معرض المواضيع

السبت، 3 ديسمبر 2011

قطر .... إيران ...تركيا.. مثلث خطير ... فمن يدق ناقوس الخطر


تابع المهتمون بالشأن العام نمو ثلاث دول في منطقة الشرق الأوسط بشكل متسارع ودون تمهل بعد مزايدة هذه الدول على الدول العربية بشأن القضية الفلسطينية رغم أن كل من هذه الأطراف تركيا و قطر ترتبط بعلاقات دبلوماسية مع إسرائيل وتحتضن قواعد أمريكية على أراضيها وتورط الكيان الفارسي في حرب العراق بتواطئه مع أمريكا وما يشهده العراق من فتنة طائفية لصالح الشيعة بعد إحتلاله أو حتى في تشكيل حكومته هذه السنة تؤكد المطامح الإستعمارية لهذا الكيان في العراق بعد  إقليم الأهواز العراقي المستعمر .
تبرز هذه الأطراف اليوم في موقف المدافع الشرس عن مصالح الفلسطينيين والعرب بلهجة قوية نوعا ما ومختلفة عن الخطاب العربي الرسمي وعززت وجودها على الخط الساخن جنوب لبنان بمنجزاتها بفضل واردات النفط والتجارة ولعل زيارة أردوغان و إفتتاحه مؤخرا للمشفى التركي في صيدا يؤكد مدى ترامي أطراف العثمانيين الجدد في العالم العربي خاصة المناطق الساخنة والبؤر الصعبة هذا وشهد لبنان أيضا زيارة الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في مناسبة سابقة و ينطبق الحال أيضا على أمير قطر بعد تعميره لقرى الجنوب اللبناني هنا يبرز الخطر تراجع دور الدول العربية الكبرى كمصر والمملكة العربية السعودية بشكل ملحوظ  في حل الملفات الشائكة القضية الفلسطينية والملف اللبناني .
كما صنعت كل من قطر و تركيا ما يسمى بالإعلام الموجه  ممثلا في قناة الجزيرة و الفضائية التركية لتعزيز مكانتهما وسياستهما في كل متلقي القناتين في الدول العربية وهو ما خلق نوعا من التعاطف والتجاوب مع هاتين الدولتين ولعل ماشاهدناه إثر مجزرة أسطول الحرية يرى الكم الهائل من تهافت العرب على تركيا وقياداتها فبرز أردوغان بقدرة قادر في مظهر المخلص والقائد العظيم  حتى أننا سمعنا أن بعضا من مواطنينا العرب قد أطلق إسم "أردوغان" على أبنائهم  إمتنانا منهم لسياسة أنقرة الخارجية وإعجاب الشعوب العربية بنبرة خطاب أحمدي نجاد المتحدية لأمريكا ومواصلته للبرنامج النووي الذي لا يختلف عاقلان بأنه يهدد دول المنطقة العربية خاصة أن إيران لم تبدي حسن النية تجاه إرجاع المستعمرات العربية  .
ربما يرى البعض أن ما سبق ذكره هو تحامل على قوى ناشئة  تعد تحديا وكسر شوكة إسرائيل في الشرق الأوسط ولكن هذا ليس بصحيح فكل من قطر وتركيا لم تسعى منذ زمن إلى حل القضايا العربية العالقة إلا بعد طفرة إقتصادية بفضل عائدات النفط والتجارة ولم تحشر نفسها إلا مؤخرا دون مراعاة للجهود العربية التي بذلت طوال السنوات الماضية وبالنسبة للكيان الفارسي فهو يلعب ورقة التضامن الكلي مع فلسطين لكسب مشروعية برنامجه النووي لدى دول المنطقة دون أن يقدم مشاريع جدية سوى الغوغاء والنبرة الحادة التي لم يجدها العرب منذ وفاة عبد الناصر الذي كان فعلا سندا حقيقيا لفلسطين رغم أخطائه.
وفي المقابل نرى الجهود العربية المبذولة طيلة سنوات طويلة متشتتة مرة تجاه السودان ومرة أمام المفاوضات الفلسطينية الفلسطينية وعجزها على إيجاد صيغة توافقية للملف اللبناني تضيع مرة واحدة ودون سابق إنذار وهو ما يهدد بضياع الدبلوماسية العربية وتعويضها بحلف قطري تركي إيراني وإزاحة القوى التقليدية العربية من فض القضايا العربية وهو ما سيحدث شرخا أخر في العلاقات العربية العربية التي لا ينقصها تشتتا آخر بفضل ما تعيشه من إنقسام وفراغ كبير في العمل  العربي المشترك هنا لا نقصد الوحدة العربية التي لايشك عاقل أنها لن تقوم على الأقل على المدى القريب أو المتوسط ولكن نتكلم على أدنى من الشراكة العربية سواء على مستوى الديبلوماسية أو الإقتصاد  فلا يعقل أن يجدف العرب تجاه تركيا أو إيران متخلين عن روابط عريقة تجاه الدول العربية وكما يقال "الماء الي ماشي للسدرة الزيتونة أولى بيه " مثل تونسي شعبي جدا ولكنه يلخص الحكاية فلا ينبغي أن نضحي بعالم عربي شهد إنقسامات عديدة فلا نزيده إنقساما  أخر بتخلينا عنه وإلتفافنا حول مثلث هجين لم يبرز إلا مؤخرا والتعامل معه بحذر فلا نظن أن هذا الحلف الثلاثي فعلا سياسته الخارجية تنبثق رغبة في حفظ مصالح العرب أو حبا فيهم بقدر ضمان وجودهم كقوى ناشئة لخلق تفاوضات مع القوى العظمى لضمان مصالحهم  وسحب البساط من دولنا العربية .   

خولة الفرشيشي 
 نوفمبر 2010