يقول أصدقائي بأني ليبرالية لأن جوهر إهتمامي الحريات و قضية تحرير الكائن الإنساني من أغلال التخلف و الرواسب الإجتماعية في حين لا تحظى القضية الإجتماعية بإهتمام كبير منّي لأني حقيقة أؤمن بمبدأ تكافؤ الفرص أكثر من العدالة الإجتماعية و لا يدخل هذا في باب الترف الفكري بقدر ما يدخل في الواقعية و الإثنين اي مبدأ تكافؤ الفرص و العدالة الاج لم تسع الحكومات المتعاقبة على تحقيق أيّ منهما .. و بقطع النظر عن ليبراليتي التي يحاول البعض حصرها في شخصي المتواضع إلا أني أصنّف نفسي وطنية تؤمن بالسيادة الوطنية و إستقلال قرارنا بعيدا عن توظيف القوى الخارجية كما حصل مع الرئيس المؤقت المنصف المرزوقي من قضية سوريا أو مع معشر الحقوقيين ("و أستثني الشرفاء منهم " )الذين إتخذوا من معارضة نظام بن علي فرصة للتمعش و جمع الأموال و هأنكم تلاحظون إستقالتهم بعزل الرئيس السابق و تحركهم المأجور وفق كل قضية فمن تحرك في حكومة الباجي لا يتحرك في حكومة النهضة يلصق به تهمة التمعش و السمسرة بقضايا الشعب المفقر و المهمش ..
المهم بعد الإطاحة برأس النظام السابق لم نلاحظ مبادرات شبابية مستقلة حاولت أن تؤثر في القرار الوطني بقدر ما رأينا إكتفاءهم بالنقد و المقاطعة أو اللحاق بركب المعارضة أو الحكومة وفي هذه الحالة لا أرى إختلافا كبيرا فيما بينهما فهما وجهان لعملة واحدة , دون أن يحاول أحد من شبابنا أو نخبتنا البحث في جوهر المنظمات الخارجية التي إستوطنت بلادنا بعد أن كانت عصيّة هذه المنظمات التي تقوم بشراء الذمم و الأصوات لتمرير أجنداتها الخارجية و سيطرتها على تونس بحكم أنها حقل بيترول إحتياطي الذي يخشى الكثير قوله .. فريدم هاوس و شقيقاتها يحاولن تطويع تونس و شعبها لمصالح الإستعمار الجديد عن طريق وكلائها في تونس كل منهم يلبس لبوسا مختلفا عن الاخر من يلبس جبّة الإسلامي و كسوة الليبرالي و أيضا طاقية اليساري و الباطن وكلاء الإستعمار ... إنتبهوا من الإستعمار المقنع إنه الاخطر.
خولة الفرشيشي
