معرض المواضيع

السبت، 3 ديسمبر 2011

مونديال 2018 يهزم الديمقراطية الأمريكية



منذ أيام قليلة طالعنا الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تصريح لوسائل الإعلام الأمريكية تناقلته معظم الوسائل في شتى أصقاع العالم يشجب فيه إختيار قطر من طرف الفيفا لتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2018  . بقدر إعتزازنا نحن كعرب بدولة عربية "رغم تحفظاتنا الكثيرة بشأن سياستها وقناة الجزيرة أيضا" بفوزها بتنظيم العرس الرياضي الأكثر شهرة وإبهارا إلا أننا نتمنى من قناة الجزيرة في هذه المناسبة القادمة أن لا تواصل أسلوب الإحتكار والهيمنة الكلية على مباريات المونديال كما فعلت في المونديال الأخير وأن تشارك أغلب الشعوب العربية الفقيرة الفرجة وأن تصنع بهجتهم.
 وفي خضم الفرحة القطرية العربية المشتركة صدمنا بموقف الرئيس الأمريكي الذي يقطر عنصرية وكراهية تجاه العنصر العربي أو العالم النامي بعد ضياع فرصة التنظيم على الولايات المتحدة الأمريكية  الذي لم يكن إلا منحازا لبلده بطريقة فيها الكثير من الإفتعال والمبالغة وهذا لا يليق عموما برئيس أعظم قوة على وجه الأرض الذي لم يحترم الأسلوب الديمقراطي الذي جرت به عملية التصويت لصالح قطر رغم أن الولايات المتحدة من أشد المتحمسين للديمقراطية والتعددية وحقوق الإنسان أيضا فهاهي بموقف رئيسها تنقض على هذه المفاهيم التي لم تخدمها في عملية التصويت وتنهار أمامها كل مظاهر الديمقراطية التي دخلت من أجلها حرب العراق .
هذا الموقف الذي قد يراه البعض بسيطا وعاديا إلا أنه يبرز مظهرا أخر من مظاهر إرتداد القوى العظمى عن مفهوم الديقراطية إذ لم تخدم مصالحهم خاصة أن الإحصائيات الإقتصادية تؤكد ضخامة العائدات المالية للبلد المنظم للمونديال.
وبهذا الموقف الأمريكي أيضا  تتراكم سياسة التمييز والإقصاء التي حكمت المشروع الأمريكي تجاه العالم العربي من فلسطين والعراق والسودان وصولا إلى المونديال القطري الذي لم تشفع له الديمقراطية والإنتخابات النزيهة لإفتكاك المباركة الأمريكية ورغم إحتضان قطر لقاعدة عسكرية أمريكية .
ربما عنجهية أمريكا تجاه العالم النامي بما فيه العالم العربي والطريقة الصلفة التي تتعامل بها مع الدول الصغرى تعمق الفوارق وتكرس العلاقة العمودية "كعبد وسيد" في ظل تطور مفاهيم الحداثة والديمقراطية والتنمية من أجل الجميع وإزالة الفوارق بين جميع المجتمعات .
فهل أمريكا المسيطرة و المهيمنة تستطيع أن تشوه مفهوم الديمقراطية  بأخرى صنع أمريكي كالذي دافعت عنه السفارات الأمريكية عن طريق عملائها وجواسيسها حسب موقع ويكيليس ؟ فهل الديمقراطية الأمريكية نوع آخر من الديمقراطية عن طريق الإخضاع بالقوة والإكراه؟ .
هل إنسلاخ أمريكا سابقا عن المعايير الدولية سابقا في حل القضايا العربية فلسطين نموذجا يجعلنا لا نفاجأ بموقفها الحالي أو نقلل من أهميته أو بالعكس نتأكد من بشاعة الوجه العنصري لأمريكا ومطامحها المادية على حساب الدول الأخرى ؟
غريب جدا أن نقف على مفارقة أمريكية بحتة  : فأمام القيم التي روجتها أمريكا حول الحرية والديمقراطية وسيادة القانون سواء في حثها للدول العربية للإصلاح أو في دخولها حرب العراق وأفغانستان" وإن كانت الأخيرة بسبب مكافحة الإرهاب" وأمام مواقفها الخارجية وصولا إلى إنتقادها 
تنظيم قطر للمونديال 2008 فهل الديمقراطية الأمريكية تتوقف عند مصالحها ويطالب بها عند مصالحها أيضا؟
ربما هذه الأسئلة تعبر عن شريحة معينة من الشعوب العربية التي صدمت بالموقف الأمريكي وصدمت أيضا في أوباما الذي رحب به العالم العربي إثر خطاب جامعة القاهرة 2009 فهاهو اليوم يتأكد من مدى صعوبة تأقلم الإدارة الأمريكية مع نجاح دولة على حساب أمريكا فهل نستطيع إعادة حساباتنا مع الولايات المتحدة الأمريكية وتحديد أهدافنا والسعي إليها دون تنازلات أو فات الأوان أو كما يقال الكرة خارج ملعبنا الآن. 

ديسمبر 2010