كتبت: خولة الفرشيشي – هبه محسن
بعد إيقاف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتباين المواقف وردود الأفعال حول الرابح الأكبر في هذه المعركة: إسرائيل أم حركة حماس .
توجه راديو حريتنا بسؤالين إلى مجموعة من المثقفين والسياسيين المصريين:
- من الرابح الأكبر بعد إيقاف العدوان على غزة : حماس أم إسرائيل أم هناك طرف ثالث؟
- ما هو التفسير الأكثر وضوحاً وموضوعية بعد تولى أغلب الأطراف الدولية شكر الرئيس حسني مبارك وتثمين دور مصر في إيقاف العدوان على غزة خاصة وتجلى هذا ملياً في القمة الدولية التشاورية التي انعقدت بشرم الشيخ أمس.
فيري باحث في الأهرام الإستراتيجي الدكتور بشير عبد الفتاح أن إسرائيل هي الرابح الأكبر بعد إيقاف العدوان حيث وجهت ضربة ثقيلة لحركة حماس ونجحت في توسيع الخلافات العربية - العربية وتعميق الخلاف الفلسطيني الداخلي , وفي الأخير حافظت على حليفتها الإستراتيجية وهي الولايات المتحدة الأمريكية.
وأما عن الشكر الذي حظيت به مصر من الأطراف الدولية أرجع بشير هذا إلي أنها الوحيدة التي قدمت مبادرة حقيقية وموضوعية لإيقاف العدوان وبذلت جهود دبلوماسية مضنية دون مزايدات.
ولا يختلف في الرأي أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة حلوان وعضو الحزب الوطني الديمقراطي " الحاكم " جهاد عودة كثيراً عن سابقه حيث اعتبر أن الرابح الأكبر بعد العدوان هي مصر في المرتبة الأولى حيث أنها أبرزت قدرة دبلوماسية فائقة في إيقاف العدوان على غزة وفي المرتبة الثانية تأتي إسرائيل حيث قضت على القوة العسكرية لحركة حماس وأجبرتها على العودة إلى الهدنة رغم أنها هي من كسرت اتفاق الهدنة , واعتبر حماس هي الخاسر الأكبر حيث لحقتها خسارة كبرى من كل الجهات .
وأما عن تولي الأطراف الدولية شكر مصر قال عودة أن مصر بذلت المجهود الأكبر على المستوى الدبلوماسي لأن العارفين بحقيقة إسرائيل يدركون جيداً أنها لن توقف العدوان بهذا الشكل , والذي يشكر الرئيس مبارك يعرف طبيعة اشتغال الآلة العسكرية الإسرائيلية حيث أن هذه الأخيرة لم تُنفذ كامل أهدافها من العدوان وإيقاف المرحلة الثالثة والتي تقوم على تصفية قيادات حماس وتصفية المقاومة وبالتالي الدبلوماسية المصرية هي من حسمت الموقف في إيقاف العدوان على غزة.
وأما رئيس تحرير صحيفة القاهرة الكاتب الصحفي صلاح عيسى أعرب عن تمنيه أن الرابح الأكبر هو مزيد من العقلانية العربية والنضال من أجل الحقوق من خلال منهج يوفق بين المقاومة والمفاوضة, وأما عن العقلانية العربية فاعتبرها كالتالي " وحدة فلسطينية داخلية بين فصائل المقاومة والسلطة الفلسطينية حول الأدنى المشترك ,كل منهم يستعمل إمكانياته", وأما الرابح على الصعيد العسكري فهي إسرائيل وعلى الصعيد السياسي مصر والخاسر في هذه المعركة حركة حماس.
وفي إجابته عن سؤال حول هل حماس كسبت تعاطف الشارع العربي ؟ فأجاب بأن المتأمل جيداً يدرك أن التعاطف الشعبي كان مع القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني وليس مع حماس فحجم الخسائر لا يتناسب مع المغامرة التي خاضتها حماس بعد إطلاق الصواريخ التي شجعت إسرائيل على شن هذا العدوان , مما ألزم حماس على وقف إطلاق الصواريخ بالشكل الذي كان مفروضا ًعليها قبل العدوان والذي رفضته سابقا.
وعن الشكر لمصر والرئيس مبارك لم يختلف عيسي عن سابقيه حيث برر هذا بأنها بذلت الجهد الرئيسي خاصة الدبلوماسي واستخدمت علاقاتها الأوروبية والأمريكية ,الإسرائيلية وعلاقاتها بحماس رغم المشاكل حيث توفقت في إقناع الطرف الإسرائيلي بوقف الاقتتال وعدم الانتقال به إلى مرحلة ثالثة أكثر دموية من المرحلتين السابقتين.
واختلف رأي منسق حركة كفاية جورج إسحاق عن بقية الآراء السابقة حيث اعتبر أن الرابح الأكبر بعد هذه المعركة هي قضية التحرر الوطني في العالم العربي ,فقضية فلسطين حسب رأيه أعطت دفعاً أكبر لفكرة التحرير و الخروج من النفق المظلم.
واعتبر إسحاق أن هذا التحول خطير إلى جانب التحول في الرأي العالمي حيث أن إسرائيل لم تعد تحظي بالتعاطف والتأييد من طرف شعوب العالم كما في السابق ولعل خروج أكثر من 200 ألف متظاهر بريطاني ليتظاهروا ضد السفارة الإسرائيلية يؤكد التغيير الجذري في الرأي العام العالمي.
وعن الشكر الذي وجه إلى مصر فاعتبر إسحاق أنه من الطبيعي أن يحظى النظام المصري بالشكر طالما أنه مدعوم من الغرب بشكل واضح فمن الضروري أن يبارك الغرب كل خطوة يتخذها النظام المصري.
وأما عن قرار وقف النار فذهب إسحاق إلى اعتبار أن إسرائيل هي من اتخذت قرار وقف العدوان ومصر كانت عامل مساعد في تحقيق هذا القرار.
وبدوره قال أمين عام الحزب الناصري أحمد حسن أن الرابح في هذه الحرب هي القضية الفلسطينية حيث وقف العالم بأكمله إلي جانبها وانتقد حرب الابادة التي خاضتها إسرائيل ضد المدنيين والنساء والأطفال والعزل في قطاع غزة.
واتفق معه في الرأي النائب بالكتلة البرلمانية لجماعة الإخوان المسلمين في مجلس الشعب حمدي حسن والذي قال أن الرابح في حرب غزة وهي المقاومة والشعب الفلسطيني .
وأضاف أن الخاسر الأكبر في هذه الحرب هو مشروع الاستسلام العربي والتي كانت مصر أحد أطرافه .
وأوضح حسن أن إسرائيل لم تخض حرباً بمعني الكلمة ولكنها كانت أشبه بعمليات الابادة للشعب الفلسطيني , مؤكداً أن حربها علي القطاع أظهرت مدي الهلع الذي يعيشه الإسرائيليين بسبب المقاومة.
وتطرق حسن في حديثه إلي انشقاق الصف العربي وقال أن الحرب كشفت السياسات العربية الموالية لإسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية , وأن القمم العربية التي عقدت بهذا الشأن لم تضف شيئاً وإنما وسعت الفجوة بين العرب أكثر مما كانت عليه.
وأضاف أن القبلات والأحضان التي يلاقي بها زعماء العرب بعضهم البعض لا يمكن أن تخفي حقيقة الأمر وهو أن السياسات الإرادة العربية لتسعي كلاً منها للحفاظ علي مصلحته أولاً , مؤكداً أن إتحاد العرب هو السبيل الوحيد للخروج من هذه الكبوة وتجيم القوة الإسرائيلية – الأمريكية الغاشمة.
جانفي 2009 راديو حريتنا المصري