معرض المواضيع

الأحد، 23 مارس 2014

إلى العظيم كمال بوعجيلة رجل من سلالة الحرف وإني للحرف أنحني وأصلّي :




نحن الأموات أو الأحياء مجازا لم أعد أدري كلّ ما أعرفه أنك الحيّ فينا وبيننا لغة وحياة هل يجب أن نكتب القصائد لنحيا يا كمال ؟؟ .. دع عنك تعاطف الأفراد والمجموعات فوجودك بيننا أعطانا المعنى وقصائدك حقنتنا بالأمل وبالوطن هل القصيدة حقنة يجب أن يوصي بها الطبيب مع الأودية !!! .. أو هي درس في الوطنية تعادل تاريخ الوطن وجغرافيته !!

كم الوطن يشبهك سيّدي أو أنت تشبهه لا يهم حتى وإن كنت توأمه .. أعطانا الوطن الكثير وقابلنا عطاءه بالجحود لم يغضب ولم يتألم فقط يتجاوز جحودنا بعطاء أكبر وأكثر .. كما أنت اليوم كالوطن تماما إنتحر على ضفاف جسدك الجحود في ظل إبتسامتك الدافئة .. شاعرنا كمال .. كن كمال الحرف وغموضه سلاسته ووضوحه .. كن قصيدة الجرح والحياة وكن صوت كل المحرومين من كنه اللغة .. ألم يعرفوا بعد معشر الناطقين أن اللغة تصنع حضورنا .. وجودنا بل وعواطفنا أيضا .. إن اللغة كائن عاطفي بإمتياز لا تسكن سوى في أعماق المشردين من النفاق الإجتماعي والبروتوكولات العقيمة .. إنّ اللغة شقيقة الإنساني تشفق عليه حتى من كبره وعجزه .. 

أيّها الوطنيون الإنسانيون إحذروا الجحود مع الأوطان ومع العظماء .. فالوطن كالأم لا يبالي بأخطائك يغفر لك ويعطيك فوق الفرصة مئة فرصة أخرى ولكنك لا تغفر لنفسك جحودك .. والإنسانية لا تكون  في حضرة النكران والنسيان .. في صمت الجحود والألم .. تنتفض من بين الحدود المسيّجة بالشوك والشوق .. شوك خنجر الخيانة وشوق الإنسان إلى قطن إنسانيته قطن عطاءه أو حروفه .. 

أيجب أن يموت العظيم بيننا لنكرمه لندرك وقت رحيله كم كان عظيما ورائعا أن نتباكى ونتزوار قبره بين الفينة والأخرى .. والعظيم ليس ذلك الرجل المثالي والخارق بل من يملك قضية يحارب من أجلها ويظل وفيّا كالمحارب لبندقيته إن سقطت البندقية قتل المحارب وإن سقطت القضية تسقط العظمة .. كمال بوعجيلة قلت أنك جرحنا على خاصرة الوطن لأن باعة الوطن لفظوا ذات يوم .. كل المغتربين المتمردين المتألمين والصامتين الصامدين على حصون قلاع الوطن .. . ربما لأن كلّ هؤلاء سرّ جمال الوطن بل ودمه الذي يسري على أرضه !!!

كن يا كمال تونسيا حتى العظم بل إنسانيا حتى الدم .. شاعرا حتى تكتمل القصيدة .. كن حيّا دائما .. يافعا كنصوص الشعر وليل الشعراء .. كن أنت يا كمال صوت الجنوب .. صوت جنوب الفكرة وجنوب الإنسان .. جنوب النسيان .. جنوب الصحراء .. جنوبا يطيح بتكبّر الشمال وبأردية رياءه ..كن هنا وأنت هناك أو في أي مكان في الأرض في السماء أو ما بينهما ..تخترق الحدود والمسافات لتبقى القصيدة وتكبر .. كن ذاكرة الأحياء وكلّ من آمن أن الوطن فكرة و قصيدة .. أو قضية وبندقية .

خولة الفرشيشي