
من يشغل المحرّكات يقصد قسطل محركات الأمل والطموح والمثابرة للفرد في مجتمعات الجنوب التي تعلمه التواكل والإستسلام والخوف من كلّ جديد والتمسك بالأشياء السهلة ويحاول الكاتب في ثنايا الكتاب أن يجيب عن أسئلة الإنسان في هذه المجتمعات كيف أنجح وأحقق ما أريد بعيدا عن القوالب الجاهزة وعن الوصايا والحكم المتداولة عن القضاء والقدر ربّما الهجرة في أوطان تسلبك الحرية يقول عادل قسطل في أول الكتاب : ” الهدف في الحياة هو السعادة والبحث عن السعادة يبدأ بالبحث عن الحرية ، يهجر الناس أوطانهم لأنّها تسجنهم ، يخال للقارئ لأول وهلة أنّ الكاتب قد يئس من الإصلاح في هذه المجتمعات ولكن حين تكمل الكتاب تتأكد من رسالة الكاتب في تحريضه الإيجابي على التغيير من داخل البلدان والتحرر من القوالب الجاهزة ومن سلطة المجتمع .
في رسالته التوعية يمارس قسطل فعل الجلد على الإنسان الجزائري بقسوة أحيانا ربما لتصل رسالته بشكل أقوى وأنجع ، لعلّ الجزائر تنهض من سباتها ومن كبريائها بنقد موجوع بهموم البلد والمواطن وكأنّ الكاتب يطرح تساؤول شكيب أرسلان من جديد في القرن 21 بصياغة جديدة ومواكبة للعصر لماذا تقدّم الغرب فيما بقينا نحن على ما هو عليه : نجترّ الماضي ولا نعيش الحاضر ولا نفكر في المستقبل ؟؟
رواح قسطل بين تجربته في الصحافة وبين تنقله في العالم وبين أعلام الجزائر وشخصياتها التي ساهمت في تحريرها من الإستعمار الفرنسي وبين حالة الإنسان الجزائري في المهجر وما يعانيه من الإهمال يستعرض حوادث العنصرية والإغتصاب في الأحياء الفقيرة وحالة التشرذم العاطفي بين فرنسا البلد الحاضنة والجزائر البلد الأصل وتأثيراته على شخصية المهاجر الجزائري وكأنّه يعلن ضمنيا : الهجرة دون هدف ودون ثقافة وإنتماء حقيقي ليست الحلّ إنّ الحلّ الحقيقي هو أن تؤمن بنفسك بحلمك ببلدك وأن تغيّر من الداخل لا من الخارج.
كما يقف عادل قسطل وقفة ناقد موضوعي في حالة الجزائر اليوم ، وكأنه يختزل حالة الجزائر وحالة شقيقاتها في شمال إفريقيا وما تعيشه هذه الأقطار من حال التخلف والركود دون تغيير ودون إرادة حقيقية سياسية أو إجتماعية في التغيير .
رغم صغر حجم الكتاب إلا أنّه يظل عميقا إذ إحتوى تجربة إنسانية واعية بهموم الوطن والإنسان في مجتمعات الجنوب فهو ليس مجرّد كتاب بسيط تمرّ عليه وينسى إنّه مضاد للإكتئاب لتؤمن بما تفعل وتهمس سرّا أو جهرا : سأصبح ما أريد .. سأحقق حلمي !
كتبت خولة الفرشيشي
kastal
اقرأ المزيد Résuméabuiyad

السعودية تواصل انتهاكات حقوق الإنسان وتصدر حكم الإعدام ضدّ قاصر


ما تزال المملكة العربية السعودية مستمرة في خروقاتها لمنظومة حقوق الإنسان ، إذ تتخذ من الإسلام ذريعة لتطبيق عقوبات محطة بالكرامة الإنسانية كالجلد وقطع الرأس والرجم وخلافه ، دون أن يحرّك المجتمع الدولي ساكنا إذ يكتفي في أقصى الحالات بإصدار بيانات شديدة اللهجة أحيانا دون خطوات إيجابية للحدّ من معاناة الإنسان السعودي ويرجع هذا إلى المصالح التي تربط بين القوى العالمية والمملكة العربية إذ تعتبر هذه الأخيرة رابع ميزانية عسكرية في العالم ويذهب جزء كبير من الميزانية السعودية لإقتناء السلاح من الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا .
قبل أشهر تحديدا يوم 16 جانفي 2015 ، طبق النظام الوهابي على مرأى من المجتمع الدولي فعل الجلد ضدّ الناشط السعودي رائف بدوي المحتجز بشأن اتهامات تتعلق بانتقاد موقعه لهيئة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ورجال الدين السعوديين الحاكمين الخفيين للمملكة السعودية رغم إستنكار المنظمات الحقوقية وبعض الدول الديمقراطية إلا أنّ رائف مازال حبيسا إلى يومنا هذا رغم توقف الجلد .
لم يكن الناشط السعودي رائف بدوي الضحية الأولى للنظام الوهابي وتحديدا للمؤسسة الرجعية : هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فقد سبقه ولحقه إلى السجن اخرون كثر لم تعرف قضاياهم بإستثناء قلائل كحمزة كشغري ووليد أبو الخير وسعاد الشمرى وغيرهم من المفكرين والنشطاء السعوديين والتي تتعارض أفكارهم مع الهوية المحافظة بل الرجعية للنظام الوهابي هناك .
وفي سابقة فريدة من نوعها ستنفذ المملكة العربية السعودية حكم الإعدام قطع الرأس ضدّ أحد الشباب المعارض علي محمد النمر والذي يبلغ من العمر ٢١ عاماً ، وستكمل العرض التراجيدي في الحط من الكرامة الإنسانية هناك بصلب جثة المعدم وعرضها على العامة وتعود قضية النمر إلى ما قبل ثلاث سنوات إذ يقول النظام الوهابي إنه أنّ النمر إقترف جرمه قبل بلوغ السنّ القانونية وهو ما عطل حكم الإعدام ضدّه ا هذا وقد إتهم النمر بالانتماء إلى خلية إرهابية والتحريض على الفتنة والقيام بأعمال الشغب، حمل السلاح واستهداف رجال الأمن والمنشآت الحكومية، والمشاركة في المسيرات و المظاهرات المناوئة للسلطات” بالقطيف سنة 2012 وقد تمّ إصدار أحكام قاسية على كل ّ الموقوفين في تلك الأحداث التي تتسم بغطاء طائفي : المعارضة الشيعية ضدّ النظام السنيّ السلفي الوهابي .
إعتقل النظام السعودي النمر في ظروف قاسية إذ تمّ دهسه بالسيّارات صحبة العشرات من المتظاهرين وإنتزعت الإعترافات تحت التعذيب والإنتهاكات الجسدية ضدّه حسب ما ورد في بعض بيانات الحقوقيين في الداخل السعودي وخارجه .
وفي تعليق أولي علق والد الشاب المحكوم بالإعدام محمد باقر النمر وهو أحد أبرز النشطاء بالقطيف والمعروفين بمعارضته للنظام السعودي على حكم الإعدام الصادر ضدّ ولده على مواقع التواصل الإجتماعي “كم هو عار على القضاء أن يلوِّح ويهدد وينفِّذ إعدامات بحق الأطفال بعد أن نفَّذ إعدامات في الشوارع، وعلي النمر ليس الأول وليس الأخير في عالم الأحكام الجائرة لكن هو الأول في العالم الذي يحكم عليه كطفل بحكم قراقوشي. كم هو انحطاط وعار عندما يكون القضاء في أيّ دولة في العالم تابع لجهاز الأمن ويكون القاضي عسكرياً بلحية ولباس مدني! ” . يحدث كل هذا بالمملكة السعودية في ظلّ تواطؤ الأجهزة الرسمية مع الجرائم التي ترتكب بإسم القانون ضدّ الإنسان السعودي الذي مازال يعيش تحت القهر المسلط من العائلة الحاكمة ورجال الدين المحافظين .
ورغم بشاعات النظام الوهابي ضدّ المواطنين في المملكة تم اختيار السعودية مؤخراً لرئآسة لجنة خبراء حقوق الإنسان في الأمم المتحدة على مراى من أنظار المجتمع الدولي الذي قبل أن يكون شريكا في الإساءة للمواطن السعودي مرّة بإسم الدين ومرّة أخرى بإسم القانون وأخرى ثالثة بإسم حقوق الإنسان .
كتبت خولة الفرشيشي


اقرأ المزيد Résuméabuiyad