يحاول المنصف المرزوقي في المدة الأخيرة لعب دور الرئيس في بلد إحترف شعبه التندر به وإختلاق شائعات ونكت حول شخصه الغريب وأسلوبه المريب في قصر قرطاج مما أفقد مؤسسة الرئاسة هيبتها وأيضا هيبة تونس في المحافل الدولية وقطعا تتذكرون تصريحاته حول الشأن المصري وقبلها تصريحاته حول القضية السورية والتي طالب فيها بإسقاط الرئيس بشار الأسد وعرض اللجوء عليه في تونس وآخرها رفض مصافحة الرئيس المصري المؤقت وتصريحاته حول عشاء المعارضة في القصر وخروجها منه لشتمه وسبّه في جريدة عربية وهو ما يفضح إزدواجيته .
ربّما تناسى المرزوقي مجهوداته العميقة والجبّارة لنصرة جزء المعارضة السورية على أرض تونس في مؤتمر قدّم أنه أصدقاء سوريا والحقيقة أنهم أعداء سوريا الذين يتربصون بأرضها وعزتها وسيادتها يقودهم في هذا معارضة مأجورة إرتهنت للخارج وسبقت معركة الإستبداد على الإستعمار لتقدّم بلدها على طبق من ذهب لصالح القوى العالمية التي تسعى إلى تفتيت المنطقة خدمة لأجنداتها الإستعمارية .. هل تناسى المرزوقي ما بذله عن قصد أو عن غير قصد لصالح أمريكا وحلفائها وهو يرى اليوم تغيّر الخارطة السياسية وخروج النظام السوري الذي حاول إسقاطه بطريقة غير أخلاقية ولا شرعية من عنق الزجاجة ليفرض نوعا من الليونة والراحة في المفاوضات الدولية .
محمد المنصف المرزوقي عرفناه منذ سنوات قليلة على قناة الجزيرة سياسيا راديكاليا يدعو إلى العصيان المدني وعرفناه رئيسا لبلاد ورغم ذلك لم يفقد ولاءه لجزيرة قطر وأميرها ليكتب وهو على كرسي الحكم مقالات في موقعها الإلكتروني ليفقد الرئاسة هيبتها مرّة أخرى وهو يقدم نفسه كاتبا منتدبا في الجزيرة التي كشفنا عمالتها ومشروعها الإستعماري لتفقد اليوم شعبيتها وموضوعيتها أمام الشعوب رغم محاولة عملائها الأوفياء تقديمها في موقع القناة المناضلة .
إحترف المرزوقي السياسة والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان وكتب الكثير ومن أحب كتبه إليّ " دع وطني يستيقظ" و"رؤية جديدة في حقوق الإنسان " في نفس الوقت عاش المرزوقي في رفاه الدولة الفرنسية وبعد الثورة أو ما سمي ثورة جني المرزوقي الرئاسة مقابلا لنضاله الحقوقي الذي تخلى عنه بعد قرطاج ... ترى هل قصر قرطاج ينسي الماضي والحاضر لدرجة أن يتنكر الريّس لمبادئه ... السلفيون جراثيم ... لا ليسوا جراثيم ... الهيئة المديرة للترجي فاسدة ... لا ليست فاسدة .... تصريح إعلامي ثم تكذيب وإعتذار هذا اداء مؤسسة الرئاسة في عهد المرزوقي قطعا لا ننسى الإشارة إلى تقسيمه الواضح للمرأة التونسية سافرات ومتحجبات ومنقبات بطريقة تعكس ولاءه أو تزلفه السابق لقوة إسلامية تحكم البلاد اليوم لينقلب عليها اليوم .
إن وجود المرزوقي في قصر قرطاج يحيلنا على ماهية الديمقراطية في الدول الغربية هي ماعون صنعة ومهنة يتربح بها عملاء العالم النامي ليجنوا بعدها الولائم والمناصب ... المرزوقي ليس وحده في هذه المهنة فقد سبقته سهام بن سدرين وحمد بنور وغيرهم من العملاء الذين صدعوا رؤوسنا بالحريات والديمقراطية ليتغاضوا اليوم عن جرائم إرتكبتها الطبقة الحاكمة وأقول عمدا الطبقة الحاكمة لأنّ النظام لم يسقط بل أعيد ترقيعه بأيد خارجية وداخلية وسوّق وهم الثورة ليموت الحرّ جوعا في بلد قيل أن ثورته كانت تتضمن مطالب إجتماعية .
هؤلاء الحقوقيين الذين نصبوا أنفسهم ناطقين بإسم الشعب ومناضلين لقضاياه وفي نفس الوقت يقبضون بالاورو والدولار ثمن نضالهم .... المرزوقي حالة حقيقية لحرفة الديمقراطية التي أصبحت ظاهرة تجلب الإنتباه نحو كل حقوقي أو مناضل إرتبط بالدوائر الأجنبية هو مشروع منصب حكومي حتى وإن إنسلخ عن شعبه فأداءه في حرفة الديمقراطية تجعله يتربح ولو عن حسابنا منصب رئاسة الجمهورية .... ولنا حديث في مناسبة قادمة . .
خولة الفرشيشي