معرض المواضيع

السبت، 3 ديسمبر 2011

ليبيا : من ثورة إلى حرب متكافئة فلم التدخل الأجنبي ....؟


بعد سقوط النظامين في كل من مصر و تونس الجارتين للقطر الليبي في ظرف شهرين متلاحقين فبراير و يناير الفارطتين  اندلعت بليبيا ثورة عقب الثورتين المصرية و التونسية وقد  ابتدأت الثورة الليبية سلمية فاكتسبت مشروعيتها و شرعيتها غربا و شرقا إلا إن المعارضة الليبية انقلبت من معارضة سلمية تريد الإطاحة بالقذافي بقوة الشرعية الليبية وهي "الشعب" لا غيره إلى معارضة مسلحة ترنو إلى إفتكاك الحكم من القذافي فكانت موازين القوى متقاربة بينها و بين قوات القذافي مرة غالبة و مرة أخرى مغلوبة وهذه قوانين الحرب التي تخضع إلى منطق الكر و الفر إلا أن المعارضة الليبية استحوذ عليها وهم السلطة كما استحوذ على القذافي من قبل .
فكانا الإثنين وجهان لعملة واحدة طالما أن السلطة هدف كل منهما .. ولا هم لهما لا الشعب و لا إستقلالية البلد التي تخلصت من الإستعمار الإيطالي بفضل رجالات ليبيا الأحرار الذين تمثلوا  كلهم في شخص عمر المختار صاحب المقولة الأكثر شهرة نحن قوم ننتصر أو نموت . فكان عمر المختار  إرثا مغرقا في الرمزية و الشرعية لكل من الفريقين المتخاصمين يتنازعان عليه لاكتساب المشروعية الثورية فكل منهما أحفاد عمر المختار و كل منهما يريق الدم الليبي كل حسب أجندته و أهوائه .
مارس 2011
الشعرة التي قصمت ظهر البعير كما يقال هو انزياح الثورة عن مسارها الطبيعي و المفروض  ان يكون مسارها الداخلي البحت إلى مسار أخر وهو التدخل الأجنبي بقيادة المجتمع الدولي ممثلا في أمريكا و فرنسا التين تكفلتا صحبة دول أخرى في توجيه ضربات عسكرية قاصمة إلى ليبيا وهنا أقول ليبيا وليس قوات القذافي وفي هذا الإطار يجب أن نقف عند مبادرة قطر هذه الدولة الصغيرة جدا والتي صغرها أكثر في نظر الوطنيين العرب حاكمها الصهيوأمريكي في تبني ضربة ليبيا بعد العبث باستقرار مصر وسوريا لاحقا و المشاركة في ضرب ليبيا  و لا غرو في ذلك فهو الذي احتضن قاعدة أمريكية على ترابه وهو ما نبهت إليه سابقا إلى ظهور حلف أمريكي قطري تركي ايراني في المنطقة العربية لزرع الفتنة و تفتيت وحدة الصف العربي وبناء شرق أوسط جديد حسب تعبير كونداليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية  السابقة .
ولكن أهم النقاط التي  يجب أن نقف عليها  وهي كآلاتي : 
_لا يحق لاي طرف خارجي ان يتدخل في المسألة الليبية إلا إذا كان الشعب اعزل و المعارضة سلمية ولكن لا أتصور طهر المعارضة بعد مسكها للسلاح و محاربة القذافي المجرم وهي ايضا لا تقل اجراما عن القذافي اذن المسالة داخلية بحتة وسيكون الحسم داخلي  و الرابح من يحكم فلا دخل لامريكا او فرنسا في حسم معركة داخلية.

إن اتجاه القوى الأجنبية للفصل العسكري هي محاولة منها لفرض سيطرتها على الثورات العربية بعد اتجاه غالبية القوى إلى التخلص من وصاية أمريكا و هيمنتها وهي أيضا محاولة من أمريكا إلى حيلولة وصول نظام وطني لا يخدم طموحات أمريكا بل يخدم طموحات شعبه في كل من مصر و تونس فهاهي تزعزع أمن المنطقة لتكون دائما حاضرة في كل المخططات .

_لا نظن أن القذافي أكثر دموية من رؤساء آخرين لا يزالون على دفة الحكم ولكن مالا يفهمه المرء أن أمريكا تخاف جدا تجفيف منابع النفط خاصة بعد التأكد من أن كل من المعارضة و القذافي هدفهما واحد وهو المسك بتلابيب الحكم وربما في عجز أحد الطرفين في الوصول إلى غايته هو ضرب ابار النفط كضرب من التشفي من الطرف المقابل  وهي آخر الحلول الانتهازية و الانهزامية أيضا وبالتالي خسارة كبيرة للنفط الذي من أجله غزت أمريكا العراق ودمرته الى الف قطعة .

اللهم أني قد بلغت فاشهد
عاشت ليبيا حرة مستقلة 
خولة الفرشيشي