معرض المواضيع

الجمعة، 28 فبراير 2014

إلى كلّ الرجال الذين أحببت ... إلى كلّ الرجال الذين سأحبّ



بقلم: خولة الفرشيشي

أتساءل هل سيغضب رجل إن كتبت حبيبته أو إمرأة كانت ضمن ممتلكاته أن يأتي يوم وتكتب مجموعة حكاياتها بإهداء بسيط : إلى كلّ الرجال الذين أحببت ... إلى كلّ الرجالالذين سأحبّ... قطعا سيتذكر كلّ رجل كلمة أحبّك إلى الأبد .. سيتذكر وكأنّ مدقا يهشم بقايا رجولته أو خياله أنّه الحبّ الأوحد والوحيد ... هل كانت صادقة تلك اللحظة سيتبادر إلى ذهنه مقولة أحد الكتاب أو الشعراء لا يهم من ولكن يهمّ أن الأبد في حياة المرأة دقيقة أو لحظات .. ربّما لن يصدّق أنّه مجرّد رجل في مجموعة حكايات سبقه رجل ولحقه رجل .. سيتوهم أنّه رجل حياتها وأنّه كان الأول في قلبها ربّما لم يكن الأول على شفتيها ولكنّه حبيبها الأوّل ..

جميلة تلك الكاتبة الجهنم غادة سمان عندما إعترفت أنّ غسان كنفاني كانّ من أحبّ الرجال إلى قلبها ولم يكن أحبّ الرجال هو واحد من عشرة أو مئة أو ألف لا يهمّ العدد لكن يكفي أنّه قضم من قلبها قطعة وتركها تعترف أنّها أحبته ولو لم يكن حبّا بقدر حبّه الأسطور المدمر المحيي المميت  .. لا يهمّ وماذا يعني إن أحبّت المرأة رجال ورجال وما بينهما رجل أو رجلين .. لا يهمّ إنّ القلب النابض ينبض دائما ويحيا ولو كان تحت الركام والرماد .. سينبض تك تك تك تك .. دقات ودقات مثل زخات المطر التي تنعش ورود الياسمين وأصص القرنفل .. لا أوّد أن أكتب مثل أحلام مستغانمي أنا لست تلك المرأة المحافظة التي تختفي وراء ستار العادات والتقاليد تحت عنوان الشرف والدين .. لست تلك المرأة الخاضعة وإن أبدت تحررا وإنفلاتا من عقال القبيلة  .. و لكن لِمَ هي تظهر متناقضة أصلا مع ما تكتب ألأنّها تكتب فقط لتتاجر كنت فقط أسأل ؟ .. وهي لم تتحرر أصلا من الموروث الجاثم في  رأسها و لسانها الذي يلوك المتشابهات والتي راوغتنا بتبريرها بأنّها إبنة القبيلة والأخلاق والشرف لتكون كاتبة الخليج الأولى .

 نحن نساء المغرب العربي نساء ثائرات وحرائر .. معجونات بالأمل و بالإصرار والشجاعة والجرأة  .. نحن بنات عليسة الذكية والكاهنة القوية .. ترى هل تستطيع مستغانمي أن تخضعنا إلى  أنّ قضيتنا حبّ رجل والفشل في هذا الحبّ بمثابة معركة وجود لننجح .. نحن ناجحات برجل أو دون رجل ..

هل يجب أن أشعل سيجارة لأكمل الكتابة .. لا يهمّ إحتراق سيجارة أكره تلك المقولة الساذجة سيجارتي تحترق من أجلي .. تفاهة العرب أن يجعلوا من المهلكات أصناما يحتفون بها ويقدّمون لها أنفسهم قرابينا .. لن أشعل سيجارة حتى وإن إرتبكت أصابعي من الكتابة ..

سأكتب عن اخر الخارجين من قلبي .. الحقيقة من حياتي... لنفترض جدلا أنّ آخر الخارجين رجل إستثنائي جدّا وأنا أيضا إستثنائية بكل عيوبي .. نعم بكلّي العيوب التي أدركها قبل محاسني .. وعاش امرؤ عرف قدر نفسه .. أبحث عن العاطفة وألغي العقل حتى أفيق على وهم العاطفة وصدق العقل ورغم ذلك لم أتعلم .. أنا شكاكة .. ليس عيبا أن أكون هكذا .. فالشك طريق اليقين .. ستضحك وسيضحك كثيرون ولكن قالت لي جدّتي أن الرجال خونة وأنّ طبع الغدر فيهم وأنا أصدّق جدّتي .. وأصدّقك أنت ولكنك لم تعرفني بعد .. فكلّما شككت فيك أكثر كلّما أحببتك أكثر .. أشك فيك وأحبّك وأحبّك وأشك فيك .. وما المشكل حبيب قلبي .. إن الشك هو  الطريق المعبد  بمعارك صغيرة وكبيرة .. تجرحنا ولكنّها تقوينا .. وليكن رحيلك آخر القرارات لا يهمّ أيضا .. فحبّك لا ينتهي برحيلك .. أنا من بين اللواتي يحزن كثيرا على من فقدن .. ويقمن الحداد لفترات طويلة أو قصيرة كلّ هذا يتحدد بقيمة الشخص المعنوية والأدبية .. الحقيقة مجنون من يقول أن الحداد يمتد لسنوات أو للأبد .. ربما الحداد الحقيقي هو حداد الثكلي على وليدها غير هذا كذب ورياء .. والكذب والرياء صفات الضعفاء ونحن لسنا بضعيفات ربّما في الحبّ هكذا.. وخارج هذه الدائرة لسنا هكذا قوّيات إلى العظم 
... نستقبل الحياة كلّ يوم بنفس الإبتسامة الوردية التي تخفي حلما أنّ القادم أجمل ...
إلى كلّ الرجال الذين أحببت .. أحببتكم حقا حتى وإن لم يكن بمقدار كبير ولكن جمعني بكم حبّ صغير أو كبير .. والحقيقة تلاشى اليوم أحيانا لا أتذكركم ولكن يحدث أن أتذكركم هكذا دون سبب وأحيانا بسبب ولكنّ الأكيد لا أفتقدكم .. آسفة أحبتي ... آسفة فكلّ من خرج من قلبي خرج منه إلى الأبد والأبد ليس دقيقة أو لحظات في هذه الوضعية كما قال أحد الشعراء ...

 آسفة أن نزعت عنكم أثواب الكبرياء وأصل الكبرياء  كبر ورياء لست أبحث في أصل الكلمة فقد تركت البحث للنبارة في أصل الكلمات البيزنطية  .. قلت أنّكم الأجمل والأروع قبل سنوات  .. لا أعرف حقا ولكن عندما أكتب مذكراتي قبل مماتي من سيعلق بذاكرتي فهو الأروع ... أحدكم سيتقول أنّهم عشرات ولكن لا يهم العدد ربما كانوا أقلّ من أصابع اليد الواحدة وربّما أكثر من أصابع اليدين .. ترى هل يهمّ هذا كثيرا .. ؟؟

هل سيغار رجل من كلّ هذا من كلّ الكلمات التي كتبتها في حق رجال سابقين أو سيغار من كلّ الرجال الذين سأحبّ .. ربما أنت رجل بألف رجل وبألف حالة ولا أحتاج لرجال آخرين أو رجل آخر ..لتكن أبي وأخي وجنيني وطفلي الذي أحلم به وقبل كلّ هذا رجلي ولن أفكر سوى كيف أحبّك أكثر ... نحن ضعيفات في كلّ واحدة فينا أنثى تحتاج إلى رجل إلى ضفة النجاة من كرب الدنيا إلى حزمة قرارات مصيرية وأيضا إلى حزم رجالي مطبق  ...
وليكن كما كان ما كان .. ترى هل يهمّ كثيرا ما سيكون .. لا يهمّ كثيرا .. سأخرج وأشرب قهوة سوداء نصفها حلو ونصفها الآخر مرّ .. كالدنيا تشرب على مهل وبكلّ اللذة .. قهوتي دنيتي .. كلّ يشرب قهوته والحقيقة يشرب دنياه على مهل أو على عجل .. لا يهم تكفني قهوة واحدة و أنا أخطّك خاطرة دنيا ...

اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الخميس، 27 فبراير 2014

خربشة عن واقع المرأة في مجتمع الذكورة

 خربشة 1 


تتميّز الثقافة العربية بالإنحياز لصالح الرجل على حساب المرأة فهي ثقافة منشطرة وليست ثقافة واحدة منسجمة مع قيمها وأفكارها .. هي ثقافة القضيب المنتصب لا قيمة مادية فحسب بل تعكس أفعالا تبرئ الرجل وتدنس المرأة ، تتحرك المرأة في المجال الإجتماعي بنسب ذكورة أهلها عنوان شرفها بل وجودها أيضا حتى وإن حققت إنجازات كبيرة فهي تظل في عرف المجتمع العربي إبنة فلان أو زوجة فلان ينسب نجاحها لأهلها على عكس الرجل الذي ينسب نجاحه له .
ترى الثقافة العربية أن المرأة معطى جنسي ويرجع هذا إلى عصور ما قبل إسلامية وعلى هذا الأساس تعطل في الإجتماعي بل ويضيّق عليها الخناق فنجد مجال وجودها محصورا رغم كلّ المكاسب التي حققتها .. مثلا يظل الزواج هاجس العائلات التي ترغب في تزويج إبنتها حتى وإن حصلت على الدكتوراة فلقب أبيها بعد الثلاثين لا يثمن الدكتوراة بل يسقطها عنها فتصبح عانسا ولكن لقب الزوج يعطيها حظوة أخرى إلى جانب المكانة العلمية التي حظيت بها فيصبح وجودها الإجتماعي محميا بالعلم والزواج .. وبالتالي نستطيع القول إن نسبة الحرية في التحرك في الفضاء الإجتماعي بالنسبة للمرأة يرجع أساسا للذكورة العربية وقيمها التي أملتها على الأفراد .
خولة الفرشيشي
ترى الثقافة العربية أن المرأة معطى جنسي ويرجع هذا إلى عصور ما قبل إسلامية وعلى هذا الأساس تعطل في الإجتماعي بل ويضيّق عليها الخناق فنجد مجال وجودها محصورا رغم كلّ المكاسب التي حققتها .. مثلا يظل الزواج هاجس العائلات التي ترغب في تزويج إبنتها حتى وإن حصلت على الدكتوراة فلقب أبيها بعد الثلاثين لا يثمن الدكتوراة بل يسقطها عنها فتصبح عانسا ولكن لقب الزوج يعطيها حظوة أخرى إلى جانب المكانة العلمية التي حظيت بها فيصبح وجودها الإجتماعي محميا بالعلم والزواج .. وبالتالي نستطيع القول إن نسبة الحرية في التحرك في الفضاء الإجتماعي بالنسبة للمرأة يرجع أساسا للذكورة العربية وقيمها التي أملتها على الأفراد .




خربشة 2 


يتمظهر الفكر الإنساني عبر اللغة التي تفضح أحيانا جنسيوته وتناقضه أيضا .. كما هو الحال مع الخطاب العربي الديني والثقافي الذي إستطاع من خلال اللغة بناء صورة للمرأة على أساس ميزي وعنصري ، إمرأة تقبل وتدبر على هيئة شيطان وإمرأة فتنة أضر من كلّ الفتن الأخرى على الرجال ، إضافة إلى المظالم اللغوية التي تستهدف المرأة وتجعلها أداة الفعل الجنسي دون شراكة فيه .. تلك الشراكة التي نزعت عنها من الإجتماعي إلى السياسي والحقوقي وصولا إلى الجنسي فعبارات " وطأ " وحرث ومضاجعة ونكاح توصلنا إلى الصورة التي أرادت الثقافة العربية أن تكون عليها المرأة وقد زكى الدين الإسلامي هذه الثقافة وغذاها فأصبح وجود المرأة محددا ومضبوطا في المجال الإجتماعي .. إن قراءة اللغة في الخطاب العربي الديني والثقافي ونقده بعد تحليل آلياته سيكون له دور كبير في تحرير الثقافة العربية وتحرير الثقافة تحرير للمرأة فيما بعد . 


خولة الفرشيشي

اقرأ المزيد Résuméabuiyad