معرض المواضيع

الأحد، 2 مارس 2014

قراءة سريعة في برامج الواقع " عندي ما نقلك نموذجا "



بدأت برامج الواقع في أمريكا ونجحت في الإنتشار جماهيريا داخل الولايات المتحدة وخارجها رغم الإختلافات الثقافية بين الشعوب .. وقد نسجت بعض الدول العربية على المنوال الأمريكي وإبتدعت برامجا ضمنت بها تلهف المشاهد وسوقا جيّدة للإشهار بدأتـها بستار أكاديمي وصولا بإفتح قلبك في لبنان وعندي ما نقلك  بتونس التجربة الأنجح في برامج الواقع  فهذا البرنامج  تنتظره نسبة هامة من المشاهدين سواء المعجبين به أو حتى المعارضين له والذين لا يملكون القوة على تغيير المحطة .. 

ترى ماهي الأسباب التي تجعل من برنامج سي علاء برنامجا محبوبا رغم طابعه الفضائحي ؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب الحفر في الذهنبة التونسية المحافظة رغم الحداثة التي لحقت بالمجتمع والمغلقة رغم التحرر النسبي .. بنية المجتمع التونسي "في نظري ولست بباحثة أو مختصة " في حقيقة الأمر بنيتين منفصمتين بتغيّر الزمان والمكان .. يبدو الفرد في البيت محافظا اومتديّنا وخارج البيت تقدميا وديمقراطيا .. في النهار مستقيما وفي الليل تتغيّر الإستقامة حتى بالمجون أحيانا ..

 إلى جانب هذا تتميز العقلية التونسية بأنها ذكورية وإن أبدت في بعض التفاصيل إنفلاتا منها ولكن تبقى العقلية ذكورية ولم تغيرها القوانين والتشريعات التي أنجزت لصالح المرأة. 

يبدو أن برنامج عندي ما نقلك قد أطاح بمثالية المجتمع وطوباويته في أنه مجتمع محافظ ومتدين لا مكان له للفسوق والمجون ليكشف في بعض الحلقات بعض خور هذا المجتمع وتناقضه بين الفكرة والممارسة وربما قد ساعد على معالجة الإغتراب والإنفصال عن الواقع إلى حدّ ما حتى ولو كان بطريقة الصدمة والفضيحة رغم أن طريقة تقديم البرنامج إعتباطية لم ترسم أهدافا قابلة للتحقق على أرض الواقع .. ولكنه يبقى برنامج إعادة بناء الشخصية التونسية المتناقضة لو فقط عمل على بلورة الهدف إلى جانب تقديم الحالة والعمل على المعالجة خارج أطر الفضائح لجني الإشهار . 

بقلم خولة الفرشيشي