معرض المواضيع

الجمعة، 28 مارس 2014

كيف أصبح المرزوقي رئيسا ؟


يحاول المنصف المرزوقي في المدة الأخيرة لعب دور الرئيس في بلد إحترف شعبه التندر به وإختلاق شائعات ونكت حول شخصه الغريب وأسلوبه المريب في قصر قرطاج مما أفقد مؤسسة الرئاسة هيبتها وأيضا هيبة تونس في المحافل الدولية وقطعا تتذكرون تصريحاته حول الشأن المصري وقبلها تصريحاته حول القضية السورية والتي طالب فيها بإسقاط الرئيس بشار الأسد وعرض اللجوء عليه في تونس وآخرها رفض مصافحة ال
رئيس المصري المؤقت وتصريحاته حول عشاء المعارضة في القصر وخروجها منه لشتمه وسبّه في جريدة عربية وهو ما يفضح إزدواجيته . 


ربّما تناسى المرزوقي مجهوداته العميقة والجبّارة لنصرة جزء المعارضة السورية على أرض تونس في مؤتمر قدّم أنه أصدقاء سوريا والحقيقة أنهم أعداء سوريا الذين يتربصون بأرضها وعزتها وسيادتها يقودهم في هذا معارضة مأجورة إرتهنت للخارج وسبقت معركة الإستبداد على الإستعمار لتقدّم بلدها على طبق من ذهب لصالح القوى العالمية التي تسعى إلى تفتيت المنطقة خدمة لأجنداتها الإستعمارية .. هل تناسى المرزوقي ما بذله عن قصد أو عن غير قصد  لصالح أمريكا وحلفائها وهو يرى اليوم تغيّر الخارطة السياسية وخروج النظام السوري الذي حاول إسقاطه بطريقة غير أخلاقية ولا شرعية من عنق الزجاجة ليفرض نوعا من الليونة والراحة في المفاوضات الدولية .

محمد المنصف المرزوقي عرفناه منذ سنوات قليلة على قناة الجزيرة سياسيا راديكاليا يدعو إلى العصيان المدني وعرفناه رئيسا لبلاد ورغم ذلك لم يفقد ولاءه لجزيرة قطر وأميرها ليكتب وهو على كرسي الحكم مقالات في موقعها الإلكتروني ليفقد الرئاسة هيبتها مرّة أخرى وهو يقدم نفسه كاتبا منتدبا في الجزيرة التي كشفنا عمالتها ومشروعها الإستعماري لتفقد اليوم شعبيتها وموضوعيتها أمام الشعوب رغم محاولة عملائها الأوفياء تقديمها في موقع القناة المناضلة .

إحترف المرزوقي السياسة والديمقراطية والدفاع عن حقوق الإنسان وكتب الكثير ومن أحب كتبه إليّ " دع وطني يستيقظ" و"رؤية جديدة في حقوق الإنسان " في نفس الوقت عاش المرزوقي في رفاه الدولة الفرنسية وبعد الثورة أو ما سمي ثورة جني المرزوقي الرئاسة مقابلا لنضاله الحقوقي الذي تخلى عنه بعد قرطاج ... ترى هل قصر قرطاج ينسي الماضي والحاضر لدرجة أن يتنكر الريّس لمبادئه ... السلفيون جراثيم ... لا ليسوا جراثيم ... الهيئة المديرة للترجي فاسدة ... لا ليست فاسدة .... تصريح إعلامي ثم تكذيب وإعتذار هذا اداء مؤسسة الرئاسة في عهد المرزوقي قطعا لا ننسى الإشارة إلى تقسيمه الواضح للمرأة التونسية سافرات ومتحجبات ومنقبات بطريقة تعكس ولاءه أو تزلفه السابق لقوة إسلامية تحكم البلاد اليوم لينقلب عليها اليوم .


إن وجود المرزوقي في قصر قرطاج يحيلنا على ماهية الديمقراطية في الدول الغربية هي ماعون صنعة ومهنة يتربح بها عملاء العالم النامي ليجنوا بعدها الولائم والمناصب ... المرزوقي ليس وحده في هذه المهنة فقد سبقته سهام بن سدرين وحمد بنور وغيرهم من العملاء الذين صدعوا رؤوسنا بالحريات والديمقراطية ليتغاضوا اليوم عن جرائم إرتكبتها الطبقة الحاكمة وأقول عمدا الطبقة الحاكمة لأنّ النظام لم يسقط بل أعيد ترقيعه بأيد خارجية وداخلية وسوّق وهم الثورة ليموت الحرّ جوعا في بلد قيل أن ثورته كانت تتضمن مطالب إجتماعية . 

هؤلاء الحقوقيين الذين نصبوا أنفسهم ناطقين بإسم الشعب ومناضلين لقضاياه وفي نفس الوقت يقبضون بالاورو والدولار ثمن نضالهم .... المرزوقي حالة حقيقية لحرفة الديمقراطية التي أصبحت ظاهرة تجلب الإنتباه نحو كل حقوقي أو مناضل إرتبط بالدوائر الأجنبية هو مشروع منصب حكومي حتى وإن إنسلخ عن شعبه فأداءه في حرفة الديمقراطية تجعله يتربح ولو عن حسابنا منصب رئاسة الجمهورية .... ولنا حديث في مناسبة قادمة . .

خولة الفرشيشي


اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الأربعاء، 26 مارس 2014

كيف لي أن لا أعشق تونسيا !!!


كيف لا أحبّ تونسيا وقد أنجبته تونسية .. كيف لا أعشق تونسيا والوطن في ملامحه وما أجمل ملامح الوطن على وجوه رجالنا ... التونسي يا أحبتي كائن من سلالة الشواهق والشوامخ .. باذخ العطاء ..حاذق الكلام .. والتونسي يا أحبتي رجل عشق الهريسة " الشطة " فكان حارّا لاسعا لاذعا ... لا يغرّه الحلو المسكر .. 
التونسي أجداده فلاقة سكنوا الجبال وقاوموا الإحتلال .غنّي الطرق وصليحة والهادي الجويني وسمع المزموم وراقص أمه وأخته في الأفراح وفي حضرة الرجال .. غنّى لأبي القاسم الشابي يوميا في طفولته ...إذا الشعب يوما أراد الحياة فلا بدّ أن يستجيب القدر .. وسيستجيب القدر يوما وإن لم يستجب سيصنعه هو ورفيقته شريكته في الجنسية والوطن ..
والتونسي حفيد الكاهنة وحنبعل وأسد بن الفرات والطاهر حدّاد ومن سلالة حضارات عريقة ... كائن لا شرقي ولا غربي ولكنه توليفة ما بينهما فكان التونسي !
.. تسعد المرأة برجل ولكنّ التونسي يا عزيزتي ليس أي رجل ومن تظفر بحبّه ضمنت نعيم الدنيا وربّما الآخرة ..والتونسي رجل بمقاس وطن .. وإن كان جميع الرجال رجالا .. فالتونسي كل الرجال !
خولة الفرشيشي 

اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الأحد، 23 مارس 2014

إلى العظيم كمال بوعجيلة رجل من سلالة الحرف وإني للحرف أنحني وأصلّي :




نحن الأموات أو الأحياء مجازا لم أعد أدري كلّ ما أعرفه أنك الحيّ فينا وبيننا لغة وحياة هل يجب أن نكتب القصائد لنحيا يا كمال ؟؟ .. دع عنك تعاطف الأفراد والمجموعات فوجودك بيننا أعطانا المعنى وقصائدك حقنتنا بالأمل وبالوطن هل القصيدة حقنة يجب أن يوصي بها الطبيب مع الأودية !!! .. أو هي درس في الوطنية تعادل تاريخ الوطن وجغرافيته !!

كم الوطن يشبهك سيّدي أو أنت تشبهه لا يهم حتى وإن كنت توأمه .. أعطانا الوطن الكثير وقابلنا عطاءه بالجحود لم يغضب ولم يتألم فقط يتجاوز جحودنا بعطاء أكبر وأكثر .. كما أنت اليوم كالوطن تماما إنتحر على ضفاف جسدك الجحود في ظل إبتسامتك الدافئة .. شاعرنا كمال .. كن كمال الحرف وغموضه سلاسته ووضوحه .. كن قصيدة الجرح والحياة وكن صوت كل المحرومين من كنه اللغة .. ألم يعرفوا بعد معشر الناطقين أن اللغة تصنع حضورنا .. وجودنا بل وعواطفنا أيضا .. إن اللغة كائن عاطفي بإمتياز لا تسكن سوى في أعماق المشردين من النفاق الإجتماعي والبروتوكولات العقيمة .. إنّ اللغة شقيقة الإنساني تشفق عليه حتى من كبره وعجزه .. 

أيّها الوطنيون الإنسانيون إحذروا الجحود مع الأوطان ومع العظماء .. فالوطن كالأم لا يبالي بأخطائك يغفر لك ويعطيك فوق الفرصة مئة فرصة أخرى ولكنك لا تغفر لنفسك جحودك .. والإنسانية لا تكون  في حضرة النكران والنسيان .. في صمت الجحود والألم .. تنتفض من بين الحدود المسيّجة بالشوك والشوق .. شوك خنجر الخيانة وشوق الإنسان إلى قطن إنسانيته قطن عطاءه أو حروفه .. 

أيجب أن يموت العظيم بيننا لنكرمه لندرك وقت رحيله كم كان عظيما ورائعا أن نتباكى ونتزوار قبره بين الفينة والأخرى .. والعظيم ليس ذلك الرجل المثالي والخارق بل من يملك قضية يحارب من أجلها ويظل وفيّا كالمحارب لبندقيته إن سقطت البندقية قتل المحارب وإن سقطت القضية تسقط العظمة .. كمال بوعجيلة قلت أنك جرحنا على خاصرة الوطن لأن باعة الوطن لفظوا ذات يوم .. كل المغتربين المتمردين المتألمين والصامتين الصامدين على حصون قلاع الوطن .. . ربما لأن كلّ هؤلاء سرّ جمال الوطن بل ودمه الذي يسري على أرضه !!!

كن يا كمال تونسيا حتى العظم بل إنسانيا حتى الدم .. شاعرا حتى تكتمل القصيدة .. كن حيّا دائما .. يافعا كنصوص الشعر وليل الشعراء .. كن أنت يا كمال صوت الجنوب .. صوت جنوب الفكرة وجنوب الإنسان .. جنوب النسيان .. جنوب الصحراء .. جنوبا يطيح بتكبّر الشمال وبأردية رياءه ..كن هنا وأنت هناك أو في أي مكان في الأرض في السماء أو ما بينهما ..تخترق الحدود والمسافات لتبقى القصيدة وتكبر .. كن ذاكرة الأحياء وكلّ من آمن أن الوطن فكرة و قصيدة .. أو قضية وبندقية .

خولة الفرشيشي





اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الأحد، 16 مارس 2014

قصة قصيرة جدّا : ماليزيا المشكل وليست الحلّ !!

1.     قرّرت فاطمة شراء قميص نوم مثير وهي العزباء التي لم تلبسه لرجل فقط كانت تكتفي بملابس النوم التي لا تزعج المجتمع وتقاليده .. فالعزباء يجب أن تدفن جسدها في ملابس فضفاضة حتى ولو توجهت إلى النوم.
 يخاف المجتمع أن تكتشف  جسدها وتدلله أو أن تستجيب للغته وتحاوره كل هذا  من علاقات الفسوق .. والفسوق خروج عن المجتمع وأعرافه ..

توجهت فاطمة إلى محلات الملابس الداخلية لتقني قميصا إختارت أن يكون أسود ذا شقّ طويل .. هكذا رسمت صورة القميص في مخيلتها : سأكون أجمل وأشهى .. الأسود شقيق الأنوثة الناعمة ..

وضعت قسطا كبيرا من مرتبها في إقتناء هذا القميص هو ليس ضروريا ربّما ستقول صديقتها .. ولكن لم تدرك صديقتها بعد أن أنوثتها أهم من همّ فواتير الكهرباء والماء .. ستقوم بإستخلاصهم بعد فترة تمديد ولكن هل يمكن أن تمنحها أنوثتها فرصة أخرى لتكون أشهى وأجمل ..

كلمت عشيقها : أريد أن أموت في أحضانك هذه الليلة هل تأتي ؟
دهش وقال : هل هذه رغبتك الأخيرة في الحياة .. ؟

غريب هذا الوغد لا يفهم أبدا ما قصدته ستبدد يقينه بأنّها أكثر لهفة على الحياة بهذا القميص الأسود سيعرف أنها تريد ترويض جسدها الثائر .. لا غير .

فتحت له الباب كانت ترتدي قميصها المثير .. جسد بيضاوي ناعم ينافس السواد بياضا .. أيهما أنقى الأبيض أو الأسود .. !!!!

قبّلها جميلة أنت يا حياتي .. راقصته وتعشى معها على طاولة تشبه كثيرا طاولات الأفلام العربية الرديئة شمع وموسيقى وكلمات حبّ وغزل ..
إنتهى بهما المطاف على السرير فقط عندما نزع قميصه الخارجي إكتشفت أنّ قميصه الداخلي كتب عليه بخطّ عريض : ماليزيا ترحبّ بكم .. إنخرطت في نوبة ضحك عالية وكأنّها لم تضحك سابقا لدرجة أنّها أقلقت راحة أحد الجيران الذي هرع لطرق باب شقتها .
خولة الفرشيشي
Haut du formulaire


اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الخميس، 13 مارس 2014

نضال الإشهار أو إشهار النضال !


في سنوات الجمر حسب ما إتفق على تسميتها الكثير من مناضلي الساحة السياسية أيام حكم نظام بن علي لم يتشجع أحد على النضال وإعلاء صوته بهذه الدرجة التي لوحظت بعد 14 جانفي .. سوى نخبة صغيرة بدأت نضالها منذ أواخر الثمانينات وصولا إلى 2011 تاريخ سقوط رأس النظام .. نخبة غيّبت قسرا عن المشهد السياسي لأنها لم ترتبط بالسفارات الأجنبية ولم ترتزق بحقوق الإنسان فقط حملت همّ شعبها في التحرر و العدالة الإجتماعية .. غيّب ضمير الشعب لصالح نخبة قديمة - جديدة تلعب دورا جديدا في صنع مناضل أو نضال على مقاس السلطة .. المناضل الإشهاري : الذي قبل أن يكون ماركة محلية الصنع خارجية الغلاف يظهر في بلاتوهات التلفاز ويحلل ويطرح الأسئلة من خارج السياق .. آراء في السلفية والأصولية في قضية أمينة فيمن وولد الكانز من شخصيات سياسية لا حقوقية لا أنكر أهمية الحديث في مثل هذه المواضيع ولكن ليس من طرف شخصيات راديكالية تؤمن بالهمّ الإجتماعي و من المفترض أن تتحدث عن غلاء المعيشة وعن تهرئة الطبقة المتوسطة والأهم من كلّ هذا تعديل الرؤية السياسية حول ما سمي بالثورة و أنها مجرد عملية ترقيع للنظام التي إبتلع أحزاب الحكم وتلونت بلونه لتصير جزء هاما من منظومته .. 
إشهار النضال يكون في بلاتوهات الفضائيات التي تقطع الحصة لتبث فاصل إشهاري لزيادة مداخيل باعث القناة ومناضل الإشهار الذي رضي أن يكون ماركة لمنتوج فكري لايت يرضي عقيدة الشعب ومصالح الخارج ويتنافر مع الأيديولوجيا التي من الضروري أن يؤمن بها .


خولة الفرشيشي


اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الجمعة، 7 مارس 2014

زمن المفهوم المجرد: من سلطة الثابت إلى محنة المتحول


هل تشعر أنّك حيّ .. أنّك هنا  في أرضك وبين أهلك   .. هل أنت حرّ وهل تشعر حقّا أنك في وطنك ... ؟
أسئلة كثيرة ربّما طرحها البعض وربّما يتجاهلها البعض الآخر ولكن تبقى ثنائيات الموت -النفي والسجن – الغربة حاضرة في أذهان البعض وفي حيواتهم رغم التجاهل ورغم الخوف من مقارعة هذا المسكوت عنه واللامفكر فيه .. سنحاول في نص هذا المقال التطرّق إلى تداعيات هذه الثنائيات
من خلال ما يعيشه البعض منّا .

قبل الوصول إلى لحظة الموت أو النفي  أو السجن و الغربة كان أحد الأفراد أو المجموعات قد تقيأت ثقافة السائد والمألوف وزهدت فيها فبعد التلقين والحفظ والحرص على المحافظة على الثقافة الأصلية والأصيلة وصل الفرد إلى تثوير عقله على النمط الفكري الذي دأب على التفكير به  .. والتفكير خارج المنظومة لا داخلها وهو من علامات الرفض أو الهدم لأسس شكلت فيما مضى أول لبنات عقله .

من داخل الثقافة الواحدة  خاصة في المجتمعات العربية والإسلامية تنشأ ثقافات مزاحمة للثقافة الواحدة وتفرض نفسها بقوّة رغم محاولة النظام السياسي التستر على الثقافات الأخرى والتي تبدو كأنّها محاولة إستعمارية لوطن يلفظ بعض أفراده ومجموعاته ثقافته الرسمية ، يحاول النظام السياسي العربي تخويف مواطنيه من ثقافة الأقليات العرقية أو الفكرية وكأنّها محاولة لهدم إستقرار الدولة ونيل من الديني حتى وإن قدّم النظام العربي نفسه نظاما مدنيا بل وعلمانيا إلا أنّه في حقيقة الأمر نظام ديني لا يختلف كثيرا عن تجارب الإسلام السياسي .. نظام سني يضطهد الشيعة والمسحيين واليهود والبهائيين والأكراد والأمازيغ والملحدين واللادينين وغيرهم من الأقليات أو المجموعات الأخرى هو  نظام يحاول التستر من خلال الدين حتى وإن قدّم نفسه ديمقراطيا إلا أنّها "ديمقراطية الحلال" التي تجعله يحارب أعداء الدين حتى ولو كانوا من أبناء الوطن الواحد لا يختلف الديكتاتور العربي عن الحزب الإسلامي إنهم في نفس السياق يقوّضون النفس المختلف وبنفس العقيدة يواجهون أعدائهم .. لا فرق بينهما  .

 تعيش بعض المجموعات في  ثقافة لفظت بعد التلقين  في ثقافة يعتبرها البعض  مغلقة وغامضة زئبقية تهويمية لم يستطع أي فرد من مجموعة "الموت النفي السجن الغربة " التأقلم أو التماهي مع ثقافة المجموعة أي مع المشترك العام ليبتدع كل فرد منهم ثقافة خاصة به تلبي طموحاته في العيش والتحرر .. ربّما يشترك الجميع في لغة واحدة  آداة التخاطب بين أبناء المجتمع الواحد ولكن من داخل اللغة نفسها يصنع الفرد موته أو منفاه وسجنه وغربته رغم أنها من المفروض أن تكون وسيلة توحيد وتجميع لا وسيلة تفريق بين الأفراد .. لنطرح السؤال الواحد : تونسي يتكلم مع تونسي نفس اللغة ورغم ذلك لا يتواصلان  ترى هل تحمل اللغة شيفرات معقدة لا يفكها كليهما أو أن الأمر يتجاوز اللغة ؟

أظن أن الأمر يرتبط أساسا بالنظام السياسي وبدرجة المواطنة التي يعيشها الفرد داخل مجتمعه  .. ترى هل هو فرد حرّ تكفل ثقافته ولغته رغبته الكلية في التحرر من محاذير يعتبرها المجتمع تابوهات لا يمكن المس بها أو مقارعتها حتى ولو كان تحت مسميات الحرية و تثوير البنى العقلية ... فقط سنشير إلى أن المجتمعات العربية لم تمنح المرأة درجة الأهلية كإصطحاب محرم أثناء السفر  فما بالك حتى تصبح مواطنا وحتى وإن أصبحت فهي أقل قيمة من المواطن الذكر .. 

ترى هل تحس الأقليات العربية الفكرية منها والعرقية  بأنها إبنة ذلك المجتمع لحما ودما وثقافة والأهم ثقافة أو أنها تبتدع من داخل الثقافة نفسها خلاصا تنشده حتى ولو كان نسف الثقافة الأم وتعويضها بأخرى تلبي حاجة هذه المجموعات أو الأفراد في التواصل .

بعد ثلاث سنوات مما سمي الربيع العربي رصد في المجتمعات العربية  ظهورعلني وصريح للثقافة الأصولية التي كانت تتستر في زمن الديكتاتوريات العربية ولاتملك الجرأة على الإظهار طالما أنها تعيش بين الحين والآخر بعض مظاهر إحيائها في مناسبات دينية أو حتى ثقافية "كالقيروان عاصمة إسلامية سنة 2009 " ألم تكن الأصولية حاضرة بأمر من السلطة وغائبة بأمر منها ؟

مارست هذه الثقافة تأصيلا مستبدا على طريقة التحديث المستبد الذي بدأ فيه بعض الحكام العرب بعد إنهاء الإستعمار رغم رداءة البنى العقلية الإجتماعية التي عاشت إستقلالا شكليا  لم ينل باطنها يبدو إلى اليوم أيضا ..  فلم ينجح التحديث المستبد معها كما لم ينجح التأصيل المستبد معه اليوم ليس لأنها بلغت درجة عالية من الوعي بل لأنها تعيش إنفصالا بين أفكارها وممارستها وهو في حقيقة الأمر يترجم إنفصامية مجتمع حداثي – تقليدي .. تقدمي – رجعي .

 تلعب الثقافة الأصولية دورا هاما في إخضاع الخطاب الإعلامي أو الخطاب السياسي والثقافي لصالحها وبمنتوجات تروق للجميع " إسلامي حداثي تنويري" وغيرها من الصفات التي تجعل حضورها بشكل طبيعي لا يثير الريبة مما يجعلها تعيد الحفر في الذهنية العربية المنفصمة  بين الحداثة والأصالة وبين الإسلام والديمقراطية فقط سأسأل : أليست الثقافة الأصولية في حدّ ذاتها تعيش ثنائية الغربة والسجن  طالما أنها إغتربت في خطاب ليس لها وسجنت في فكرة  لم تكن يوما تؤمن بها  أليس هذا إنفصاما اخر تعيشه الثقافة الرسمية إلى جانب الثقافات غير الرسمية ؟  ..

نفس هذه الثقافة الأصولية التي تقدّم نفسها منفتحة وديمقراطية ولا خوف من تجربة تخلط الدين بالسياسة طالما أن الديمقراطية شعارها هي نفسها  المغلقة التي تحجر على الفرد  التفكير فيها خارج النواهي والتحريم وخارج التصديق بقدسية الدين ونزاهته وهو ما يعتبر سلبا للفرد في حرية المعتقد .. هذه الثقافة التي تكفر كأرهاب معنوي وتقتل كإرهاب مادي .. هل يمكن لثقافة مغلقة كلما حاول أحدهم فتحها ترتق نفسها من الداخل وتنفيه خارجها .. ثنائية الموت والنفي السجن والغربة هي أحد المظاهر التي نعيشها حاليا حتى وإن كابرنا .. أو كذبنا .. زورنا حتى ولو تبادلنا رسائل الإطمئنان .. إننا كاذبون .. ومخادعون والموت يلفظنا والمنفى يستقبلنا والسجن يطبق علينا والغربة نتنفسها .

خولة الفرشيشي 





اقرأ المزيد Résuméabuiyad

الأحد، 2 مارس 2014

قراءة سريعة في برامج الواقع " عندي ما نقلك نموذجا "



بدأت برامج الواقع في أمريكا ونجحت في الإنتشار جماهيريا داخل الولايات المتحدة وخارجها رغم الإختلافات الثقافية بين الشعوب .. وقد نسجت بعض الدول العربية على المنوال الأمريكي وإبتدعت برامجا ضمنت بها تلهف المشاهد وسوقا جيّدة للإشهار بدأتـها بستار أكاديمي وصولا بإفتح قلبك في لبنان وعندي ما نقلك  بتونس التجربة الأنجح في برامج الواقع  فهذا البرنامج  تنتظره نسبة هامة من المشاهدين سواء المعجبين به أو حتى المعارضين له والذين لا يملكون القوة على تغيير المحطة .. 

ترى ماهي الأسباب التي تجعل من برنامج سي علاء برنامجا محبوبا رغم طابعه الفضائحي ؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال يجب الحفر في الذهنبة التونسية المحافظة رغم الحداثة التي لحقت بالمجتمع والمغلقة رغم التحرر النسبي .. بنية المجتمع التونسي "في نظري ولست بباحثة أو مختصة " في حقيقة الأمر بنيتين منفصمتين بتغيّر الزمان والمكان .. يبدو الفرد في البيت محافظا اومتديّنا وخارج البيت تقدميا وديمقراطيا .. في النهار مستقيما وفي الليل تتغيّر الإستقامة حتى بالمجون أحيانا ..

 إلى جانب هذا تتميز العقلية التونسية بأنها ذكورية وإن أبدت في بعض التفاصيل إنفلاتا منها ولكن تبقى العقلية ذكورية ولم تغيرها القوانين والتشريعات التي أنجزت لصالح المرأة. 

يبدو أن برنامج عندي ما نقلك قد أطاح بمثالية المجتمع وطوباويته في أنه مجتمع محافظ ومتدين لا مكان له للفسوق والمجون ليكشف في بعض الحلقات بعض خور هذا المجتمع وتناقضه بين الفكرة والممارسة وربما قد ساعد على معالجة الإغتراب والإنفصال عن الواقع إلى حدّ ما حتى ولو كان بطريقة الصدمة والفضيحة رغم أن طريقة تقديم البرنامج إعتباطية لم ترسم أهدافا قابلة للتحقق على أرض الواقع .. ولكنه يبقى برنامج إعادة بناء الشخصية التونسية المتناقضة لو فقط عمل على بلورة الهدف إلى جانب تقديم الحالة والعمل على المعالجة خارج أطر الفضائح لجني الإشهار . 

بقلم خولة الفرشيشي 


اقرأ المزيد Résuméabuiyad