معرض المواضيع

الخميس، 19 يونيو 2014

في حضرة غيابك مازلت أحبّك وأنتظر



درويش أيّها الرجل المغامر المقامر في اللغة وباللغة يا من أغويتني بنصك في حضرة الغياب فوجدت نفسي متورطة في رجل ذات مرّة صادفته وبيده ذلك الكتاب .. كان رجلا عابرا ولكن بقي نصك راسخا .. يا درويش أشتاق إليك هذه الليلة إلى حضن لغتك تلفني بحروفك .. أنا لا أحبّك أنا فقط أحبّ لغتك فهي منّي وإليّ أودّ أن أبوح لك بأشياء وأشياء فقط سألتهم بعض نصوصك وأنام على صورة حبيب لم يأت بعد سأنتظره بلهفة الطفل إلى  حلمة أمّه وبدهشة الرجل أمام تمثال فينوس تلك التي تلتحف نصف عرائها كما ألتحف رغبتي فيه بلغتي
حبيبي كلما حزنت أذهب إلى لثم أنفاس درويش في كتابه "في حضرة الغياب "وهي عادة دأبت عليها منذ سنوات
 وقد أثبت درويش لي أنه خير مسكّن  ومسكر أيضا لا حاجة لنا بأقراص الدواء ولا بكؤوس الشمانيا والكونياك .. يكفي أن نقرأ درويش فننتشي ونشفى من أمراض اليأس فلغة درويش فأس تنهال على اليأس لتريده قتيلا ولا 
ينبت على جوانبه سوى أمل يزهر في تربة القلب .


لأحدثك هذا المساء  قليلا عن نص سحقني قتلني وأحياني ..  في كلّ مرّة و قبل الإمساك بتلابيب نص في حضرة
أتـساءل : هل من السهولة أن أقبل بدرويش كاتبا لا شاعرا  في غمرة هذه الأسئلة المزدحمة و الكثيرة أتناول الكتاب وأتصفحه صفحة صفحة فتراودني اللغة عن نفسي  تغويني وأنا الغانية أمام سيل الكنايات والإستعارات  يقول لي درويش  "مهما نأيت ستدنو ومهما قتلت ستحيا فلا تظنن أنّك ميت هناك وأنّك حيّ هنا فلا شيء يثبت هذا وذلك إلا المجاز"  وما المجاز سوى نصوص درويش وحبّك أيها الهلامي الزئبقي   .. "أيّها الرجال تعلموا النطق والكلام تعلموا اللغة حتّى تحبّكم النساء .. أيّها النساء  تعلمن أن تتكحلن باللغة في أهدابكنّ وإجعلن من عيونكن قصائد ومعلقات .  

نثرني نصّ درويش منذ سنوات إلى أجزاء بحجم الذرات  وصرت في كلّ مرّة أبحث عن أجزائي المتناثرة كلما وجدت جزء أعيد غرسه لا تقلق حبيبي سأكتمل  وأنضج  .. فقط قليل من الصبر قليل من الحبّ وكثير من الثقة .. هل تثق بي أنا أثق أنّ الحبّ يستحق أن أكون أجمل وأشهى من أجله ... والحبّ هو الحبّ لا يستحق مساحيقا. أو تعريفات زئبقة تتمايل مع غواية اللغة


وأنا أحبّك بعمق الإحساس وبإنتصاب الحلم وبكمال النشوة ... والحبّ قلوب تتعانق وأجساد تتهامس.. فقبلني لأزهر على شفتيك كزهر اللوز لون يحنّ إلى شفق السماء ولا ينال سوى خضرة  الأرض ...
عندما أحببتك قلت أنّي سأحدثك عنّي عن ما أحبّ وأشتهي سأكتب  لك ما حييت وإن متّ يوما قل لهم أن تلك النصوص لي من إمرأة قالت أن تحلم  معناه أن تحبّ ولا تعترف بالحواجز والحدود وهي إمرأة أحبتني إحترفت  الإنتظار على قارعة الأغاني والكلمات ولم تملّ

هل سنلتقي ونقرأ لدويش ونزور معارض اللوحات ونشرب فناجين القهوة ونتحادث طويلا إنّي أحلم بك رجلا يتسع لمعاني الحبّ في الغياب وفي زمن غاب فيه الحبّ عنا وفينا .. أحبّك يا من أنتظره ولا يأتي وإذا أتاك الخبر أقصد الرسالة إقرئها وإبتسم للجميع وقل حبيبتي تصهل على أرض قاحلة تكسر إرادة الأنثى ولكنّها تقاوم .. 





اقرأ المزيد Résuméabuiyad

السبت، 14 يونيو 2014

جسد فريدا كاهلو .. قلبي أنا !!!


هل صدقت عندما قلت لك أنّي لا أشبه النساء .. لست مختلفة ولا حتى نوعية أنا بسيطة جدّا ولي كمّ هائل من العقد ولا أخجل منها أحملها معي كلوازم زينتي أرتبها بعناية حتى لا تتزاحم وتتراكم فتشوه أجزاء من شخصيتي .. لي عقد نفسية حفرتها الخيبات والمواجع .. ولكنّي صامدة لن ينال من صمودي سوى الموت .. 
هل تعلم حبيبي عندما شاهدت فيلم فريدا كاهلو بكيت للقطة عابرة عندما قبّل دييغو ريفيرا جروح جسدها المشوه المشدود بالمسامير لم يشمئز من مظهره البشع بل إنهمر حبّا .. هل يوجد دييغو اخر من بينكم أيّها الرجال لا ينظر للمرأة نظرة إستهلاكية تفرضها أسواق الموضة والإشهار .. لا تهمني خيانة ريفيرا فهي آخر همي بل يهمني إنسانيته المفرطة ورجولته الرائعة عندما لم يكسر قلب إمرأة تملك جسدا مشوها .. جسدها المشوه بالمسامير الحديدية الصدئة صدأ حزنها .. جسدها الذي تجاوزت بشاعته لترسم أجمل اللوحات .. كم أعشق لوحات فريدا كاهلو .. كم أعشق روحها البسيطة ومظهرها الريفي الذي لم تفقده في مزارات العالم .. ترى هل توجد إمرأة من بينكم يا معشر النساء إمرأة لا تفقد شخصيتها وروحها مع متأنق وسيم .. أو في مكان راق لا يستجيب للجنون والبساطة .. !!

جسد فريدا كاهلو المرقع بالمسامير والمرتق بالإبر هو قلبي الدامي المحفور بالخيبات ولكنّه لم يتب ومازال يعشق ويحبّ .. وأحبّك أنت .. ذات شتاء صارحتك وقلت أنّي أحبّك ولا أريد منك إجابة مثل العظماء الذين يحفظون رسائل الودّ ولا يجيبون ولكن صادف أن أحببتني أيضا وكنت محظوظة بحبّك .. الحبّ حظ يا حبيبي ورزق لا يحظى به سوى من كان سلالة الشهامة والنبل .. !!
جسد فريدا كاهلو الذي أحبّته ورسمته وتباينت مع آلامه وأحزانه ورسمت نفسها من شقوق عذاباته كما قلبي الذي ينبض بحبّك رغم آلامه ولكنّه ينفض غبار التجارب السابقة ولا يتعظ .. قلبي فاسق وفاجر ولم يتعلم بعد ..
جسد فريدا كاهلو هو قلبي المتشابك المترابط بين التجارب والدروس .. ولكنّي معك لا أريد درسا أريد حبّا لا ينضب .. لا يقتله الضجر ولا حتى خياناتنا .. خياناتنا التي سيخلقها الضجر وتذكر حبيبي أن لا شيء حقيقي سوى الضجر وكأس فارغة تملأها كذبا وتسكر ! ولا شيء يقطع الضجر سوى خيالات شهوة تدفن في شهقة المستحيل  أو الممكن أحيانا  !!!

هل تعلم لماذا أروي لك كل هذا .. أنا حقا لا أعلم !!!!
بقلم خولة الفرشيشي



اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الأربعاء، 11 يونيو 2014

الإغتصـــــاب كسر لإرادة النساء في بناء دولة المواطنة





قبل أيام قليلة تعرضت تسع نساء بالقاهرة إلى إغتصاب جماعي بميدان التحرير أثناء تنصيب الرئيس الجديد لمصر ، هو نفس الرئيس الذي إحتفت به وسائل الإعلام المصرية والتي قدمته مخلصا لمصر وأهلها "بالمناسبة لست من معارضي السيّد السيسي ولكني من معارضي النظرة التقديسية للأشخاص" ،
إغتصبت تسع نساء كأبشع يكون في دولة تعود إلى حضن الزعيم الأحد الأوحد الذي نصبّ يوم الجريمة رغم أنها عاشت ثورة 25 يناير التي أطاحت برأس النظام السابق ، وكأنّ الأمر إستحال على مصر أن تتخلص من الأبوية التي تتحكم في كل مفاصل البنى الإجتماعية والثقافية والسياسية .


أبيحت أجساد النساء على أيدي المجرمين الذي أرادوا كسر إرادة النساء في التحرر والإنعتاق وفي بناء دولة المواطنة والمساواة  بعد التخلص من الحكم الديني ومن تواجد السلفيين في المشهد السياسي  ومن فتاوي الشيوخ  وكل من حصر المرأة في مجرد وعاء تفرغ فيه الشهوات .. وفي جسد فتنة يثير غرائز الرجال .. ونعود إلى البدء دائما جسد المرأة العورة الشيطاني الذي يطبع وجودها ويلغي عقلها وأفكارها والذي يوظف دينيا وسياسيا وإقتصاديا لخدمة مصالح السلطة . 

ما بين زيارة السيسي وخطابه الحنون وما بين جسد المرأة المغتصب إحدى ضحايا الإغتصاب الجماعي تكمن المقاربة : تقديم المرأة ضحية ضعيفة وتقديم السيسي رجلا نخلصا منقذا  كل هذا يعمّق السلطة الذكورية والحاكمة بإستعمال المرأة كجسد وككائن ضعيف يحب أن يهتم به ، قبل  البحث في أصل المشكلة "خاصة وأن ظاهرة التحرش سابقة لثورة 25 يناير" وتقديم الجناة إلى العدالة وتسليط أقصى العقوبات عليهم .. فترسيخ فكرة الضعف في سيكولوجية النساء لا يولد سوى جرائم الإغتصاب والتحرش والبحث عن حامي وحارس لهن وهو ما ينسف فكرة المواطنة والمساواة ما بين الجنسين ..

إستهداف الجسد الانثوي عقاب للمرأة على أفعالها وعقاب للمجتمع على إختياره السياسي أيضا  ، خاصة وأن تراثنا العربي يحتفل بالعنف ويشرعنه بشكل عادي " اكسر للبنت ضلع يطلع لها اربعة وعشرين " هذا المثل مصري يتداول ما بين الرجال والنساء اللواتي يقبلن بالعنف كطريقة من طرق التربية وهي نفس العقلية التي تطرح الأسئلة لماذا خرجن ؟ وأكيد أنهن لبسن ملابس فاضحة ؟ وغيرها من الأسئلة التي تنال من كرامة المرأة وتبحث عن أعذار للمتحرش  .

ما حدث في مصر معركة يشعلها وقود الذكورية المقيتة سواء الإجتماعية أو السياسية يوظف فيها جسد المرأة لإنتصار الجهل والتخلف بقيادة هذه الثقافة التي تنتعش في أوساط اليمين الديني وأيضا في اليمين العسكري حتى لا تنسف فكرة الصنم المخلص .

في المقابل تعرضت أية في تونس ابنة ال 13 سنة إلى الحرق من طرف والدها لشكه في سلوكها بعد رؤيتها مع زميلها لترحل اية عن الحياة مخلقة حروقا عدّة في قلوب النساء التونسيات اللواتي إستهزأن فيل فترة قصيرة بسعودي قتل إبنته البالغة من العمر 3 سنوات لشكه في سلوكها ..

 توجد الثقافة الذكورية ما بين مصر وتونس والسعودية ولكن يتباين حضورها بين بلد واخر  ولكنها  في الأخير تستهدف النساء لعرقلة بناء دولة المواطنة والديمقراطية .. إنّ هذه الثقافة أشد فتكا من كل الأعداء لانّها تغذي قوتهم في مقابل جهلنا وتخلفنا فقط لأننا نحرم النساء من المواطنة والسبب فكرة رجعية مردّها أن جسد المرأة عورة ويجب إخفاءه وإخفائها من الحياة  .


كتبت خولة الفرشيشي 






اقرأ المزيد Résuméabuiyad