سيّدي الشيخ منذ سنتين أصبحت أفكر في هويتي الدينية بشكل موسوس لم أشهده سابقا ... ربما الفتح الإسلامي الذي شهدته تونس منذ 14 جانفي 2011 و أهازيج طلع البدر علينا بمطار قرطاج أربكني و أحرجني هل كانت تونس دون بدر حتى يهل فجأة دون سابق إعلام ... سيّدي الشيخ أنا من منطقة شعبية و منزلي المتواضع في نهج جامعنا الذي يؤذن صباحا و ليلا خمس مرات .. أحيانا سيّدي الشيخ أصم أذاني على الاذان لان أغلب المؤذنين لهم صوت قبيح و منهم أبي لا فرق بينه و بينهم في ذاك الصوت القبيح ... سيّدي الشيخ لا تنزعج أرجوك فأنا أحب صوت أبي عندما يقرأ القران بالبيت في مناسبات سنوية في إحتفاله بنجاحنا نحن أبناءه الستة له صوت عذب جميل في تلاوة ما تيسر من الذكر الحكيم و لكن صوته كمؤذن مشمئز و أنا أقول له هذا و لا يغضب فلا تغضب أرجوك لان أبي لم يغضب !!! سيّدي الشيخ لي أخت فائقة الجمال و متفوقة في دراستها تلبس الحجاب الشرعي منذ سنوات عدّة منذ إقامتك بلندن و قد دفعت الكثير من أجل الحفاظ على حجابها و التمسك به و لكن سيّدي الشيخ لم يسبق لأختي أن إتهمتني بأني ملحدة أو كافرة حتى و إن جادلتها تقول لي فليهدك الله و ما أجملها كلمة الهداية سيّدي الشيخ هي سبيلنا الوحيد لمعرفة الله و إحقاق نعمه علينا ... سيّدي الشيخ يقول لي أبي أني أفضل بناته لأن لي قلبا أبيضا طيبا و حنونا على إخوتي الصغار و كما يقال أنتزع اللقمة من فمي لأطعمهم يقول لي أبي أعلم أنك بعد مماتي ستكونين الحضن الكبير لإخوتك بعد عمر طويل و لكن عليك بالصلاة و العبادة يا بنيتي و لكني الى اليوم لم أصلي علما سيّدي الشيخ أني صليت لثمان سنوات متتالية ثم تركت الصلاة إلى يومنا هذا و لكني أحيانا أصلي ركعة أو ركعتين بطقوس غريبة أن أضع باخ الموسيقي الغربي و أشعل شمعة أحس وقتها أني قريبة من الله و أنا أعلم انها بدعة و كل بدعة في النار قلا تقلي بي في النار سيّدي الشيخ و ما أدراك ربما يهديني الله الى طريقه المستقيم ربما ... و لعمري أن أتذوق حلاوة الإيمان في هذا العمر بعد مروري بحالات شك و يقين.
سيّدي الشيخ أصبحت أدقق كثيرا فيمن ينتمي الى الإسلام و يقدمه فقهاء الفضائيات و شيوخ البترودولار خاصة الشيخ يوسف القرضاوي و لا أخفيك سيّدي أني أدعو عليه لأني اراه سبب الفتنة و الخراب و السبب في قتل الأطفال بسوريا ورفع المؤمن سلاحه على أخاه المؤمن ربما ستغضب لأني أدعو على صديقك بالموت و لكني لا أكذب و أنا ارى إرتهانه لامير قطر عراب أمريكا في المنطقة و أنا أرى تناسيه لأطفال فلسطين لم لا يدعو شباب المسلمين للجهاد ضد الأجني الذي يقتل نساءنا و أطفالنا و يهجر الناس من أراضيهم لم سيّدي الشيخ رأسي تكاد تنفجر من هذه الأسئلة الحارقة و لا أجد لها أجوبة ... سيّدي الشيخ أحيانا أخجل و أنا أرى شيوخ النكاح يفتون في فتاوى غبية و متخلفة و تسيئ الى المرأة و تتنقص من قيمتها ككائن إنساني مساو للرجل أظنك لا تحفل بالشيخ إسحاق الحويني صدقني سيّدي الشيخ اني أتقيأه كلما شاهدته يصيبني موجة من الغثيان و الاشمئزاز كلما سمعته ...
سيّدي الشيخ أسألك هل أنا مسلمة ام لا علما سيدي عندما ارى أطفال الصومال و قصاع ملوك الخليج أرفع صوتي بالدعاء لهم و الدعاء عليهم ... عندما أشاهد طفلا من أطفال الشوارع حافيا عاريا تخنقني العبرات لا أريد سيّدي ان أتكلم عن الصدقات فهي من باب المن و من نحن حتى نجود بما جاده قبلنا و لكني الفقيرة الى الله أسعد الاطفال سواء كانوا من الاقرباء او الغرباء إبتسامتهم سيدي تمنحني سعادة خفية على المقاومة في هذا الوضع البائس ... اوليس الأطفال أحباب الله.
هل أنا مسلمة أو كافرة و أنا أرى في كل مرة تكفيرات تصلني من بعضهم لاني أنتقد الممارسة السياسية في الإسلام بشكل موضوعي و عقلاني بعيدا عن القدسية التي تسبغها قراءات الفقهاء و رجال الدين هل أنا مسلمة ام لا عندما اكفر بأفغنة المجتمع التونسي و أحاربها بما أملك من جهد هل أنا مسلمة أو كافرة لاني لم أمنح صوتي للنهضة و لن أمنحه و حرضت بنات عائلتي على التصويت لحزب حداثي لا لحزب ديني ... سيّدي الشيخ هل أنا مسلمة ام لا لاني أشك انك رمز فتنة لا رمز توافق و بعض الشك إثم و لكن هذا ما أحسه و ما أنا مقتنعة به بعدما شاهدت لك فيديوهات خاصة ان شيء مضمون الان و يجب الصبر حتى يضمن كل شيء .... سيّدي الشيخ أجبني رجاء و قد إغتال موت الشهيد شكري بلعيد كل ما في من عقل و انا ارى صفحات من بشرت انهم أصحاب ثقافة جديدة و بأنهم يذكرونك بشبابك قد كفروا الشهيد و خاضوا في عرضه كما شاؤوا ... سيّدي الشيخ اغتيل بلعيد و لم يقتل فينا العقل و التوق الى مستقبل مشرق نبنيه بالعقلانية و محاربة الظلامية مهما كان مصدرها فهل هذا حرام .
سيّدي الشيخ ... لم امل بلدي و لا أفكر في الهجرة على الاقل في الوقت الحالي طالما لم أشاهد رؤوسا مقطوعة و أجسادا مصلوبة ... فرجاء سيدي الشيخ خف الله في البلد و لا تفكر كثيرا إن كنت مسلمة أم لا بل فكر اني تونسية من أبناء هذا البلد