معرض المواضيع

الخميس، 27 فبراير 2014

خربشة عن واقع المرأة في مجتمع الذكورة

 خربشة 1 


تتميّز الثقافة العربية بالإنحياز لصالح الرجل على حساب المرأة فهي ثقافة منشطرة وليست ثقافة واحدة منسجمة مع قيمها وأفكارها .. هي ثقافة القضيب المنتصب لا قيمة مادية فحسب بل تعكس أفعالا تبرئ الرجل وتدنس المرأة ، تتحرك المرأة في المجال الإجتماعي بنسب ذكورة أهلها عنوان شرفها بل وجودها أيضا حتى وإن حققت إنجازات كبيرة فهي تظل في عرف المجتمع العربي إبنة فلان أو زوجة فلان ينسب نجاحها لأهلها على عكس الرجل الذي ينسب نجاحه له .
ترى الثقافة العربية أن المرأة معطى جنسي ويرجع هذا إلى عصور ما قبل إسلامية وعلى هذا الأساس تعطل في الإجتماعي بل ويضيّق عليها الخناق فنجد مجال وجودها محصورا رغم كلّ المكاسب التي حققتها .. مثلا يظل الزواج هاجس العائلات التي ترغب في تزويج إبنتها حتى وإن حصلت على الدكتوراة فلقب أبيها بعد الثلاثين لا يثمن الدكتوراة بل يسقطها عنها فتصبح عانسا ولكن لقب الزوج يعطيها حظوة أخرى إلى جانب المكانة العلمية التي حظيت بها فيصبح وجودها الإجتماعي محميا بالعلم والزواج .. وبالتالي نستطيع القول إن نسبة الحرية في التحرك في الفضاء الإجتماعي بالنسبة للمرأة يرجع أساسا للذكورة العربية وقيمها التي أملتها على الأفراد .
خولة الفرشيشي
ترى الثقافة العربية أن المرأة معطى جنسي ويرجع هذا إلى عصور ما قبل إسلامية وعلى هذا الأساس تعطل في الإجتماعي بل ويضيّق عليها الخناق فنجد مجال وجودها محصورا رغم كلّ المكاسب التي حققتها .. مثلا يظل الزواج هاجس العائلات التي ترغب في تزويج إبنتها حتى وإن حصلت على الدكتوراة فلقب أبيها بعد الثلاثين لا يثمن الدكتوراة بل يسقطها عنها فتصبح عانسا ولكن لقب الزوج يعطيها حظوة أخرى إلى جانب المكانة العلمية التي حظيت بها فيصبح وجودها الإجتماعي محميا بالعلم والزواج .. وبالتالي نستطيع القول إن نسبة الحرية في التحرك في الفضاء الإجتماعي بالنسبة للمرأة يرجع أساسا للذكورة العربية وقيمها التي أملتها على الأفراد .




خربشة 2 


يتمظهر الفكر الإنساني عبر اللغة التي تفضح أحيانا جنسيوته وتناقضه أيضا .. كما هو الحال مع الخطاب العربي الديني والثقافي الذي إستطاع من خلال اللغة بناء صورة للمرأة على أساس ميزي وعنصري ، إمرأة تقبل وتدبر على هيئة شيطان وإمرأة فتنة أضر من كلّ الفتن الأخرى على الرجال ، إضافة إلى المظالم اللغوية التي تستهدف المرأة وتجعلها أداة الفعل الجنسي دون شراكة فيه .. تلك الشراكة التي نزعت عنها من الإجتماعي إلى السياسي والحقوقي وصولا إلى الجنسي فعبارات " وطأ " وحرث ومضاجعة ونكاح توصلنا إلى الصورة التي أرادت الثقافة العربية أن تكون عليها المرأة وقد زكى الدين الإسلامي هذه الثقافة وغذاها فأصبح وجود المرأة محددا ومضبوطا في المجال الإجتماعي .. إن قراءة اللغة في الخطاب العربي الديني والثقافي ونقده بعد تحليل آلياته سيكون له دور كبير في تحرير الثقافة العربية وتحرير الثقافة تحرير للمرأة فيما بعد . 


خولة الفرشيشي