معرض المواضيع

الأحد، 16 مارس 2014

قصة قصيرة جدّا : ماليزيا المشكل وليست الحلّ !!

1.     قرّرت فاطمة شراء قميص نوم مثير وهي العزباء التي لم تلبسه لرجل فقط كانت تكتفي بملابس النوم التي لا تزعج المجتمع وتقاليده .. فالعزباء يجب أن تدفن جسدها في ملابس فضفاضة حتى ولو توجهت إلى النوم.
 يخاف المجتمع أن تكتشف  جسدها وتدلله أو أن تستجيب للغته وتحاوره كل هذا  من علاقات الفسوق .. والفسوق خروج عن المجتمع وأعرافه ..

توجهت فاطمة إلى محلات الملابس الداخلية لتقني قميصا إختارت أن يكون أسود ذا شقّ طويل .. هكذا رسمت صورة القميص في مخيلتها : سأكون أجمل وأشهى .. الأسود شقيق الأنوثة الناعمة ..

وضعت قسطا كبيرا من مرتبها في إقتناء هذا القميص هو ليس ضروريا ربّما ستقول صديقتها .. ولكن لم تدرك صديقتها بعد أن أنوثتها أهم من همّ فواتير الكهرباء والماء .. ستقوم بإستخلاصهم بعد فترة تمديد ولكن هل يمكن أن تمنحها أنوثتها فرصة أخرى لتكون أشهى وأجمل ..

كلمت عشيقها : أريد أن أموت في أحضانك هذه الليلة هل تأتي ؟
دهش وقال : هل هذه رغبتك الأخيرة في الحياة .. ؟

غريب هذا الوغد لا يفهم أبدا ما قصدته ستبدد يقينه بأنّها أكثر لهفة على الحياة بهذا القميص الأسود سيعرف أنها تريد ترويض جسدها الثائر .. لا غير .

فتحت له الباب كانت ترتدي قميصها المثير .. جسد بيضاوي ناعم ينافس السواد بياضا .. أيهما أنقى الأبيض أو الأسود .. !!!!

قبّلها جميلة أنت يا حياتي .. راقصته وتعشى معها على طاولة تشبه كثيرا طاولات الأفلام العربية الرديئة شمع وموسيقى وكلمات حبّ وغزل ..
إنتهى بهما المطاف على السرير فقط عندما نزع قميصه الخارجي إكتشفت أنّ قميصه الداخلي كتب عليه بخطّ عريض : ماليزيا ترحبّ بكم .. إنخرطت في نوبة ضحك عالية وكأنّها لم تضحك سابقا لدرجة أنّها أقلقت راحة أحد الجيران الذي هرع لطرق باب شقتها .
خولة الفرشيشي
Haut du formulaire