درويش أيّها الرجل المغامر المقامر في اللغة وباللغة يا من أغويتني بنصك في حضرة الغياب فوجدت نفسي متورطة في رجل ذات مرّة صادفته وبيده ذلك الكتاب .. كان رجلا عابرا ولكن بقي نصك راسخا .. يا درويش أشتاق إليك هذه الليلة إلى حضن لغتك تلفني بحروفك .. أنا لا أحبّك أنا فقط أحبّ لغتك فهي منّي وإليّ أودّ أن أبوح لك بأشياء وأشياء فقط سألتهم بعض نصوصك وأنام على صورة حبيب لم يأت بعد سأنتظره بلهفة الطفل إلى حلمة أمّه وبدهشة الرجل أمام تمثال فينوس تلك التي تلتحف نصف عرائها كما ألتحف رغبتي فيه بلغتي
حبيبي
كلما حزنت أذهب إلى لثم أنفاس درويش في كتابه "في حضرة الغياب "وهي عادة
دأبت عليها منذ سنوات
وقد أثبت درويش لي أنه خير مسكّن ومسكر أيضا لا حاجة لنا
بأقراص الدواء ولا بكؤوس الشمانيا والكونياك .. يكفي أن نقرأ درويش فننتشي ونشفى
من أمراض اليأس فلغة درويش فأس تنهال على اليأس لتريده قتيلا ولا
ينبت على جوانبه سوى أمل يزهر في تربة القلب .
ينبت على جوانبه سوى أمل يزهر في تربة القلب .
لأحدثك
هذا المساء قليلا عن نص سحقني قتلني وأحياني .. في كلّ مرّة و قبل
الإمساك بتلابيب نص في حضرة
أتـساءل
: هل من السهولة أن أقبل بدرويش كاتبا لا شاعرا في غمرة هذه الأسئلة
المزدحمة و الكثيرة أتناول الكتاب وأتصفحه صفحة صفحة فتراودني اللغة عن نفسي
تغويني وأنا الغانية أمام سيل الكنايات والإستعارات يقول لي درويش
"مهما نأيت ستدنو ومهما قتلت ستحيا فلا تظنن أنّك ميت هناك وأنّك حيّ
هنا فلا شيء يثبت هذا وذلك إلا المجاز" وما المجاز سوى نصوص درويش
وحبّك أيها الهلامي الزئبقي .. "أيّها الرجال تعلموا النطق
والكلام تعلموا اللغة حتّى تحبّكم النساء .. أيّها النساء تعلمن أن تتكحلن
باللغة في أهدابكنّ وإجعلن من عيونكن قصائد ومعلقات .
نثرني
نصّ درويش منذ سنوات إلى أجزاء بحجم الذرات وصرت في كلّ مرّة أبحث عن أجزائي
المتناثرة كلما وجدت جزء أعيد غرسه لا تقلق حبيبي سأكتمل وأنضج .. فقط
قليل من الصبر قليل من الحبّ وكثير من الثقة .. هل تثق بي أنا أثق أنّ الحبّ يستحق
أن أكون أجمل وأشهى من أجله ... والحبّ هو الحبّ لا يستحق مساحيقا. أو
تعريفات زئبقة تتمايل مع غواية اللغة
وأنا
أحبّك بعمق الإحساس وبإنتصاب الحلم وبكمال النشوة ... والحبّ قلوب تتعانق وأجساد
تتهامس.. فقبلني لأزهر على شفتيك كزهر اللوز لون يحنّ إلى شفق السماء ولا ينال سوى
خضرة الأرض
...
عندما
أحببتك قلت أنّي سأحدثك عنّي عن ما أحبّ وأشتهي سأكتب لك ما حييت وإن متّ
يوما قل لهم أن تلك النصوص لي من إمرأة قالت أن تحلم معناه أن تحبّ ولا
تعترف بالحواجز والحدود وهي إمرأة أحبتني إحترفت الإنتظار على قارعة الأغاني
والكلمات ولم تملّ
هل سنلتقي ونقرأ لدويش ونزور
معارض اللوحات ونشرب فناجين القهوة ونتحادث طويلا إنّي أحلم بك رجلا يتسع لمعاني
الحبّ في الغياب وفي زمن غاب فيه الحبّ عنا وفينا .. أحبّك يا من
أنتظره ولا يأتي وإذا أتاك الخبر أقصد الرسالة إقرئها وإبتسم للجميع وقل حبيبتي
تصهل على أرض قاحلة تكسر إرادة الأنثى ولكنّها تقاوم ..