معرض المواضيع

الجمعة، 19 ديسمبر 2014

إنتحار شيراز وإغتصاب الطفلة القصرينية : إنتحار أو إغتصاب الكرامة والعدالة الإجتماعية ؟ !

منذ سنوات الإستقلال الأولى لم تنل جهات الشمال الغربي والجنوب قسطا هاما من التنمية وتكرّس ذلك حتى اليوم ، التونسي يعرف جيّدا أن بعض الجهات في بلاده مخصصة لإنتاج خادمات البيوت وعمال الحظائر وصغار الموظفين لفائدة الأثرياءوكبار الموظفين من الجهات الأخرى ..
لم تعمل الدولة على تطبيق مبدأ تكافؤ الفرص بين الجهات بل عمقتها وتجاهلت مواطنيها المعزولين في الضفة الأخرى من الجمهورية ، نذكر أنّ الجهات المحرومة “القصرين ، سيدي بوزيد ، قفصة .. ” تحركت في الحراك الثوري ديسمبر 2010 دفاعا عن الشغل والحرية والكرامة الوطنية ورغم تقديمها لشهداء لم يغيّر هذا من وضعها إلى اليوم بل أصبح سكان الجهات المحرومة ماعون صنعة السياسي وأداة إنتخابية تحضر حسب المواعيد والمناسبات السياسية ، الكلّ يمينا ويسارا يقدّم الوعود الإنتخابية لتحسين مستوى العيش دون إنجازات حقيقية تذكر .
قبل أسبوع واحد وجهت الأنظار مرّة أخرى صوب المناطق المحرومة بعد إنتحار طفلة الثانية عشر في القيروان لتردّي الأوضاع داخل المبيت المدرسي الذي لا يصلح أن يكون إسطبلا للحيوانات ، إنتحار شيراز طرح ألف سؤال حول مستقبل الطفولة في بلد يشهد له الجميع بتقدم قوانينه حول الطفل والأسرة .. ترى كيف يمكن لطفلة الثانية عشر الإنتحار أو أنّ الطفل في الجهات المحرومة يكبر قبل اوانه وهل يمكن إعتبار هذا الإنتحار إنتحارا رمزيا لثورة لم تؤمن لأبناءها العيش الكريم فأكرمت نفسها بالموت ؟؟
قبل الإجابة عن هذا السؤال نسمع مرّة أخرى في غضون هذا الأسبوع إغتصاب طفلة الثالثة عشر في القصرين من طرف خمس وحوش بشرية علما وأنّ الفتاة تقطع مسافة أكثر من 6 كيلمترات يوميا على القدمين .
في بلد يتشدق فيه الخطاب السياسي بالحداثة والديمقراطية تنتحر فيه الطفلة لفقرها وعجزها لسرقة أدباشها التي تعبت أمّها من أجل شرائها تنتحر لأنّها ضاقت بالأكل الوسخ الذي يملأه الدود .. وفي بلد يتظاهر أنّه بلد المساواة بين الرجل والمرأة تغتصب فيه طفلة قاصر لأنّها حلمت أنّها يمكنها تغيير حالها بالعلم لذلك إجتهدت ولم تتضايق من مسافة الخمس الكيلمترات التي تقطعها يوميا دون حماية أملا أن المستقبل سيكون لها .
إنتحار شيراز وإغتصاب الفتاة القصرينية حالة الداخل التونسي الذي لم يتمتع حقّا بالثورة التونسية فلم يجني منها سوى إنتحار أو إغتصاب مطالبه في الكرامة والعدالة الإجتماعية.
شيراز المنتحرة وهذه الفتاة المغتصبة هما من دقّ ناقوس الخطر في وطن لا يعمل مسؤوليه على خدمة مواطنيه وردم الفجوات الطبقية بينهم وبين مواطني الرفاه الإجتماعي .. !
هما من سيعيدان قضية الشغل والكرامة الوطنية من جديد على السطح بعد محاولات طمس القضية الأولى “العدالة الإجتماعية” بقضايا أخرى جانبية وهامشية كالهوية وتعد الزوجات والتكفير …
إنّ من يؤمن بأنّ هذا الوطن يتسع للجميع سيناضل من أجل أمثال شيراز والفتاة المغتصبة سيتجاوز شخصيهما إلى جهات مثل القيروان والقصرين وجهات أخرى لم تنل من الوطن سوى الإنتساب إليه ورقا دون إنجازات حقيقية تغرس في المواطنين حقّا الإنتماء إلى الوطن .
خولة الفرشيشي


اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الاثنين، 24 نوفمبر 2014

ثروة الإعلام وإعلامييّ الثــــــورة

عادة ما يعكس الإعلام الحالة المجتمعية بجوانبها السياسية والقيمية التي تعيشها المجتمعات التي ينبثق منها إذ يمكن أن نعتبر الإعلام المرآة العاكسة للمجتمع وهو ما يعطيه مسؤولية كبرى في المساهمة بشكل صريح أو مبطن في تكوين الوعي الجمعي للشعوب إذ يجب على الإعلام أن يقدّم الحقائق بموضوعية دون أن تؤثر فيها خلفياته الفكرية والسياسية والشخصية والإنطباعية  ولأنّ الإعلامي ليس خارج السياقات التاريخية والتحوّلات الفكرية التي يعيشها مجتمعه  فهو إنعكاس موضوعي للحالات السلبية والإيجابية التي تميّز محيطه وإذا قمنا بعملية إسقاط للمشهد الإعلامي  التونسي بعد 14 جانفي نجد أنّه لا يختلف عن قرينه السياسي فأين وصل الشباب وماهي المكانة التي تبوأها  في المشهدين  ؟
إنّ قراءة بسيطة للحالة التونسية لما بعد الرابع عشر من جانفي تحيلنا إلى اللون الرمادي في الطيف اللوني الثوري فلا نحن حققنا حالة ثورية كاملة أنتجت ميكانيزماتها قيادات سياسية وإجتماعية وإعلامية  شابة  إنبثق عنها مشهد سياسي ثوري يحافظ على هوية الحراك الثوري الذي بدأ أواخر 2010 والذي إنطلق على أيدي الشباب ولا نحن حافظنا على الحالة السلطوية التي كانت تسود مختلف  القطاعات في تونس  التي إتسمت باستقرار موهوم نخر أركان المجتمع وهو ما تبيّن لاحقا في الإنهيار السريع  لهذه المنظومة والتي تضرّر منها من كان خارجها وداخلها أيضا وأسقطت القناع عن شبه المعارضات مثلما عرّت شبه السلطة  ،  إنّ ما نعيشه اليوم حالة إنفلات وفوضى يمكن أن تكون خلاقّة في زمن لاحق لكنّها ذات بعد تدميري لواقعنا الراهن .
إذا نظرنا إلى مبحثنا اليوم المتعلق بالمشهد الإعلامي في تونس نجد أنّ بارونات إعلام النظام السابق بشقيّه المعارض والمعاضد مازالت تتحكم في المشهد الإعلامي وجزئياته وأنّ تحالفا موضوعيا تواصل من الزمن القديم ليسيطر على المشهد الإعلامي الجديد  ، وأنّ هؤلاء البارونات تبادلوا مواقع النفوذ فالمعارضون صاروا في السلطة وإعلام السلطة صار في موقع شبه المعارضة بل أنّ المشهد تلوّث أكثر ليخرج من ثنائية الإستقطاب  إلى إستقطاب متعدد يقوده بارونات المال الفاسد الذين إنفرط عقدهم بعد غياب قوة النفوذ التي كان يمثلها النظام السابق وصاروا هم يصنعون دوائر  النفوذ المتعدد الذي صار يميّز المشهد السياسي ما بعد 14 جانفي وصار من الطبيعي عند التونسي أن يتحدث عن صحيفة رجل الأعمال هذا أو تلفزيون أو راديو رجل الأعمال ذاك مثلما صارت بعض الأحزاب أيضا ملكا لبارونات المال الفاسد داخل هذا المشهد السوداوي الطبيعي الذي يعيق كلّ تغيير داخل مجتمع ما .
 ورغم إنسياق العديد من أبناء الجيل الجديد  من السياسيين والإعلاميين وراء بارونات الميدانين بحثا عن الرزق والعيش الكريم وربّما الثروة ، حاول اخرون نحت تجربتهم الخاصة التي إستمدت مبادئها من حلم التغيير والغد الأفضل ومن شعارات الحرية والعدالة والكرامة التي لم تغب عن الشوارع التونسية والتي مازال شبابها يكتب على جدرانها شعاراته بعد مضيّ أربع سنوات على مسار التغيير  بعيدا عن المال الداخلي الفاسد والمال الأجنبي صاحب الأجندة  الذين صنعا رموزهما في الواقع الحالي ليكونوا مجرّد دمى سرعان ما فقدت مصداقيتها وطهرها الثوري المصطنع  .
هذه  التجارب  الجدّية رغم قلتّها وتعثرها بسبب الحصار المفروض عليها بدأت اليوم تنحت مسارها بعيدا عن إملاءات القرارات القادمة من الغرف المغلقة وتحاول في نفس الوقت أن تكسب ثقة الجماهير  في زمن إنعدمت فيه الثقة في كلّ الأنتلجنسيا في مختلف المجالات السياسية والإجتماعية والثقافية   .
إنّ إستغلال تواريخ 17 ديسمبر أو 14 جانفي أو 23 أكتوبر من قبل البعض هي محاولة لإيقاف عقارب الساعة والسير ضدّ التاريخ ووأد الفكر الإنساني فالثورة هي فعل فطري متواصل منذ نشأة الإنسان لا تحدّده تواريخ أو أشخاص أو أزمنة وكلّ من يريد أن يقف ضدّ سيرورة التاريخ ستقتلعه عجلة التغيير القادم والمتواصل .
إنّ الذي يعتقد أنّ تونس ستستقرّ على هذه الحالة هو واهم فشبابنا سيواصل مسيرة التحرر وستبقى الثورة الميكانيزما الأول لبناء الوطن جارفة من أمامها كلّ رموز التلكّس والتخلّف والديكتاتورية .
خولة الفرشيشي




اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الأحد، 26 أكتوبر 2014

المقاتل الداعشي ناكح الشرف الإجتماعي “قراءة لظاهرة جهاد النكاح "

بعد مرور مدّة زمنية لم يذكر فيها جهاد النكاح في الإعلام التونسي طفت على السطح هذه القضية من جديد بعد عودة أبو نضال المقاتل التونسي من سوريا صحبة زوجته أم أسماء التي قامت بجهاد النكاح مع مقاتلي تنظيم داعش الدموي في مدينة حلب السورية وذلك قبل هروبهما نحو تركيا ثم إلى تونس .
نذكر أنّ السلط الرسمية نفت تماما هذه الظاهرة وإعتبرتها تهمة وجهت إلى الحكومة التونسية ” الداعمة لما سميّ ثورة هناك ” من طرف النظام السوري ويأتي ذلك ضمن الحرب الإعلامية التي شنّها ضدّ أعداءه ورغم ذلك يعود عدد محدود من الفتيات إلى تونس من سوريا بعد قيامهن بجهاد النكاح وهو ما يؤكد صحة الإتهامات التي وجهها النظام السوري إلى حكومة التونسية وتأتي ظاهرة تصدير الشباب التونسي شبابا وفتيات بعد تسهيل منافذ الإرهاب بعد 14 جانفي بتغذية مشاعر الكره بين العلمانيين والإسلاميين وبإستضافة شيوخ التطرف في منابرنا ومساجدنا وبعد التراخي في ملاحقة أصحاب التصريحات المتشنجة والمشحونة بالعنف لقادة سياسيين يعتبرون قدوة لبعض الشباب .
لنحاول قراءة جهاد النكاح من زاوية أخرى كيف يمكن لفتاة إجتهدت في التديّن تقربا لله وطمعا في جنته أن تقدّم جسدها مضغة سائغة للرجال هكذا بسهولة ودون خوف من العقاب الأخروي !!! .. قبل هذا كلّه أسبغ الدين الإسلامي على الجسد الأنثوي قداسة حرم المرأة من التمتع به فهو ليس ملكها بل ملك الدين والعادات والتقاليد إذ يحكم كلّ هذا نظرة أخلاقية تقدّس الجسد العذري وتدنّس الجسد المجرّب الذي نال متعا كثيرة خارج إطار الدين والمجتمع .. إذ تحرص الفتاة المسلمة على عذريتها كحرصها على حياتها وتحرص الزوجة على صيانة عرضها المتعلق أساسا بجسدها , هذا حال النساء المسلمات في مجتمعاتنا إذ يرتبط الجسد الأنثوي بمضامين الشرف والكرامة وحمايته حماية للمجتمع كله وليس مجرّد حماية شخصية لأحد أفراده فالجسد في المجتمعات الإسلامية لا يحمل قيمة وجوده المتحرك في الفضاء الإجتماعي بل يحمل قيمة أخلاقية أوّلا قبل كلّ القيم الأخرى ، فإخلاص المرأة لزوجها فرض ديني على المرأة فكيف قبل وتقبل المقاتل التونسي خيانة زوجته أمّ أسماء .. ؟
إنّ ظهور داعش في المشهد الحالي ونجاحها في إستقطاب الشباب والرجال إلى درجة التفريط في شرفهم حسب القيم الإسلامية أي تسليم زوجاتهم للنكاح مع بقيّة المقاتلين كما فعل أبو نضال التونسي في مدينة حلب السورية يدعو إلى الريبة والشك في هذا التنظيم الذي قطع مع أخلاق الوعي الجمعي رغم أنّه يدعي الإسلام منبع هذه الأخلاق الجمعية المتعلقة بالشرف المناط بعهدة الجسد : إذ يصبح القتال وليمة لإراقة الدماء ولو كانت دماء الأطفال والنساء والمدنيين العزّل وأيضا لتنظيم حفلات جنسية يتشارك الجميع في جسد أنثى واحد فقط تنظم أوقات دخولهم عليها .. إنّ وجود داعش في المشهد الديني يسيء إلى مليارات المسلمين الذي يخشون مواجهتها جهرا بالتبرأ منها وبتنظيم مظاهرات وبقطع المدّ عنها لأنّ أغلبهم يحملون مشروع داعش : إراقة الدماء لمن لا يوافقهم الرأي للكفار خاصة ولإشباع نزواتهم الجنسية التي لا تشبع أبدا … فالداعشي يظهر في صورة الناكح الذي فقد عقله بعد أن فقد قيمه وأخلاقه بالقتل والإغتصاب والسرقة فقد أهدر الداعشي كلّ الأخلاق وأسس لأخلاق الغاب في القرن ال21 من يملك السلاح يعيش ومن لم يملكه ينكح ويموت … فمن يشجع داعش ويبرر أعمالها بعد ثبوت اخر جرائمها جهاد النكاح هو مجرم أيضا يؤسس لمشهد سوداوي غارق في أوحال الدماء والسائل المنوي لذكور لم يستسيغوا بعد أن العالم يتقدّم ولا يرجع إلى الوراء أبدا وأن الدولة الإسلامية حلم بالنسبة لهم لن يتحقق وكابوس للعقلاء سيظلون يحاربونه بكلّ ما أوتوا من قوّة .
كتبت خولة الفرشيشي



اقرأ المزيد Résuméabuiyad

السبت، 18 أكتوبر 2014

القحــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــريفة


القحريفة هي إمرأة ليست قحبة تماما ولا شريفة تماما هي تتوسط الحالتين لتكون بينهما فلا يستطيع أحد من المجتمع إثبات عهرها أو شرفها وهذه المرأة في المجتمعات العربية المحافظة نموذج ناجح وينال ما يريده ويتغلب على تسلط العقلية الذكورية التي تحدّ من حريته وطموحاته أيضا ليس بمواجهتها بل بمناورتها والكذب عليها .
تتساءل أحيانا بعض النساءمن نحن حقا : هل نحن قحريفات أم ماذا .. حتى وإن كنّا عاهرات لأننا نمارس حريتنا فنحن لا نتقاضى مقابلا ماديا لحريتنا التي تسمى عهرا إذن نسقط الصفة الأولى ” العهر “عن هذه الفئة من النساء الواتي يعشن حريتهن بعيدا عن مخالب الندم والتبرير واللواتي إقتنعن بنمط عيشهن حتى وإن نلن عضب المجتمع ونبذه لأنّهن كفرن بقوالبه .. إذن من هن القحريفات حقا ؟
القحريفة هي التي تحافظ على مكانتها في العلن تلبس وتتصرف وفق ما يقننه المجتمع لا تخرج عنه في العلن أبدا تبدي إستعدادها للطاعة العمياء ولكن أول ما يغفل عينه عنها تتصرف وفق أهوائها الشخصية وتنزع عنها ثورب الورع لتلبس غيره أثوابا أخرى من الحرية وصولا حتى المجون ولكن بعيدا عن العين الرقيبة التي ستسقط عنها صفة الشرف والطهر إن تفطنت لأعمالها الخارجة عن النمط الإجتماعي السائد .. القحريفة تفعل ما تحبذ خفية عن الكل ولها وجهين وشخصيتين تتحرك بهما في فضاءات مختلفة لكل فضاء منها شخصية تتصرف بها حتى تكسب ودّ الكلّ دون أن تفكر إن كانت قد كسبت رضاء نفسها أوّلا .
القحريفة هي التي تمارس الجنس خارج الأطر الجنسية من كلّ المواضع ولكن لا يجب أن تتخلى عن عذريتها التي تعتبر في هذه المجتمعات المحتفظة دليل شرف بل وقيمة إقتصادية تعلي من قيمة المرأة في سوق الزواج .. القحريفة هي التي تمارس الجنس لإرضاء الرجل لا لإشباع رغباتها ولا تؤمن أنّ ذلك حقها طالما أنّها شريك في العملية الجنسية لا مفعول به وهي التي تبكي إن نال منها رجل وطره وتركها وكأنّها بضاعة فاسدة قبل أن تتحمل مسؤولية أفعالها بل دائما ما تعيش دور الضحية وترمي المسؤولية على الرجل وكأنّها في حالة قصور فكري .
القحريفة هي التي تترك الذكور يخططون تصورات الحياة التي لا تنجح خارج معتقداتهم وإعتقاداتهم في هذه المجتمعات المحافظة والقحريفة هي التي لا تخرج إلى العمل من أجل لقمة عيشها ولكنّها تترك نفسها عالة على الذكور وهي التي تؤمن بقوامة الرجل عليها دون أن تقيم حدّا للإرتهان السلبي الذي تعيشه … والقحريفة هي التي تتقن “تكسير الخلايق ” وهو ما يعتمد أساسا على إستنزاف الرجال ماديا دون النيل منها جسديا أو النيل منها تحت مسميات الحبّ المبطن بالمقابل وكأنّها متحيّل درس ضحيته جيّدا فأطاح بها ونال منها والقحريفة هي التي تعيش حياتها بالطول والعرض وقبل أن يتقدّم بها العمر تضع الحجاب للستر وللإيقاع برجل طالما أنّه مجتمع يعشق اللحم المغطى .
تتقن مجتمعاتنا وصف النساء بالعاهرات فهي أسهل الصفات والتهم التي ترمي بها النساء ولكنّها تتساهل مع عاهرات حقيقيات لأنّها لم تراجع بعد قيمة الشرف والعهر من داخل السياق الإجتماعي وكم من عاهرة في نظر المجتمع كانت شريفة لم تأكل مال أحد ولم يصرف عليها رجل بل تشتغل بعرق جبينها وتمارس حريتها الكلية دون أن تنتظر من أحد شهادة تأهيل إجتماعية أو شهادة شرف تثبت بها وجودها في هذا المجتمع وكم من شريفة في نظر هذا المجتمع أكلت على كّل الموائد ومستعدّة أن تبيع كلّ كل شيء جسدها وفكرها وقيمها من أجل المال أو رضى المجتمع الذي فسد حقا ولم يعد يرضى الأحرار. 

خولة الفرشيشي

اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الاثنين، 22 سبتمبر 2014

ودعتــــك حبيبي ولكنّي لن أودّع الحب

لأنّّنا عابري سبيل في طريق الحبّ سنفترق وسيحمل كلّ منّا قلب الآخر .. وسنمضي في الحياة نضرب في القفار طريدين مشردين ولكن نعرف ما نريد .. بفراقك سأشرد لا بيت أسكنه سوى ذكراك الحلوة ..

كنت أنتظر النهاية .. أقصد أنّي توقعت رحيلك ولكن لم أكن أتوقعه بمثل هذه السرعة .. كان خاطفا سريعا دون مقدّمات طويلة كالموت تماما .. لم أستطع أن أكتب لك كثيرا ربّما أخذني الكسل أو الخوف بل الثقة بأنك ستظل وقتا أكثر .. الوقت رفات نرقع به وجودنا .. نحن لسنا هنا أو هناك ولكن عقارب الساعة تشير إلينا تسخر من وجودنا .. إنه العدم رغم أنّه منظم بالدقائق والساعات وإنقلابات الفصول كما إنقلابات العسكر .. نحن لسنا هنا أو هناك .. نحن هنا فيّ وفيك !!!
ليتني لم أثق بالوقت ولا بي .. رحلت كغيرك ولم تكن يوما كغيرك .. كنت المختلف في زمن تطابقت فيه الأشياء والمشاعر .. لم أكذب ولم تكذب ولكن كذبت علينا الحياة عندما أرادت أن تلاعبنا بلعبة الحبّ .. أحببنا بعضا حتى الثمالة ولكن يحدث أن تثمل وتنهي ثمالتك اللذيذة بحسابات هامشية جانبية لتفيق وحيدا .. وها أنّك أفقت فهل تغيّر شيء .. ؟؟ 


كنت أتوقع رحيلك فقد قلت لك بأني منفى يرتمي فيه كل عابر أو ضائع وقلت بأنّك وطن يسكن فيه الحالم الواثق .. ولأني منفى ولأنك وطن لن نلتقي أبدا .. ولكن يحدث أحيانا أن يعشق المنفى الوطن أن يعشق تفاصيله ولا يغار .. أنا أنثى المنفى مثل المحطة أودّعُ أم أستقبلَ الناس فأهلاً, فوقَ أرصفتي .. صدق درويش وصدقت الحياة ..
وعبرت أنت من ضفاف المنفى إلى ضفاف المعنى وحينما مسكت بالمعنى تيقنت أن المعنى لا يسكن المنفى .. ليتني فخخت الإنتظار لينفجر في أول لغم وأراك .. لن أقبلك ولن أعانقك فقط سأشم رائحتك كما تفعل الجدّات معنا فالرائحة حياة .. والرائحة بصيرة الفاقد تجاه المفقود فهل نسيت يعقوب !!!


وتأكد حبيبي لي قلب لا يكلّ الحبّ ولا يكف عنه .. ودعتك نعم ولكن لن أودّع الحبّ أبدا ... 

خولة الفرشيشي 




اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الجمعة، 29 أغسطس 2014

داعــــش مـــنّا وإليــنا




اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الاثنين، 7 يوليو 2014

صورة الجســــد الأنثــــــوي في التاريخ الإنساني


طالبت الفلسفات المثالية الإنسان بالترفع عن شهواته وغرائزه، إذ شكلت في جوهرها الخصومة الكبرى بين الجسد والغرائز التي تنقص من روحانية الإنسان وطهارته ، إذا إنساق لرغباته الماديّة وذلك بوصف الجسد مكمن الشهوات.
شكل  الجسد التدنيس وأفضي إلى التحقير وكمون الشهوة والغريزة "ربما كانت تتوهم أنها ذات يوم ستتمكن من الانعتاق منه ومن الأرض التي يدبّ عليها"[1]، رغم اليقين بأنّ الجسد حقيقة ثابتة إلا أنّه تم تجاهله في الفلسفات المثالية.
ولم تكن الفلسفة المثالية وحدها التي قزّمت الجسد الإنساني وعملت على إقصاءه لفائدة النفس أو الروح كذلك الديانات التوحيدية الثلاث ولو بحدود خاصة في الدين الإسلامي إذ كانت الطهارة مفهوما رئيسيا للتخلص من أدران الجسد ودنسه فبعد التطهرّ يعود المسلم نظيفا طاهرا كما أشرنا إلى ذلك في القسم الثاني في باب الطهارة.
عمل الفقهاء  بعد الإسلام، على تقييد الجسد لا سيّما جسد المرأة وضبطه بقواعد تستجيب للهيمنة الذكورية على عكس الخطاب القراني الذي لم يتهم المرأة بالشيطنة "فالخطاب القراني لا يفرد جسد المرأة بأيّ إشارة يستشف منها منطق التهوين والتدنيس فهي إلى الرجل مخاطبان بنص القران في تناسق وهويّة واحدة"[2]، ولكن الفقهاء الاول حددوا مجال تحرّك المرأة فنجده محدودا في الشريعة الإسلامية  والحقيقة ترجع المكانة الاجتماعية الهشة للمرأة العربية إلى عصور ما قبل إسلامية ولعل وأد البنات في الفترة الجاهلية يقوم أكبر دليل على بخس المرأة أو إضعافها من طرف الذكورة العربية.

ارتبطت الأنوثة بالفتنة والغواية التي تفقد الرجل صوابه وثواب دينه إن انصاع لإغواء المرأة، فقد عمل الفقهاء على ترسيخ المخيال الإجتماعي حول المرأة، وشيطنتها فتظهر صورة المرأة في"أنّها عقل ضعيف وأداة جنس ومصدر إرتياب وهي أوجه ثلاثة منسجمة، متجانسة ومتناسقة ولها فيما بينها علاقة منطقية. إلاّ أنّ الوجه الأساسي الذي يتفرع عنها الاخران هو أنّ المرأة جسد جنسي ليشبع به الرجل"[3]، فالمرأة لم تخرج من كونها مجرّد وعاء لإفراغ شهوات الرجل فالنزعة الأصولية شدّدت على أنّ المرأة إناء وحامل لجملة من القيم الذكورية والتي تستبطن التبعية والإنهزامية للمرأة العربية التي أفرغت من مضامين قيمية مثل الحرّية والمساواة.
إرتبط الجسد الإنساني ولا سيّما الجسد الأنثوي بالشهوة الجنسية يرسخ هذا الإعتقاد جملة من النصوص الفقهية والأحاديث النبوية التي تشدّد على خطورة الجسد الأنثوي "ما تركت  بعدي فتنة أضرّ على الرجال من النساء"[4]. وغيرها من الأحاديث التي جعلت المرأة تعيش في سجن كبير من المحاذير والموانع.
نجد في التراث الشعبي التونسي أنّ المرأة "زريعة إبليس" فالزريعة مرتبطة بالزراعة والأرض والمرأة والأرض يخضعان إلى ذات نظام الرقابة فالحرص على الأرض هو نفس الحرص على العرض فقديما يعاير الرجل إن سلم في أرضه أو زوجته "فالارض والعرض لهما نفس الجناس وتفرق كلمة الأرض عن العرض بحرف العين" وكانها العين الفارقة والرقيبة على كليهما.
هناك تماثل بين المرأة والأرض فكلاهما يخضعان إلى مجال المقدّس فالمرأة والأرض حقلين لإنبات البذور وإستمرار الحياة لذلك يحرص الدين على نقاوة البذور ضمانا لصلاح الزرع فالنص القراني أقر بهذا التماثل "نساؤكم حرث لكم فأتوا حرثكم أنى شئتم"[5] هكذا تكون المرأة أرضا يحرثها الرجل أي بمعنى أنها تخضع لملكية من يفلحها ألا وهو الذكر الذي يحق له وحده الانتفاع بما تنتجه هذه المرأة أي الذرية.

برز في التاريخ الإسلامي بعض الشخصيات النسائية، كشجرة الدرّ في المجال السلطوي، وأسماء بنت أسد بن الفرات التي إشتهرت في المجال الفقهي، والخنساء الشاعرة العربية التي قدمت أبناءها وأخاها ورثتهم بنفس حماسي، وغيرهن من النماذج النسوية اللواتي كسرّن النموذج النمطي للمرأة التابع والضلع الأعوج للذكر العربي. "شمل التاريخ بعنايته بعض الشخصيات النسائية الاستثنائية، أو إن تمكنت المرأة من بلورة بعض التعبيرات الثقافية المعاكسة لتكسير الإحتكار الرجالي"[6]، ولكن هذا لم يشفع أن يكون للمرأة مكانة كبيرة في التاريخ العربي الإسلامي فالمرأة بمقتضى المقدس منعت من الفضاء العام ليختصر دورها داخل الفضاءات الخاصة.
يخضع جسد المرأة في الفضاء الإجتماعي لقوانين تحجبها وتضبط حرّية تنقلها، إلا بواسطة محرم يكون رجلا من بين أقاربها، وكان الحجاب والنقاب هو اللباس الشرعي الذي يمكن للمرأة أن تتخفى بواسطتهما عن الرجل حتى لا تثير غرائزه وشهوته.

المتأمل في التراث العربي الإسلامي يلاحظ قمع الجسد الأنثوي العورة فكان الإخفاء وسيلة لأزاحة المرأة. لم يكن التراث الاسلامي بمفرده من خاض في مسألة الحجاب (حجاب المرأة وكفن الميّت)[7] (لإخفاء العورة) انما يعود ذلك ايضا الى حضارات سابقة، وقد أثبتت الباحثة الأنثربولوجية جيرمان تيون في كتابها الشهير "الحريم وأبناء العمومة" أنّ الحطّ من قيمة المرأة مرّده عوامل الزواج القرابي المنتشر البحر الأبيض المتوسط المأهول جدّا ومنذ القدم بالسكانّ، فالزواج القرابي شأنه حماية الأرض من التفتت وهو ما جرّ إلى محاصرة المرأة بالحجاب والغيرة وجعل الشرف منوط بقهرها.

لا يحرّر المظهر الخارجي للمرأة العربية اليوم كليا فهي ماتزال في سجن ضيق من المحاذير الدينية والإجتماعية، إذ تبقى البكارة مثلا شهادة شرف للمرأة (يجب التنبيه إلى أنّ البكارة هي ضرب من ضروب الحجاب) فالعائلة تسهر على صون إبنتها لتقديمها سليمة ليلة الزفاف ليراق دم غشاء البكارة كدليل على الشرف وإنصياعها للأخلاق العامة.

البكارة في كثير من الأوساط الإجتماعية شرط أساسي لزواج الفتاة فهي دليل عفتها حتّى وإن فقدت عفتّها المعنوية لا يهمّ كثيرا مع هذا الدليل المادّي الذي يقطع كل الشكوك بشأن إستهتارها أو فسادها الأخلاقي.
الفتيات في مجتمعاتنا العربية "يدركن أنّ في نهاية مهبلهنّ غشاء رقيق هو أعزّ ما يملكن وعليه يتوقف مستقبلهنّ وشرفهن وحياتهن وإنّ عليهنّ المحافظة عليه بكلّ الوسائل"[8]، يعزّز هذا الموقف من البكارة النصّ القراني لم يطمثهنّ إنس قبلهم ولا جان[9]" فقد وعد الله الصالحين بأبكار جزاء أعمالهم الطيّبة وكأنّ عملية  الأفتضاض هي عملية رمزية مغرقة بالمفاهيم المشحونة بالعنف من الفتح والغزو.
يذهب البعض إلى إعتبار عملية الإفتضاض هي إثبات للرجولة والقوّة من هنا ندرك أنّ المجتمع العربي أنشأ ثقافة إذواجية الجنس ثقافة تكرّس الهيمنة الذكورية على حساب الأنثى العربية ويلعب الجنس دورا مهما في تشكليها فكلما أقصيت المرأة من الفعل الجنسي خارج الأطر الرسمية زاد شرفها وزادت قيمتها في سوق الزواج على عكس الرجل الذي كلّما كان فاعلا كلّما كان مرغوبا فيه فالرجل العربي (لا يعيبه إلا جيبه) هو مثل شعبي عربي ولكنّه يبيّن حقيقة الثقافة العربية هي ثقافة منشطرة تعمل لحساب الرجل على المرأة إظهاره في موقف القوّة وإخفاء المرأة إلى درجة الإلغاء أحيانا.

حماية العذرية هي ضرب من ضروب التملك لهذا الجسد الأنثوي الذي لا يتمتع بحرية الجسد الذكوري فلم تعد الفتاة تراقب جسدها لوحدها، بل هو محل مراقبة الاخرين وكأنّها تتخلص من ملكيته ليصبح ملك الاخرين.
كان هاجس حراسة الشرف العائلي محصورا على المرأة،  ومحصورا في الجنس في بعض الدول العربية كمصر والسوادان حيث تعمد العائلات إلى ختان بناتهنّ لقتل الإستثارة الطبيعية الجنسية ولفرض العفة عليها على عكس الرجل الذي يختن في صغره الذي يزيد من إستثارته الجنسية.

نستشف من خلال هذه الممارسة محاولة المجتمعات العربية إنتاج نموذجين: ذكر سيّد نفسه وسيّد المرأة، وإنتاج إمرأة تابع تخضع لسلطة الذكر، فالذكرالذي يختن فهو لزيادة قدرته الجنسية ولممارسة الجنس دون مراقبة على عكس المرأة التي يبتر جزء من جسدها في طفولتها  قبل أن تفكر في أنوثتها، فالمراقبة الإجتماعية تنشأ قبل الوعي بخطورة أن تكون إمرأة في مجتمع عربي.

خولة الفرشيشي من رسالة الماجستير  " ثقافة الجسد في الحمّام " إعداد الطالبة خولة الفرشيشي وإشراف الأستاذ عماد صولة 





-نيتشه فريدريك، هكذا تكلم زرادشت، ترجمة فلكس فارس ، دار القلم، بيروت لبنان، بدون طبعة، ص 33[1]
[2] - عروي محمد إقبال، دراسة مستويات حضور الجسد في الخطاب القراني، مجلة الفكر، الكويت، المجلد 37  أفريل 2009، ص 17
- الأخضر لطيفة، إمرأة الإجماع، دار سراس للنشر، تونس، ديسمبر 2010، دون طبعة ، ص 55 [3]
- التيجاني أحمد، تحفة العروس ومتعة النفوس، تحقيق جلال العطية، لندن 1992 ص 31 [4]
- الاية 223 من سورة البقرة [5]
- الأخضر لطيفة، إمرأة الاجماع، دار سراس للنشر، تونس، ديسمبر 2001،  دون طبعة، ص 14 [6]
-راجع نص جاك داريدا [7]
 Jacques Derrida et Helene Sixous ;Voiles :Paris ; Galilée  
[8]- السعداوي، نوال، المرأة والجنس، دار ومطابع المستقبل، مصر الاسكندرية ،الطبعة الرابعة 1990 ، ص 31 .
- سورة الرحمن الاية 56 . [9]
اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الخميس، 19 يونيو 2014

في حضرة غيابك مازلت أحبّك وأنتظر



درويش أيّها الرجل المغامر المقامر في اللغة وباللغة يا من أغويتني بنصك في حضرة الغياب فوجدت نفسي متورطة في رجل ذات مرّة صادفته وبيده ذلك الكتاب .. كان رجلا عابرا ولكن بقي نصك راسخا .. يا درويش أشتاق إليك هذه الليلة إلى حضن لغتك تلفني بحروفك .. أنا لا أحبّك أنا فقط أحبّ لغتك فهي منّي وإليّ أودّ أن أبوح لك بأشياء وأشياء فقط سألتهم بعض نصوصك وأنام على صورة حبيب لم يأت بعد سأنتظره بلهفة الطفل إلى  حلمة أمّه وبدهشة الرجل أمام تمثال فينوس تلك التي تلتحف نصف عرائها كما ألتحف رغبتي فيه بلغتي
حبيبي كلما حزنت أذهب إلى لثم أنفاس درويش في كتابه "في حضرة الغياب "وهي عادة دأبت عليها منذ سنوات
 وقد أثبت درويش لي أنه خير مسكّن  ومسكر أيضا لا حاجة لنا بأقراص الدواء ولا بكؤوس الشمانيا والكونياك .. يكفي أن نقرأ درويش فننتشي ونشفى من أمراض اليأس فلغة درويش فأس تنهال على اليأس لتريده قتيلا ولا 
ينبت على جوانبه سوى أمل يزهر في تربة القلب .


لأحدثك هذا المساء  قليلا عن نص سحقني قتلني وأحياني ..  في كلّ مرّة و قبل الإمساك بتلابيب نص في حضرة
أتـساءل : هل من السهولة أن أقبل بدرويش كاتبا لا شاعرا  في غمرة هذه الأسئلة المزدحمة و الكثيرة أتناول الكتاب وأتصفحه صفحة صفحة فتراودني اللغة عن نفسي  تغويني وأنا الغانية أمام سيل الكنايات والإستعارات  يقول لي درويش  "مهما نأيت ستدنو ومهما قتلت ستحيا فلا تظنن أنّك ميت هناك وأنّك حيّ هنا فلا شيء يثبت هذا وذلك إلا المجاز"  وما المجاز سوى نصوص درويش وحبّك أيها الهلامي الزئبقي   .. "أيّها الرجال تعلموا النطق والكلام تعلموا اللغة حتّى تحبّكم النساء .. أيّها النساء  تعلمن أن تتكحلن باللغة في أهدابكنّ وإجعلن من عيونكن قصائد ومعلقات .  

نثرني نصّ درويش منذ سنوات إلى أجزاء بحجم الذرات  وصرت في كلّ مرّة أبحث عن أجزائي المتناثرة كلما وجدت جزء أعيد غرسه لا تقلق حبيبي سأكتمل  وأنضج  .. فقط قليل من الصبر قليل من الحبّ وكثير من الثقة .. هل تثق بي أنا أثق أنّ الحبّ يستحق أن أكون أجمل وأشهى من أجله ... والحبّ هو الحبّ لا يستحق مساحيقا. أو تعريفات زئبقة تتمايل مع غواية اللغة


وأنا أحبّك بعمق الإحساس وبإنتصاب الحلم وبكمال النشوة ... والحبّ قلوب تتعانق وأجساد تتهامس.. فقبلني لأزهر على شفتيك كزهر اللوز لون يحنّ إلى شفق السماء ولا ينال سوى خضرة  الأرض ...
عندما أحببتك قلت أنّي سأحدثك عنّي عن ما أحبّ وأشتهي سأكتب  لك ما حييت وإن متّ يوما قل لهم أن تلك النصوص لي من إمرأة قالت أن تحلم  معناه أن تحبّ ولا تعترف بالحواجز والحدود وهي إمرأة أحبتني إحترفت  الإنتظار على قارعة الأغاني والكلمات ولم تملّ

هل سنلتقي ونقرأ لدويش ونزور معارض اللوحات ونشرب فناجين القهوة ونتحادث طويلا إنّي أحلم بك رجلا يتسع لمعاني الحبّ في الغياب وفي زمن غاب فيه الحبّ عنا وفينا .. أحبّك يا من أنتظره ولا يأتي وإذا أتاك الخبر أقصد الرسالة إقرئها وإبتسم للجميع وقل حبيبتي تصهل على أرض قاحلة تكسر إرادة الأنثى ولكنّها تقاوم .. 





اقرأ المزيد Résuméabuiyad

السبت، 14 يونيو 2014

جسد فريدا كاهلو .. قلبي أنا !!!


هل صدقت عندما قلت لك أنّي لا أشبه النساء .. لست مختلفة ولا حتى نوعية أنا بسيطة جدّا ولي كمّ هائل من العقد ولا أخجل منها أحملها معي كلوازم زينتي أرتبها بعناية حتى لا تتزاحم وتتراكم فتشوه أجزاء من شخصيتي .. لي عقد نفسية حفرتها الخيبات والمواجع .. ولكنّي صامدة لن ينال من صمودي سوى الموت .. 
هل تعلم حبيبي عندما شاهدت فيلم فريدا كاهلو بكيت للقطة عابرة عندما قبّل دييغو ريفيرا جروح جسدها المشوه المشدود بالمسامير لم يشمئز من مظهره البشع بل إنهمر حبّا .. هل يوجد دييغو اخر من بينكم أيّها الرجال لا ينظر للمرأة نظرة إستهلاكية تفرضها أسواق الموضة والإشهار .. لا تهمني خيانة ريفيرا فهي آخر همي بل يهمني إنسانيته المفرطة ورجولته الرائعة عندما لم يكسر قلب إمرأة تملك جسدا مشوها .. جسدها المشوه بالمسامير الحديدية الصدئة صدأ حزنها .. جسدها الذي تجاوزت بشاعته لترسم أجمل اللوحات .. كم أعشق لوحات فريدا كاهلو .. كم أعشق روحها البسيطة ومظهرها الريفي الذي لم تفقده في مزارات العالم .. ترى هل توجد إمرأة من بينكم يا معشر النساء إمرأة لا تفقد شخصيتها وروحها مع متأنق وسيم .. أو في مكان راق لا يستجيب للجنون والبساطة .. !!

جسد فريدا كاهلو المرقع بالمسامير والمرتق بالإبر هو قلبي الدامي المحفور بالخيبات ولكنّه لم يتب ومازال يعشق ويحبّ .. وأحبّك أنت .. ذات شتاء صارحتك وقلت أنّي أحبّك ولا أريد منك إجابة مثل العظماء الذين يحفظون رسائل الودّ ولا يجيبون ولكن صادف أن أحببتني أيضا وكنت محظوظة بحبّك .. الحبّ حظ يا حبيبي ورزق لا يحظى به سوى من كان سلالة الشهامة والنبل .. !!
جسد فريدا كاهلو الذي أحبّته ورسمته وتباينت مع آلامه وأحزانه ورسمت نفسها من شقوق عذاباته كما قلبي الذي ينبض بحبّك رغم آلامه ولكنّه ينفض غبار التجارب السابقة ولا يتعظ .. قلبي فاسق وفاجر ولم يتعلم بعد ..
جسد فريدا كاهلو هو قلبي المتشابك المترابط بين التجارب والدروس .. ولكنّي معك لا أريد درسا أريد حبّا لا ينضب .. لا يقتله الضجر ولا حتى خياناتنا .. خياناتنا التي سيخلقها الضجر وتذكر حبيبي أن لا شيء حقيقي سوى الضجر وكأس فارغة تملأها كذبا وتسكر ! ولا شيء يقطع الضجر سوى خيالات شهوة تدفن في شهقة المستحيل  أو الممكن أحيانا  !!!

هل تعلم لماذا أروي لك كل هذا .. أنا حقا لا أعلم !!!!
بقلم خولة الفرشيشي



اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الأربعاء، 11 يونيو 2014

الإغتصـــــاب كسر لإرادة النساء في بناء دولة المواطنة





قبل أيام قليلة تعرضت تسع نساء بالقاهرة إلى إغتصاب جماعي بميدان التحرير أثناء تنصيب الرئيس الجديد لمصر ، هو نفس الرئيس الذي إحتفت به وسائل الإعلام المصرية والتي قدمته مخلصا لمصر وأهلها "بالمناسبة لست من معارضي السيّد السيسي ولكني من معارضي النظرة التقديسية للأشخاص" ،
إغتصبت تسع نساء كأبشع يكون في دولة تعود إلى حضن الزعيم الأحد الأوحد الذي نصبّ يوم الجريمة رغم أنها عاشت ثورة 25 يناير التي أطاحت برأس النظام السابق ، وكأنّ الأمر إستحال على مصر أن تتخلص من الأبوية التي تتحكم في كل مفاصل البنى الإجتماعية والثقافية والسياسية .


أبيحت أجساد النساء على أيدي المجرمين الذي أرادوا كسر إرادة النساء في التحرر والإنعتاق وفي بناء دولة المواطنة والمساواة  بعد التخلص من الحكم الديني ومن تواجد السلفيين في المشهد السياسي  ومن فتاوي الشيوخ  وكل من حصر المرأة في مجرد وعاء تفرغ فيه الشهوات .. وفي جسد فتنة يثير غرائز الرجال .. ونعود إلى البدء دائما جسد المرأة العورة الشيطاني الذي يطبع وجودها ويلغي عقلها وأفكارها والذي يوظف دينيا وسياسيا وإقتصاديا لخدمة مصالح السلطة . 

ما بين زيارة السيسي وخطابه الحنون وما بين جسد المرأة المغتصب إحدى ضحايا الإغتصاب الجماعي تكمن المقاربة : تقديم المرأة ضحية ضعيفة وتقديم السيسي رجلا نخلصا منقذا  كل هذا يعمّق السلطة الذكورية والحاكمة بإستعمال المرأة كجسد وككائن ضعيف يحب أن يهتم به ، قبل  البحث في أصل المشكلة "خاصة وأن ظاهرة التحرش سابقة لثورة 25 يناير" وتقديم الجناة إلى العدالة وتسليط أقصى العقوبات عليهم .. فترسيخ فكرة الضعف في سيكولوجية النساء لا يولد سوى جرائم الإغتصاب والتحرش والبحث عن حامي وحارس لهن وهو ما ينسف فكرة المواطنة والمساواة ما بين الجنسين ..

إستهداف الجسد الانثوي عقاب للمرأة على أفعالها وعقاب للمجتمع على إختياره السياسي أيضا  ، خاصة وأن تراثنا العربي يحتفل بالعنف ويشرعنه بشكل عادي " اكسر للبنت ضلع يطلع لها اربعة وعشرين " هذا المثل مصري يتداول ما بين الرجال والنساء اللواتي يقبلن بالعنف كطريقة من طرق التربية وهي نفس العقلية التي تطرح الأسئلة لماذا خرجن ؟ وأكيد أنهن لبسن ملابس فاضحة ؟ وغيرها من الأسئلة التي تنال من كرامة المرأة وتبحث عن أعذار للمتحرش  .

ما حدث في مصر معركة يشعلها وقود الذكورية المقيتة سواء الإجتماعية أو السياسية يوظف فيها جسد المرأة لإنتصار الجهل والتخلف بقيادة هذه الثقافة التي تنتعش في أوساط اليمين الديني وأيضا في اليمين العسكري حتى لا تنسف فكرة الصنم المخلص .

في المقابل تعرضت أية في تونس ابنة ال 13 سنة إلى الحرق من طرف والدها لشكه في سلوكها بعد رؤيتها مع زميلها لترحل اية عن الحياة مخلقة حروقا عدّة في قلوب النساء التونسيات اللواتي إستهزأن فيل فترة قصيرة بسعودي قتل إبنته البالغة من العمر 3 سنوات لشكه في سلوكها ..

 توجد الثقافة الذكورية ما بين مصر وتونس والسعودية ولكن يتباين حضورها بين بلد واخر  ولكنها  في الأخير تستهدف النساء لعرقلة بناء دولة المواطنة والديمقراطية .. إنّ هذه الثقافة أشد فتكا من كل الأعداء لانّها تغذي قوتهم في مقابل جهلنا وتخلفنا فقط لأننا نحرم النساء من المواطنة والسبب فكرة رجعية مردّها أن جسد المرأة عورة ويجب إخفاءه وإخفائها من الحياة  .


كتبت خولة الفرشيشي 






اقرأ المزيد Résuméabuiyad