تحرّش :
كانت طفلة تبلغ من العمر تسع سنوات لا غير .. طفلة تعرف كيف تقصّ خرق القماش لتخيطها أثوابا لعروستها .. تحتفي بالألوان رغم أنّها أدمت أصابعها بالإبرة والمقص .. هي طفلة التسع سنوات ولكن كان جسدها ربّما أكبر من سنّها بقليل لدرجة أنّ احد أقرباء العائلة إشتهاها .. كان رجلا وسيما ومثقفا وأربعينيا له من التجارب ما يكفي ويفي أن يكون رجلا تشتهيه كلّ النساء أو بعضهن لا يهمّ .. كانت كلّ العائلة تثق به فهو رجل ذو مبدأ ورسالة .. كانت تدرس بالليل وحيدة في غرفة الجلوس وكان يأتي أحيانا لمحادثتها وملاعبتها إلى أن إستيقظ الشيطان فيه أو الحيوان .. هي لا تعرف المراودة ولا معنى أن يستفيق جسدها على شهوة مشتعلة هي طفلة التسع سنوات لا غير ... كان يتحسس نهدين لم يبرزا أو ربّما برزا في حجم لوزة لم يكتملا بعد .. يقبلها قبلات خفيفة على شفتيها دون أن تتذوق رضابها ولا رضابه .. وكأنّه يمنع عن نفسه وعنها رغبة مكتملة ربّما كان يمنع عن نفسه هو لا هي فهي طفلة التسع سنوات .. صادف أن روت لأهلها ما حدث فكان عقابها عسيرا وكرهها قريبها لدرجة أنّه إسترسل في إيذائها وهي طفلة تفرح لحلوى طيّبة أو بكلمة حلوة ....
تزوجت رجلا أحبّها حقّا ولكنّها لم تعرف معه معنى اللذة الجنسية ولم تصل بعد إلى النشوة .. هي مخدوشة من الداخل وهشة كشظايا بلور مكسور ... هي لا تعرف من مات فيها الطفلة أو الأنثى .. كلّ ما تعرف أنّ لها جسد لعنة أغرى الرجال وقتل فيها الأنوثة أو الإنسان .
إجهاض :
غادر بطنها في وجع و ألم .. رأت ملامحه المتشكلة عينان وفم ..
كان صغيرا جدا و لكنه كان أيضا كبيرا بحجم فاجعتها .. لم تعرف أنّه اكبر
الخيانات في حياتها أن تقتل وليدها رغم كل التبريرات التي حاولت أن تسوقها لنفسها
... لم تدرك أن الحياة بعده مجرد حياة لا غير و أن البقاء على قيدها هي محاولة
للقاءه مرة ثانية .. تتأمل السماء علها تمطر جنينها في غفلة منها .. ربما تلتحم به
.. ولكنها تعرف أنها دفنته بقبر التصق ترابه بدموعها ..
لا
تجهضي هي رسالة لكل إمرأة .
الخـــــــائنة :
في مساء ربيعي جميل جمعهما معا ...
كانت تثيره بلهفتها وحبّها وغيرتها الصغيرة عليه .. وكان يثيرها برصانته وصمته
وكلماته القليلة في الحبّ والعشق .. في كلّ لقاء يفتحان عشرات الكتب ويشاهدان
نشرات الأخبار رغم أن ما يجمعهما طاولة عليها بعض نبيذ أحمر .. يراوغها قعر الكأس
الذي علق به قطرة نبيذ حمراء ترى لو أدخلت إصبعها هناك في الكأس ولعقته هل سيخجل
بها أمام هذا الجمع الغفير من المتأنقين .. لا يهمّ سأفعلها يوما هكذا قالت كما كنت أفعل مع
علبة الياغورت .. هي قطرات لا تغني من جوع ولكن جمالها أنّها تخلصنا من الإيتيكات
الزائفة أريد أن أكون إنسانا لا ينتمي إلى عالم الأضواء والشوكة والسكين والمضغ
بلطف وإبتلاع الأكل وتصنّع إبتسامات في حديث يفصل بين لقمات العشاء .. ربّما كان
العشاء خارج المنزل والحديث أثناءه هو فرصة تبرير للمطاعم بأنها لا تمنح أكلا
كثيرا ولكن في المقابل تنظم جلسة حديث شاعري لا يمكن أن يحصل سوى على طاولة فخمة
.. ما أسوء عالم الحداثة ..!!!
بقدر ما يحبّها كان يخافها هو لا ينسى أنّها صرّحت بعظم لسانها أنّها خانت رجلين من سلالة الشعراء رجل ملامحه تشبه ملامح تشي غيفارا أحبّها بجنون وعشقها حتى الموت ولكنّها خانته ولم تعرف لما خانته إلى اليوم ربّما لتخرج عن محاصرته وشكه فأثبتت له أنّها قادرة على الخيانة كما كانت قادرة على إغوائه ..
ورجل ثان تشبه ملامحه ملامح رجل الغابات ماوكلي بطل طفولتها هي لم تخنه جسديا ولكنّها دخلت إلى علاقة تحمل رجلا في أحشاء قلبها .. هي لم تخن رجل الغابات بل خانت حبيبها لانه يسكن قلبها ولكن عرفت غيره .. هي لم تخن حبيبها بل خانت نفسها ..
هو لا يعرف إن كانت ستخونه أو لا ..
هي نفسها لا تعرف إن كانت قادرة على الوفاء أم لا !!!
بقدر ما يحبّها كان يخافها هو لا ينسى أنّها صرّحت بعظم لسانها أنّها خانت رجلين من سلالة الشعراء رجل ملامحه تشبه ملامح تشي غيفارا أحبّها بجنون وعشقها حتى الموت ولكنّها خانته ولم تعرف لما خانته إلى اليوم ربّما لتخرج عن محاصرته وشكه فأثبتت له أنّها قادرة على الخيانة كما كانت قادرة على إغوائه ..
ورجل ثان تشبه ملامحه ملامح رجل الغابات ماوكلي بطل طفولتها هي لم تخنه جسديا ولكنّها دخلت إلى علاقة تحمل رجلا في أحشاء قلبها .. هي لم تخن رجل الغابات بل خانت حبيبها لانه يسكن قلبها ولكن عرفت غيره .. هي لم تخن حبيبها بل خانت نفسها ..
هو لا يعرف إن كانت ستخونه أو لا ..
هي نفسها لا تعرف إن كانت قادرة على الوفاء أم لا !!!
كتبت خولة الفرشيشي