معرض المواضيع

السبت، 14 يونيو 2014

جسد فريدا كاهلو .. قلبي أنا !!!


هل صدقت عندما قلت لك أنّي لا أشبه النساء .. لست مختلفة ولا حتى نوعية أنا بسيطة جدّا ولي كمّ هائل من العقد ولا أخجل منها أحملها معي كلوازم زينتي أرتبها بعناية حتى لا تتزاحم وتتراكم فتشوه أجزاء من شخصيتي .. لي عقد نفسية حفرتها الخيبات والمواجع .. ولكنّي صامدة لن ينال من صمودي سوى الموت .. 
هل تعلم حبيبي عندما شاهدت فيلم فريدا كاهلو بكيت للقطة عابرة عندما قبّل دييغو ريفيرا جروح جسدها المشوه المشدود بالمسامير لم يشمئز من مظهره البشع بل إنهمر حبّا .. هل يوجد دييغو اخر من بينكم أيّها الرجال لا ينظر للمرأة نظرة إستهلاكية تفرضها أسواق الموضة والإشهار .. لا تهمني خيانة ريفيرا فهي آخر همي بل يهمني إنسانيته المفرطة ورجولته الرائعة عندما لم يكسر قلب إمرأة تملك جسدا مشوها .. جسدها المشوه بالمسامير الحديدية الصدئة صدأ حزنها .. جسدها الذي تجاوزت بشاعته لترسم أجمل اللوحات .. كم أعشق لوحات فريدا كاهلو .. كم أعشق روحها البسيطة ومظهرها الريفي الذي لم تفقده في مزارات العالم .. ترى هل توجد إمرأة من بينكم يا معشر النساء إمرأة لا تفقد شخصيتها وروحها مع متأنق وسيم .. أو في مكان راق لا يستجيب للجنون والبساطة .. !!

جسد فريدا كاهلو المرقع بالمسامير والمرتق بالإبر هو قلبي الدامي المحفور بالخيبات ولكنّه لم يتب ومازال يعشق ويحبّ .. وأحبّك أنت .. ذات شتاء صارحتك وقلت أنّي أحبّك ولا أريد منك إجابة مثل العظماء الذين يحفظون رسائل الودّ ولا يجيبون ولكن صادف أن أحببتني أيضا وكنت محظوظة بحبّك .. الحبّ حظ يا حبيبي ورزق لا يحظى به سوى من كان سلالة الشهامة والنبل .. !!
جسد فريدا كاهلو الذي أحبّته ورسمته وتباينت مع آلامه وأحزانه ورسمت نفسها من شقوق عذاباته كما قلبي الذي ينبض بحبّك رغم آلامه ولكنّه ينفض غبار التجارب السابقة ولا يتعظ .. قلبي فاسق وفاجر ولم يتعلم بعد ..
جسد فريدا كاهلو هو قلبي المتشابك المترابط بين التجارب والدروس .. ولكنّي معك لا أريد درسا أريد حبّا لا ينضب .. لا يقتله الضجر ولا حتى خياناتنا .. خياناتنا التي سيخلقها الضجر وتذكر حبيبي أن لا شيء حقيقي سوى الضجر وكأس فارغة تملأها كذبا وتسكر ! ولا شيء يقطع الضجر سوى خيالات شهوة تدفن في شهقة المستحيل  أو الممكن أحيانا  !!!

هل تعلم لماذا أروي لك كل هذا .. أنا حقا لا أعلم !!!!
بقلم خولة الفرشيشي