معرض المواضيع

السبت، 3 ديسمبر 2011

الجزيرة الفضائية متواطئة ضد مصر أم محايدة؟


تقرير :  خولة الفرشيشي

اتهمها البعض بالتواطؤ علي مصر وأيدها البعض الأخر هذه قناة الجزيرة الفضائية الإخبارية أثناء فترة الحرب الإسرائيلية علي قطاع غزة والتي استمرت 22 يوماً من القصف المستمر لأراضي القطاع .

فقد قال رجال سياسة وإعلام من مصر أثناء الحرب على غزة بأن قناة الجزيرة الفضائية متحيزة ومتواطئة ضد مصر, وتسعى إلى إشاعة الفوضى وزرع الفتنة داخل المجتمع المصري، وتأتي هذه التصريحات المعادية لقناة الجزيرة بعد جملة من الحوارات التي أجرتها القناة مع معارضي النظام المصري، أو من بعض الوجوه الإعلامية العربية والتي وجهت انتقاداً شديد اللهجة للنظام المصري كالمفكر الفلسطيني عزمي بشارة ورئيس تحرير جريدة "القدس" الصحفي عبد الباري عطوان.

وعقب انتهاء العدوان الإسرائيلي بأيام توجه راديو حريتنا بسؤال إلى مجموعة من رجال الإعلام المصريين حول أداء الجزيرة خلال تلك الفترة :
-          كيف تقيم أداء الجزيرة طيلة أيام العدوان على غزة في تغطيتها للعمل المصري الدبلوماسي والسياسي ؟
-          هل كان أداء الجزيرة متواطئا أو محايداً؟
وبسؤاله اعتبر رئيس تحرير جريدة "الأحرار" صلاح قبضاية أن قناة الجزيرة متحيزة وتهدف إلى الإثارة ولا تستطيع أن تكون محايدة لأنها ملتزمة بسياسات دول بعينها فهي تتكلم عن الأحوال الداخلية المصرية وتحرص على نقل ما تقوله المعارضة وتأتي بعناصر محايدة لتكمل المشهد الديكوري , حسب تعبيره .

وواصل قبضاية حديثه بأن قناة الجزيرة على قدر اهتمامها المتواصل بالأوضاع الداخلية في مصر تتجاهل في الآن نفسه وجود معارضة بدول بعينها كسوريا وقطر و السعودية وغيرها .

ولم يخفي قبضايه إعجابه بالحرفية العالية لقناة الجزيرة إلا أنه اعتبرها على المستوى السياسي متحيزة وتسعى إلى إبراز سلبيات مصر أكثر من سعيها إلى الحياد.

وذهب رئيس تحرير جريدة " القاهرة "صلاح عيسى في التحليل بأن العدوان الأخير على غزة شهد استقطاب إعلامي فضائي بشكل واضح بحيث كانت هناك قنوات ذات الصلة بشكل أو أخر بالإسلام السياسي حيث كانت منحازة إلى حماس وتغطيتها جزء من الحرب معها وقد بدأ هذا الانحياز قبل العدوان وذلك بعد انسحاب حماس من الحوار الوطني الفلسطيني والذي كانت تنظمه القاهرة وبدأ الحديث عن أن مصر منحازة والوسيط المصري غير نزيه وبرز هذا بشكل واضح في قناة الجزيرة والأقصى.

وتابع قائلاً : بعد العدوان الإسرائيلي الأخير كانت الحملة الإعلامية بتنظيم حركة حماس في هذه القنوات والتي سماها عيسى كالتالي الجزيرة،الأقصى ،المنار ،المستقلة ،الحوار وقد بدأت هذه القنوات اتهام مصر صبيحة العدوان بالتواطؤ مع إسرائيل وركزت في التدليل على ذلك على وقائع تافهة على حد قوله كتصريح وزيرة الخارجية الإسرائيلية وزيارتها لمصر قبل العدوان ورد وزير الخارجية المصري  الذي لم يكن حاسماً حسب هذه القنوات والتعليق على تصريح قديم منسوب لرئيس لجنة الشؤون العربية في مجلس الشعب المصري الدكتور مصطفى الفقي  والذي قال فيه أن مصر لن تقبل دولة دينية على حدودها .

وأضاف أن هذه القنوات انتقلت على طول الحملة إلى اعتبار القضية الأساسية هي فتح معبر رفح و الادعاء بأن مصر تشارك في حصار حماس بإصرارها على ألا تفتح معبر رفح إلا طبقا لاتفاقية 2005 .

كما شمل هذا تحريض المواطنين المصريين على فتح معبر رفح بالقوة خصوصاً على منبر قناة الجزيرة .

كما أن هذه الأخيرة لم تستضف إلا شخصيات عدائية لشخص الرئيس مبارك تحديداً كما ابرز عيسى أن هذه القناة منحازة أولا لأن رئيسها وضاح خنفر كادر من كوادر حماس وثانيا تتحرك وفق أجندة تسعى إلى طبع الدهشة وغسيل المواقف فكما هو معروف أن بقطر أكبر قاعدة أمريكية وتغطي على ذلك بقناة الجزيرة التي تبدو متشددة من إسرائيل وأمريكا .

وأكمل عيسي حديثه بقوله أن قناة الجزيرة لم تتورع عن إثارة جو من الكراهية ضد مصر وليس ضد النظام فحسب .

وأكد عيسي في نهاية كلامه أن قناة الجزيرة حرفية ولكنها ليست مهنية وشعارها الرأي والرأي الآخر كذب ورياء.

وخالف عيسي في الرأي رئيس تحرير جريدة "صوت الأمة"  عبد الحليم قنديل وأبدى إعجابه الشديد بأداء الجزيرة الذي وصفه بالباهر حيث قال أن الجزيرة وشبكة مراسليها كانت الوسيلة الأولى في نقل الحدث لحظة بلحظة وكان لها السبق الإعلامي  في اكتشاف جرائم إسرائيل واستخدامها للفسفور الأبيض  من خلال البث المباشر .

وواصل قنديل حديثه بأنه لولا قناة الجزيرة لم يكن للعالم أن يعرف حقيقة ما يجري خاصة وأن إسرائيل منعت دخول المراسلين الأجانب إلى غزة .

وأثبتت قناة الجزيرة حيادها ومهنيتها حسب رأي قنديل من خلال البرامج الحوارية طيلة فترة العدوان حيث كانت وجهة النظر الرسمية المصرية حاضرة.

 وقال قنديل أنا شخصياً شاركت ثلاث مرات في برامج الجزيرة  وكان إلى جانبي جهة رسمية تمثل النظام سواء رؤساء تحرير الصحف الحكومية أو بعض الأعضاء البارزين في الحزب الوطني .

كما هاجم رئيس تحرير صوت الأمة بعض منتقدي الجزيرة بقوله إن وصف قناة الجزيرة بالتحيز وصف ظالم والحقيقة أن الموقف الرسمي مخزياً وجالباً العار للمصريين.

أما رئيس تحرير جريدة "المصري اليوم" مجدي الجلاد فقد وصف أداء الجزيرة بأنه لم يكن محايداً بشكل كامل ومن جهة أخرى لم تحاول قناة الجزيرة إشاعة الفوضى والعصيان المدني في مصر فهذه تهمة كبيرة ,ولكن هذا لا يمنع من أن الجزيرة كانت مثل باقي الوسائل الإعلامية العربية لعبت دوراً يلتصق مع التوجهات القطرية الرسمية ،فأثناء عدوان إسرائيل على غزة حدثت ظاهرة جديدة وهي تخلي وسائل الإعلام العربية عن استقلاليتها وتبنيها للمواقف الحكومية للدول التي تمولها.

وقال الجلاد بأن قناة الجزيرة وقفت موقف عدائي ضد مصر لأن الموقف القطري الرسمي كان ضد الموقف المصري وحاولت الجزيرة ترويج وتسويق وجهة النظر القطرية في الأزمة الماضية.

 ولذلك يرى رئيس تحرير المصري اليوم أن الجزيرة إذا كانت قد استطاعت تغطية الحرب من الناحية الخبرية بشكل محترف فإنها تحولت إلى قناة قطرية محلية فيما يتعلق بالرأي والتحليل وهو موقف سحب مراسلي الجزيرة على المستوى المهني لأنها لم تقف على خط الحياد والاستقلال.

 وظهر بوضوح أن التمويل استطاع أن يدير الإعلام العربي بالكامل بما فيه الجزيرة أثناء العدوان الإسرائيلي لأن هذه الأزمة من الأزمات النادرة عكست صراعاً عربياً عالمياً وبالتالي كان طبيعياً أن تحدث حالة استقطاب سياسي لوسائل الإعلام وتتحول كل قناة فضائية إلى قناة محلية تدافع عن النظام الحاكم الذي يمولها.
 جانفي 2009