إبتدأت أولى ساعات السنة الجديدة 2011 في مصر بحادث إرهابي إستهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية و الذي أسفر عن سقوط عشرات القتلى " 21 قتيلا حسب اخر الإحصائيات "و 50 من الجرحى وقد أعلنت وزارة الداخلية المصرية في بيان لها اليوم 1 جانفي 2011 أنه من المرجح ان يكون الفاعل شخص انتحاري الذي نفذ الهجوم الإرهابي بعبوة مفجرات محلية الصنع وقد لقي الإنتحاري مصرعه حسب البيان .
وتجدر الإشارة إلى إصابة أحد ضباط الشرطة "مسلم" وثلاثة من مساعديه "مسلمين أيضا " حسب المصدر السابق ليصل عدد الجرحى المسلمين إلى 8 و ربما يعكس هذا البيان الرسمي رغبة النظام المصري في حفظ الأمن وعدم تضخيم الأحداث لتهدئة الخواطر المسيحية المسلمة .
إلا أن هذا البيان لم يشفع في تهدئة الوضع العام فقد شهدت الإسكندرية صباح اليوم مناوشات بين بعض المسلمين و الأقباط بعد رشق الأقباط عقب خروجهم من الكنيسة التي فجرت مسجدا مقابلا و رفع بعض الشعارات الطائفية التى رد عليها المسلمين بالمثل .
علما وأن هذا الحادث جاء في أعقاب تهديد جماعة دولة العراق الإسلامية على صلة وثيقة بتنظيم القاعدة مؤخر شهر نوفمبر الماضي تهديدهم أقباط مصر إن لم يفرجوا على مسيحيتين مصريتين اعتنقتا الإسلام فوقع حجزهما في الأديرة المصرية حسب بيان الجماعة .
وحسب الشبكة العنكوبوتية " الفايسبوك" فقد شاهدنا ردود الأفعال لعدد من الشباب المصري الذي حاولنا أن نجمع هذه الردود بتنسيق مع أصحابها الذين وافونا بآرائهم بشكل تلقائي وعفوي مما يعكس إستنكارهم العميق لهذا الحادث الإرهابي حسب أقوالهم.
كانت الشهادة الأولى لمايكل محسن شاب مصري قبطي صحفي وناشط بشكل جيد على الشبكة الإجتماعية حيث وجدنا على صفحته عشرات التعليقات التي نددت و شجبت هذا الحادث الإرهابي فهو حسب رأيهم لن ينال من الوحدة الوطنية ومن الهوية المصرية التي جمعت الأقباط و المسلمين في خانة واحدة.
في رسالة على الفايسبوك الخاص بي ساهم مايكل بإبداء رأيه في هذا الموضوع فقال لا شك أن هذا الحادث سيزيد الطين بلة فهناك نار تحت الرماد ولم تخمد بعد فالحكومة تعالج هذه المواقف بشكل يؤجج الفتنة بين الطرفين لتضمن إلهائهم أي المصريين الذين يقعوا في الفخ بسهولة حسب تعبيره لطيبتهم الزائدة عن الحد .
وأشار مايكل إلى حادث نجع حمادي الذي وقع في العام الماضي فقال حتى الآن لم يتم محاكمة الجناة والحكومة نجحت النائب عبد الرحيم الغول في الانتخابات البرلمانية الأخيرة رغم ضلوعه في الحادث علما بأنه مكروه من المسلمين كمان هناك ... هذه الشهادة لمايكل الذي يلاحظ على كلامه نوع من التشاؤم ربما هو وليد اللحظة ووليد الحادث الإرهابي.
وأشار مايكل إلى حادث نجع حمادي الذي وقع في العام الماضي فقال حتى الآن لم يتم محاكمة الجناة والحكومة نجحت النائب عبد الرحيم الغول في الانتخابات البرلمانية الأخيرة رغم ضلوعه في الحادث علما بأنه مكروه من المسلمين كمان هناك ... هذه الشهادة لمايكل الذي يلاحظ على كلامه نوع من التشاؤم ربما هو وليد اللحظة ووليد الحادث الإرهابي.
ساهم شاب مصري آخر في إبداء شهادته وهو المحامي حسن المغربي الذي تحمس للموضوع لينقي وجود فتنة طائفية داخل مصر فقال أدين بشدة هذا الحادث البشع حيث أن قتل الأبرياء وترويع الآمنين سلوك غير ادمي ومخالف لكل تعاليم الأديان السماوية .
وواصل حسن كلامه : كما أنني متأكد أن هناك أيادي خارجية وراء الحادث حيث إن المصريين مسلمين وأقباط يعيشون حياة هادئة ليس بها ما يدفع لارتكاب مثل هذة الجرائم التي تصور للعالم ان مصر بها فتنة طائفية وذلك على عكس الحقيقة . لكن السؤال " من المستفيد من إشاعة الفتنة الطائفية في مصر ؟ " بالتأكيد ليس نحن المصريين مسلمين واقباط.
رمى المحامي حسن المغربي التهمة عن المصريين ووجهها إلى كيان خارجي "لم يسمه بالاسم" له المصلحة الكاملة في تخريب أمن مصر و العبث بمقومات الإستقرار و الوحدة .
و لم يبخل علينا أحمد العربي أحد شباب 6 ابريل بشهادته الذي أعلن أن حادث الاسكندرية أشعل الضوء الأحمر ليؤكد أن مصر في خطر كبير حسب رأيه .
كما وجه أحمد العربي التهمة للمواطن المصري الذي قال عنه أنه يشكو من قصور شديد في وعيه وواصل العربي كلامه أن هذا الحادث سيساهم في إذكاء نيران الفتنة الطائفية خاصة أن المصريين يشكون من كبت كبير ستكون هذه الفتنة إحدى آليات التفريغ لهذه الطاقة المكبوتة واستنكر العربي حشر الإسلام في مثل هذه الحوادث فهو بعيد كل البعد عن الإرهاب و لكن الفهم السيء لدين الإسلام وتنامي ظهور القنوات الدينية و مشائخ الجهل حسب تعبيره هما السبب في وجود هذه الحوادث الإرهابية.
ونختم هذه الشهادات بدعوة الشابة المصرية عزة طاهر مطر التي دعت الشعب المصري يوم 6 جانفي الجاري" إحتفال الأقباط بليلة الميلاد 7 يناير" بقولها " يوم 6 يناير كلنا فى الكنايس ..يا نعيش سوا يا نموت سوا ".
لا شك أن هذا الحادث سيذكي نيران الطائفية بين الجانبين المسلم و المسيحي في مصر بفضل أغبياء الطرفين وتجاهل النظام الحاكم لهذه المسألة فوجود حوار وطني شامل سيسهم ولو قليلا في إخماد هذه النيران لتظل مصر دائما أم الدنيا وقبلة لكل عشاقها من أنحاء العالم الذي لن يزعزعهم حادث إرهابي غبي .
جانفي 2010